الوطن

ما زال «ينبوع» أنيس النقاش يتفجَّر حتى بعد وفاته

} السيد سامي خضرا

عشرات المقالات والتقريظات المُختصرة والمُطوّلة كُتبت خلال الساعات الماضية وسوف يُكتب مثلها أيضاً في ما يأتي من الأيام حول المجاهد الكبير أنيس النقاش.

ودارت مجمل الكتابات للحديث حول تاريخ الرجل الكبير وتضحياته ومناقِبياته وشجاعته ومثابرته ووضوح الصورة لديه

وهذه كلها حقه الذي يستحقه علينا، وبعض حق وفائنا للمبادئ، وبعض حق الجيل الجديد لكي يكون لديه نموذج قريب وناصع ممن ساهموا في كتابة تاريخ الأمة.

لكنني أردتُ أن أساهم بقلمي القاصر ببعض ما لم يجرِ التطرق إليه وهي أمورٌ أحسَبُها هامةً وأساسية ومن الخطأ أن تمرّ وفاة مناضل بهذا المستوى من دون أن نعرُجَ عليها.

فبعيداً عما قيل من خواطر وعواطف ورثاء وأحاسيس صادقة أشير إلى أمور:

1 ـ جميلٌ أن تعود الأمة في مناسبة وفاة هذا المناضل وما يُمثل من فكر وعقيدة للحديث عن شؤونها الأساسية بعيداً عن التجزئة والنظرات الضيقة.

ففي ذلك الزمان عندما بدأ الفقيد جهاده في الستينات كانت قضية فلسطين هي الميزان لكء الأمة حيث لا يجرؤ شيٌ على منافستها فكنتَ تراها بأشكالٍ مختلفة من حدود الأطلسي وطنجة إلى أواسط آسيا وأطراف الصين إلى كوالالمبور وجاكارتا فكانت فلسطين هي القضية الجامعة قبل أن يُرفع الشعار الغبي «أولاً» حيثُ بتنا اليوم نسمع وبكلّ خِفّة عن القِطْرية والمناطقية فـ «مصر أولاً» و»العراق أولاً» و»الأردن أولاً» و»لبنان أولاً» وكأننا لا ننتمي لأمةٍ ولا تاريخٍ ولا عقيدة ولا مبادئ ولا قيَم!

2 ـ ومن إنجازات أنيس النقاش بعد وفاته أنه أُعيد ذكرُ تاريخه العسكري والأمني بلا خجلٍ أو مواربةٍ أو استحياء أو تكلف من بعض الإنجازات الأمنية والعسكرية ومنها عملية «فيينا» ومحاولة اغتيال شاهبور بختيار.

نقول هذا الكلام لأننا ومنذ سنوات نتعرّض لغسل دماغ في «نبذ العنف والعمل العسكري» وتجنُّب مواجهة الخَونة المجرمين بحجة أنهم أصحاب رأيٍ وفكرٍ وثقافة!

بل الغريب أن يتصدّى بعض الأشخاص الذين يُفترض أنهم واعون ومُدركون فيُنظِّرون للعمل السلمي «وطريقة غاندي» وتبرئة العملاء والخونة بحجة أنهم أصحاب رأي مختلف فمِن حقهم أن يقولوا دون حسيب أو رقيب فَبِتنا في عصرٍ يخرج فيه بعض الأشخاص ويتجاهرون بخيانتهم وعمالتهم وعلاقتهم مع العدو بالصوت والصورة ومقاطع منشورة بل يفتخرون بهذا التاريخ و»يُهدِّدون» بالعودة إليه عند الحاجة ولا مَن يُحاسب.. بل هناك من يُبرر لهم!

من المهمّ للأجيال اليوم أن تتطَّلع على بعض تاريخ أمتها وأجدادها وأبطالها والذين قدَّموا بلا حساب من أجل أن تعيش الأمة هذا العز في ظلّ المقاومة بعيداً عن التآمر والتشويه.

أنيس أحد رجالنا وقد مرَّ على الأمة المعطاءة ما لا يُحصى مِمن يؤنَس بهم ولن يطمس الإستعمار تاريخنا مهما تآمر المُتآمرون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى