الوطن

هل يستوعب المسؤولون الأميركيون 
خلفيات «جمعية القرض الحَسَن»؟!

} السيد سامي خضرا

إعتَدْنا عندما يتكلم سماحة السيد عن صواريخ المقاومة وأعدادها ومَدَيَاتها وفعاليتها وخيراتها وبركاتها إعتدنا أن نرى الأعداء وصغارهم في بلادنا وقد مسَّهم سَقَر!

 واليوم وبعد ساعاتٍ قليلة من خطاب سماحة السيد عن «جمعية القرض الحسن» ومداها وخيراتها وانتشارها وصلاحها وصدقها وجبرها للخواطر رأينا بالأسماء والصور والمقاطع عبر وسائل التواصل كيف أنّ عبيد الأعداء في الداخل اللبناني قد مسَّهم سَقَر!

فالأرقام التي ذكرها سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والمتعلقة بِمُجمل حركة القروض والودائع والخدمات المختلفة في هذه المؤسسة هي ذو أهمية كبيرة نوعاً وكمّاً.

ولعلها المرة الأولى التي يبسطُ سماحة السيد الحديث حول مؤسسةٍ لها دورها الفاعل ووجودها الراسخ في الوجدان كما في الميدان عند كافة الطبقات الشعبية وعامة الناس.

فيكادُ لا يتوقع أحد أن يتحدث سماحته في خِطابٍ حُدِّدَت عناوينه سابقاً بأنها تتعلق بالشأن الداخلي اللبناني وأبرزها من النواحي السياسية والاقتصادية.. لا يتوقع أحد أن يكون الحديثُ بهذا التفصيل والإسهاب حول تأسيس هذه الجمعية ودورها ومراحل نموّها ونشاطها وحيويتها ونزاهتها وتَمَيُّزها عن غيرها في بلدٍ كلبنان موبوءٌ بنشاط بالمصارف منذ عشرات السنين حيثُ أنّ هذا السوق ومهما جُمِّل وسُوِّقَ له إلا أنه يبقى سوقَ عارٍ صَبَغَ لبنان بِأعمالٍ ميليشياوية ونشاطات العصابات والمافيات وتبييض الأموال وتهريبها ونهبها بطريقةٍ حضارية مُتَمدِّنة!

وهذا الكلام سوف يُزعج الكثير من الناس.

فقد إعتدنا أن نستمع إلى سماحة السيد في الشؤون الإستراتيجية والوطنية وسائر الأمور الكبرى أو المفصلية التي تهمّ الأمة..

إلاَّ أنه عندما كان يتطرّق في بعض المناسبات إلى بعض الجزئيات والتفاصيل أو كان يتناول الحديث عن جمعياتٍ أو مؤسساتٍ لمناسبةٍ تخصّها كان يتناولها لَمَماً لخدمة السياق العام الذي يتحدث عنه.

حتى هو عبَّر «بأنه لم يكن يتوقع يوماً أن يتحدَّث عن هذه المؤسسة بهذا التفصيل».

ثم من جهةٍ أخرى فإنّ لهذا الحديث دلالاته ومعانيه ليس الخيرية فقط إنما لا تخفى دلالاته وإنعكاساته وآثاره الإجتماعية والإقتصادية والسياسية على المجتمع ككلّ والذي يجب أن يكون لديه الإبداع أو ما تيسَّر من الاكتفاء الذاتي من أجل أن يستمرّ في صراعه المُتجذِّر مع العدو المُتاخم ومَن يقف وراءه.

واللطيف في الموضوع أنّ «جمعية القرض الحسن» والتي يُمْحِضُها سماحة السيد تمام الثقة لم تقم في تاريخها بدعايةٍ أو عروضات لإغراء الناس بالتعامل معها بل كان استمرارها يتمُّ بطريقة سَلِسَة وبمصطلحنا نسمّيها «توفيقات غيبيَّة».

فقد رأينا كيف أنّ الحملة الإعلامية عليها من قِبَل الأعداء في الأيام الأخيرة وبمعونة ثلاث فضائيات لبنانية وَهَبَهَا دفعاً لا تحلم بها أية مؤسسة محلية أو عالمية ومن دون أن تقوم بجهدٍ بسيط أو تبذل قِرشاً واحداً من أجل نشرِ صيتها والترويج لسمعتها.

بل أصبحَ لديها طاقة مضاعَفة تُتَرْجم من أعدائنا من خلال الإفتراءات التي تنامَت في الأشهر الأخيرة بطريقة مُتعمَّدة من قِبَل الأميركيين وعملائهم الذين لو خطَّطْنا نحن بأنفسنا من أجل جلب الناس إلى القرض الحسن ما استطعنا أن نُوفَّق لذلك, لكن تعاملهم من خلال المصارف اللبنانية التي يُهَيْمنون عليها بطريقةٍ إبتزازية ومُستفزة على طريقة العصابات والمافيات جعلت الناس تنفر منهم من جهة وتلجأ بكل قوة وثقة إلى جمعية القرض الحسن من جهةٍ أخرى.

خاصةً أنّ هذه المؤسسة تُشكل حلقةً من جملة السلسلة الذهبية التي تمتلكها المقاومة الإسلامية والتي لا يقلّ نظيرها من المؤسسات عن الروعة والإخلاص والشفافية والتضحية والصدق وهي أمورٌ كما باتَ معلوماً يفتقدها اللبنانيون فيميلون بفطرتهم إلى مَن تتواجد عنده.

«جمعية القرض الحسن» اليوم أكبر وأضخم مِمَّا تخيَّل الأقربون والأبعدون، المُحبُّون والمُعادون، الداعمون والمتآمرون، وذلك كله بفضل بركاتٍ يصعبُ على البعض ومنهم المسؤولون الأميركيون المَعنيون بالوضع اللبناني استيعاب خلفياتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى