الوطن

ماذا يمكن أن يفعل ترامب إذا تأكدت خسارته؟

} عمر عبد القادر غندور*

يكثر الحديث في الوقت الراهن عن نية الرئيس الأميركي دونالد ترامب توجيه ضربة عسكرية لهدف إيراني أو لحزب الله سواء في لبنان أو في سورية. وأخطر ما في هذه الاحتمالات انّ الشارع بدأ يتناولها وكأنها واقعة حتماً، بينما الاحتمالات الواقعية الميدانية واللوجستية لا تنبئ بذلك لأنّ الجغرافيا لن تكون في صالح «إسرائيل» حتماً، وقد أشار سماحة السيد حسن نصر الله في آخر إطلالاته إلى أنه لا يؤكد ولا ينفي هذه الاحتمالات مع تأكيد جهوزية المقاومة لمواجهة أيّ اعتداء.

ومثل هذا السيناريو تؤيده حكومة نتنياهو المربك والتعيس، إذ يرى أنّ الأولوية الكبرى بالنسبة لـ «إسرائيل» التي سعت منذ عقد من الزمان إلى إقناع العالم بأنّ طهران هي المشكلة، وتسعى لإقناع بايدن بأهمية عدم عودة واشنطن الى الاتفاق النووي مدّعية انّ مثل هذا الإجراء ستكون له تداعيات أمنية في الشرق الأوسط عامة وعلى «إسرائيل» خاصة، وتقول الصحف الموالية لنتنياهو انّ العودة الى الاتفاق ستكون بمثابة فوز كبير ونجاح منقطع النظير لشركاء إيران ومن ضمنهم روسيا وسورية وحزب الله .

ويتحدث المغالون المتضرّرون من خسارة ترامب للانتخابات عن انتقام أميركي خلال نقل السلطة، وانّ الجيش الإسرائيلي يستعدّ قبيل زيارة وزير الخارجية مارك بومبيو لتل أبيب الأسبوع المقبل، ما يوحي بأنه استعداد للقيام بأمر ما ضدّ إيران في الدقيقة التسعين من أجل إجهاض أيّ مسعى لإدارة بايدن لاتخاذ خطوات واقعية ودبلوماسية اتجاه النظام الإيراني.

وكان مسؤولون في البنتاغون عبّروا لصحيفة «نيويورك تايمز» عن مخاوفهم من أن تنفذ إدارة ترامب عملية علنية أو سرية ضدّ إيران أو خصوم آخرين خلال الساعات الأخيرة المتبقية لترامب.

كلّ هذه الاحتمالات والمعلومات أوردناها على سبيل العلم بها، أما على صعيد القناعة فنرى عدم رجحان أيّ من هذه الاحتمالات إلا في حالة واحدة وهي عندما يتبيّن لترامب من خلال إعادة فرز الأصوات أنه خسر السباق إلى البيت الأبيض، ولا بدّ من إعلان خسارته، في هذه الحالة لا نستبعد حماقة من رجل متوتر ومأزوم وغاضب وخاسر.

 

*رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى