أخيرة

إلى متى نبقى نعاجاً مطواعة؟

} شبلي أبو عاصياستراليا

 قطيع من الغنم عاد الى حظيرته منذ أربعة أعوام ما عدا إحدى النعاج التي ضلت الطريق

وتاهت في غابات إحدى المدن الأوسترآلية.

وقد تمّ التعرّف عليها صدفة من قبل أحد المزارعين. فالمشهد كان لافتاً حيث صوف هذه النعجة قد بلغ طوله أكثر من 47 سنتمتراً فيما وزن صوفها بلغ 40 كيلو غراماً ما يعادل وزن الغنمة تقريباً وقد كانت حياتها معرّضة للخطر.

وكالة أسوشيتد برس البريطانية قالت إن صوفها يكفي لحياكة ثلاثين كنزة شتويّة.

خبراء البيئة والزراعة اهتموا بها بعدما جزّوا صوفها وألبسوها ثياباً على جسدها كي لا يتغير عليها المناخ والأطباء البيطريون كانوا على مدار الساعة بمراقبتها.

وتزامناً مع عودتها سالمة أقام مزارعو أهل القرية لها حفلة شكروا خلالها الله لعودتها سالمة من الوحوش البريّة الكاسرة.

هذا المشهد شدّني وأعادني من أوستراليا إلى لبنان والمفارقة بيننا كلبنانيين وبين نظام وحياة الشعب  في هذه الدولة الأوسترالية المضيفة.

في لبنان الشريحة الكبرى من حكامه ومسؤوليه  يتاجرون بدم ولقمة عيش الناس وبأرزاقهم، حيث العوز والحاجة والفقر دخل بيوت الشرفاء والمحرومين ولا من يسأل عنا!

هؤلاء الكبار اغتنوا على دماء شعبنا المسكين؛ فلا مستشفيات ولا أدوية ولا زراعة ولا اقتصاد وأوصلونا الى الهلاك والجوع والعوز.

ما يحصل في لبنان من كوارث اقتصادية وفوضى وإخلال بالأمن لم يحصل في أي بلد في العالم، بل في أية جمهورية موز فيه.

ويا للمفارقة: النعاج في أوستراليا لها احترام وعناية فيما النعاج في بلادنا ضربها الهلاك والفقر والجوع والعطش ولا من يسأل!!

فيا شعب لبنان الحبيب ثُر على الطغيان لا تستثني أحداً من الذين سرقوا أموالك وأفقروك لأي مذهب أو فكر انتموا..

أغلبية المسؤولين لا هم عندهم الا مصالحهم الخاصة ولا من يسأل عنك فمن يموت أو يمرض أو يجوع ويعطش منك أبنائك حتى لو كانوا من الخاصات القريبين منهم.

انتبهوا!!

تبويس اللحى ضحك عالدقون، أما آن الأوان أن نحاسب كل الذين سرقونا ونهبونا.. ومن دون أن نعتبر أي مرتكب خطاً أحمر ممنوع الاقتراب منه، لأن زعيم هذا المرتكب أو هذا السارق مغطّى من بغطاء طائفي او سياسي.

هم نهبوا فاغتنوا لولد الولد أما نحن الشعب المسكين فنحتاج الى ربطة خبز وعلبة حليب لصغارنا.

فمَن سرق أموال الناس وأفلس خزينة الدولة وهرّب أمواله إلى الخارج أو الى خزائنهم الحديدية في قصورهم فوق الأرض وتحتها، يجب أن يُحاسبوا وتعاد الأموال الى الناس. الكل تحت  القانون والكل يجب أن يخضع للمحاكمة العادلة فالسارق والناهب ينال عقابه العادل بعد استرداد حقوق الشعب وأموال الدولة، أما البريء الشريف فنرفع له التحية والاحترام..

وبالعودة الى النعاج في أوستراليا حيث لها قيمة واعتبار واحترام،  أما النعاج عندنا في لبنان فمطواعة وليّنة ومكسورة الخاطر وليس من  قيمة أو اعتبار أو من يقدم لها الدواء او يعطيها لتعيل صغارها الجائعةفإلى متى نبقى نعاجاً؟

شاهدوا في أوستراليا كيف يهتمون بكل من عاش على أرضها من إنسان أو حيوان أو نبات أما عندنا في الوطن المنكوب.. فعلى الدنيا وأهلها السلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى