حديث الجمعة

ورد وشوك

ما أشبه اليوم بالأمس البعيد البعيد…..

لكننا نعود للأمس متحسّرين على حضارة في دولنا ما أورثتنا إلا الهم والغم وللقديم الحنين

في أحد الأماكن الأثرية في وطننا الحبيب رحت أتأمل اختراعاً أوجده القدماء من آلاف السنين وكان وقتها اكتشاف خطير ساهم في استقرار الحياة المعيشية وحفظ الحقوق….

إنه الميزان التقليدي القديم ذو الكفتين شعرت وأنا أنظر إليه بإحساس غريب كم وجوده اليوم في حياتنا رغم ما فيها من حداثة وتجديد ضروري بهذا الشكل القديم لا بشكله الأوتوماتيكي المواكب لكل ما هو في هذا العصر حديث

أتدرون يا أحبّتيالأمر بسيط يعمل هذا الميزان على مبدأ فيزيائي مقبول لطيف يوضع في إحدى كفتيه كتلة ما يُراد معرفة وزنها أو ثقلها وتوضع في الكفة الأخرى الأوزان المناسبة (العيارات).

وهكذا عندما يحدث التوازن في كفتيْ الميزان يعني هذا تساوي الكتلة مع الثقل مما يحدد إحقاق الحق لكلا الطرفين.

هذا المبدأ مقبول أكيد في البيع والشراء وتقدير الثمن وحماية البائع والشاري على حد سواء

لكن ما ورد في خاطري أعرضه عليكم بحب كبير

تعالوا نتخيّل الحياة ميزاناً كبيراً لن نقبل بعد اليوم أن ترجح كفة على أخرى ونحن ظالمون أو مظلومون

لنجعل مبدأنا في الحياة أن السكون غالباً ما يكون ضامناً لتوازن الكفتين نتيجة تأثره بالجاذبية الأرضية بمقدار واحد متساوٍ لا يهم معه التحديد

لكن عندما نشعر باختلال في التوازن نستعيد قدرتنا على التحكم في تقدير الربح والخسارة باستخدام الكتل والأوزان بشكل متناسب يرضي الطرفين لن نقبل بعد اليوم بتحمل خسارة تلو الأخرى والثمن معنوياً ضئيل

إرضاء من لا يدرك جسامة التضحيات ولا يعرف التفريق بين التبر والتراب.

عندها ضروري أن نعيد بجدارة استعمال تلك الموازين.

رشا المارديني

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى