الحقّ والباطل والحمار
يكتبها الياس عشّي
في العودة إلى قرارات الأمم المتحدة، وإلى المواقف المنحازة من دول تدّعي أنها الحامية لحقوق الإنسان، بدءاً من الولايات المتحدة مروراً بأكثر الدول الأوروپية، لا يمكنك إلّا أن تتذكّر ما جرى بين الحقّ والباطل .
تقول الحكاية إنّ «الحقّ» ركب حماره، وسار يبحث عن «الباطل» علّه يقنعه بالتخلي عن مذهبه، وفي أثناء رحلته وجد «الباطلَ» يمشي، ولمّا تعارفا، سأل الباطل:
ـ أمن مذهبك، أيها الحقّ، أن تركب أنت وأمشي أنا؟
أجابه الحقّ:
ـ لا… ليركب كلّ منّا ساعة.
نزل الحق عن الحمار، وركب الباطل. وعند انتهاء الساعة رفض الباطل النزول حتّى يحتكما إلى أول عابر بهما، غير عابئ بأنّ الحمار هو ملك للحقّ.
وأطلّ رجل، فسأله الباطل:
ـ مَن تراه يجب أن يمشي في هذه الدنيا، الحقّ أم الباطل؟
فقال الرجل:
ـ الحقّ يجب أن يمشي .
فالتفت الباطل إلى الحقّ وقال له:
ـ أيها الحق امشِ ما شئت !
ثَمّ استولى على الحمار، وانطلق به، وانصرف تاركاً الحقّ وحيداً على قارعة الطريق.