الوطن

الوفد الأميركي يلتقي المسؤولين ويحرّض ضد حزب الله عون: تشكيل الحكومة قطع شوطاً كبيراً برّي: لإستثناءات للبنان في تطبيق «قانون قيصر»

واصلت الولايات المتحدة الأميركية تحريضها على الفتنة في لبنان من خلال تحاملها على حزب الله ووصفه بـ»الإرهاب» غافلةً في الوقت نفسه عن الضغوط الكثيفة التي تحاصر بها مع حلفائها، لبنان سياسياً واقتصادياً ومحاولات سدّ أي منفذ لكسر الحصار الجائر.

وجديد هذا التحريض عبّر عنه وفد الكونغرس الأميركي في ختام زيارته بيروت وانتقاله إلى الكيان الصهيوني الغاصب، إذ زعم المتحدث باسمه  السيناتور كريس مورفي،  أن «حزب الله يخلق الدمار في المنطقة وهو سرطان ينتشر في لبنان»، زاعماً أيضاً أن  «حزب الله منظمة ستستحوذ على جزء من مال النفط وهذا لن يحلّ أزمة الوقود في لبنان». ومن دون طرح أي بديل، قال مورفي «لا داعي لاعتماد لبنان على الوقود الإيراني وأي وقود يجري نقله عبر سورية خاضع للعقوبات وواشنطن تبحث عن سبيل لأداء ذلك من دون عقوبات».

وكان وفد الكونغرس قد جال على عدد من المسؤولين  حيث استقبله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا، وأبلغه أن «عملية تشكيل الحكومة الجديدة قطعت شوطاً كبيراً والكثير من العقبات قد ذلّلت»، معرباً عن أمله في «أن تشكل الحكومة هذا الأسبوع»، لافتاً إلى أن «من أبرز المهمات المطلوبة منها هي إجراء إصلاحات وإطلاق عملية النهوض الاقتصادي لمواجهة تداعيات ما شهده لبنان خلال الأعوام الماضية من أحداث تراكمت فوق بعضها البعض وأدّت إلى الوضع الصعب الذي يعيشه اللبنانيون راهناً».

وأكد عون أن «الانتخابات النيابية سوف تجري في موعدها في ربيع 2022 وسنسهر على أن تتم في أجواء من الحرية والنزاهة، لأن الحياة الديمقراطية تستوجب تجديداً في السلطتين التشريعية والتنفيذية، تحتاج إليه الحياة السياسية في لبنان الذي ينتقل من مرحلة إلى أخرى بعد سلسلة إخفاقات حصلت منذ العام 1990 وحتى اليوم».

وشدّد على التزامه «الاستمرار في عملية مكافحة الفساد»، معتبراً أن «إجراء التدقيق المالي الجنائي الذي أوكل إلى شركة «الفاريز ومارسال» هو من أبرز الخطوات الإصلاحية التي يعتزم لبنان تحقيقها خلال الفترة المقبلة».

وأشار إلى «العزم في معالجة نقاط الضعف في النظام الاقتصادي اللبناني»، لافتاً إلى «الحاجة الراهنة لمساعدات اقتصادية واجتماعية وإنسانية، إضافةً إلى استمرار دعم الجيش الذي تؤمنه مشكورة الولايات المتحدة. كذلك ستكون لإعادة إعمار لبنان حصة كبيرة في اهتمامات الحكومة العتيدة تعزيزاً للاستقرار الاجتماعي».

وبعدما شرح رئيس الجمهورية رداً على أسئلة أعضاء الوفد، انعكاس تراكم الأحداث على لبنان «بدءاً من الحرب السورية وتداعياتها الاقتصادية والإنسانية مع نزوح مليون و850 ألف سوري، إلى إقفال المعابر وتوقف حركة التصدير عبر البرّ وصولاً إلى الانعكاسات السلبية لجائحة كورونا وانفجار مرفأ بيروت»، أكد أن «لبنان يتأثّر سلباً بالتطورات في منطقة الشرق الأوسط، في حين أن تحقيق السلام العادل والشامل فيه ينعكس إيجاباً عليه ويساعد على تخطي الكثير من العقبات».

وجدّد عون «التزام لبنان تنفيذ القرارات الدولية ولاسيما القرار 1701 في الجنوب»، منوهاً بـ»التعاون القائم بين الجيش اللبناني والقوات الدولية «يونيفيل» التي تمّ التجديد لها قبل يومين لسنة إضافية جديدة».

ونقل أعضاء الوفد إلى الرئيس عون «تحيّات أبناء الولايات التي يمثلونها وبينهم أعداد كبيرة من اللبنانيين الذين يلعبون دوراً مهماً فيها»، ونوّهوا بـ»دور الرئيس عون وتاريخه النضالي من أجل السيادة والحرية والاستقلال، وبالحكمة التي يدير بها شؤون لبنان في هذه الفترة من تاريخه»، وأكدوا أنهم سوف ينقلون إلى زملائهم أعضاء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ «مواقف الرئيس عون وشروحاته»، زاعمين «التزامهم الوقوف إلى جانب اللبنانيين عموماً ودعم الجيش خصوصاً».

كما زار الوفد رئيس مجلس النواب نبيه برّي في مقرّ الرئاسة الثانية بعين التينة. وجرى عرض للأوضاع العامّة في لبنان والمنطقة.

وأعرب الرئيس برّي عن أمله في «إنجاز حكومة في القريب العاجل»، مشدداً على «الالتزام بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها».

وعن السياسة الأميركية في المنطقة، أكد رئيس المجلس في الشأن الفلسطيني «الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وضرورة عدم إبقاء «إسرائيل» استثناءً وإلزامها بتنفيذ القرارات الدولية خصوصاً القرار الأممي 1701».

وأكد رئيس المجلس لوفد الكونغرس «ضرورة حصول لبنان على استثناءات تضمن حرية حركة الاستيراد والتصدير عبر حدوده البرية مع  سورية بما يساعده في حلّ الكثير من الأزمات الاجتماعية والحياتية الضاغطة على الشعب اللبناني».

 كذلك، زار الوفد الأميركي، الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، في دارته.

ومن بعبدا انتقل الوفد إلى اليرزة حيث التقى قائد الجيش العماد جوزاف عون، وتناول البحث وضع الجيش في ظلّ الظروف التي يعيشها لبنان وسبل دعمه للاستمرار بالقيام بمهامه.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى