حديث الجمعة

صباحات

} 17-9-2021

صباح القدس لسفينة نوح، تنجي من الطوفان وتداوي الجروح، وسفينة نوح ليست لمرة واحدة، بل هي كل مبادرة نوعية رائدة، تأتي في توقيت الخطر وتقلب الموازين، فينقلب الشر خيراً في لحظة حاسمة، كما في التحرير وقتال الإرهابيين، وفي تموز المقاومة، تحضر المفاجأة بلا تمهيد، وتقلب وجهة التهديد، فمقابل التهديد الأميركي بالانهيار، صار التهديد معادلة الردع في البحار، وصار لبنان تفصيل بسيط، في مشهد السيطرة على البحر والمضيق والمحيط، فسقط قيصر بيد أصحابه، وأخرج بدل الشباك من بابه، وسقط الحصار على الحدود، وشرعنت ممرات حرب الجرود، وبركات السفينة متعددة، كما سفينة الخروج من الطوفان، وخرجت مبادرات متجددة، كانت ممنوعة بقوة العدوان، فصار لمصر سوق لغازها إلى لبنان، وفتحت لكهرباء الأردن الممرات، وصار الوزراء يفكون ألغازها، فرحون بما بين أيديهم، يبحثون بالأنابيب والشبكات، والأموال مؤمنة تناديهم، فيا لبركات التغيير ينزل الحكمة، على رؤوس وقلوب معتمة، وبضربة محكمة، يحاضرون بأوجاع الناس، بعدما قالوا من بعدنا الطوفان، أما أن نسيطر أو فليسقط السقف على رأس لبنان، بالسفينة وحدها تغير المقياس، ونشأت معادلات عديدة الأبعاد، والمعادلة هي أن السفينة قطعة أرض لبنانية، ومن أراد الحرب عليه بالاستعداد، ومن عساه للحرب يأتي، واحد يخرج ذليلاً من أفغانستان وآخر يخرج عليلاً من سيف القدس، فمن للحرب ينازل، والمقاومة تأتيها مقتول أو قاتل ـ وهم في حيص بيص، يكفيهم الفشل في حروب التخبيص، قالوا من بعدنا الطوفان أملاً بالخراب، فصار من بعدهم الطوفان على الحلفاء، وبدلاً من الحصار تسابقوا على فتح الباب، تفادياً للمواجهة، وسقط القناع وسقطت الواجهة، وتواصلت بركات السفينة، تصفع الوجوه الحزينة، التي راهنت على جوع شعبها، وتاجرت بأوجاعه، وظهر الاحتكار، وأصيب بالسكتة التجار، وسوق الطاقة المترابط هو نصف الاقتصاد، وضربة راجحة فيه تشتت الأوغاد، وتفتح باب التغيير في توازنات القوى والخيارات، وتعيد الفك والتركيب في التوازنات بعد سنين من النهب والتخريب، ويتنفس الفقراء من كل الطوائف والمناطق، فقد جاء إلى الساحة وعد صادق، لا يميز بين الناس، ويمد يد الصدق إليهم، وبدلاً من قلوب يباس، قلبه عليهم، فقالوا من قلب مجروح، هي سفينة نوح.

} 18-9-2021

صباح القدس للتسليم بالوقائع، فخير السياسة قراءة الواقع، وقد ولى زمن المكابرة، ولم يجلب إلا المخاطرة، أما سياسة الإنكار، فقد تنقلت من دار إلى دار، وحملت وقائع جديدة كسرت الرؤوس العنيدة، وبعد أفغانستان آن الأوان للتسليم، بأن أقصر الطرق بين نقطتين هو الخط المستقيم، وها هي إيران عضو أصيل وزعيم ثالث في شانغهاي، إلى جانب روسيا والصين، ستشرب القهوة والشاي، حتى يحسم الشك باليقين، ويعلن الأميركي ترسيم الخطوط، والعودة للاتفاق بلا شروط، وإلا فالبرنامج النووي يتقدم كل يوم خطوات عملاقة، تلاقيه عيون مشتاقة، وقد سلم الأميركي مؤخراً، بأنه فهم اللعبة متأخراً، وعلم أن إيران لا ترغب بالعودة، لكنها ما زالت مستعدة، ومصدر استعدادها التزامها الأخلاقي، لكنها تحصل على هدية ثمينة أن منحها الأميركي عذر الافتراق، فلن تسعى إلى التلاقي، وسيفرحها أن يواصل الأميركي النفاق، والطريق الوحيد للإحراج، أن تعلن أميركا أنها تحتاج، وأنها مستعدة للعودة بلا عقوبات، وبلا أوهام المقايضة، وأنها جاهزة للبدء بالإجراءات، ولن تبدي أي معارضة، وأن ما جرى في تجربة السفن مع المقاومة، كان كافياً لإفهامها حدود المساومة، ومن عليه التراجع، ومن عليه أن يراجع، ومن يواصل التقدم كلما زاد منسوب التحدي، ويقلب التحدي إلى فرصة، ومن يدعي القدرة على التصدي، وكلما خاض معركة كانت جرصة، ومن تحالفاته تتماسك، ومصالحه مع الحلفاء تتشابك، ومن يعيش في حلفه التفكك، ويسود بين قادته التشكك، وها هي الأمثلة تتكرر، من سورية إلى اليمن والعراق ولبنان، ومقابلها حال الارتباك من الخليج إلى الكيان، وانظروا إلى خيبة باريس، بعد رهانات الرئيس، فعند الأميركي لا مكان لحلفاء، ولا قيمة ولا احترام، وكيف باعوه مع الغواصات، وقرروا عنه الاستغناء، وباعوه الكلام، وقبله أردوغان، وأفغانستان، والحبل على الجرار، في دومينو الانهيار، حيث لا قيمة لصديق أو حليف، أمام أي مكسب طفيف، أو خسارة مرتقبة، فلأجل رغيف تباع ألف رقبة، هذه هي أميركا التي زينت لهم التعاون مع الإرهاب، أملاً بتحقيق المكاسب، ثم عاقبتهم على التعاون، وأغلقت بوجههم الباب، وراحت تحاسب، وتقول إنها لا تهادن، فأميركا سيدة النفاق والخداع، وحليفها كما يشترى يباع، وقد جاء زمن بيع الصغار، فهم يزيدون الأصفار، وليسوا في حسابها إلا حرفاً في كتاب، أو مزيد من الركاب، انظروا إلى الدولاب، وتذكروا، يا أولي الألباب، لعلم تتفكروا

} 20-9-2021

صباح القدس لمن يكتب البداية ويكتب النهاية، فكثيرون يجذبون البريق في منتصف الطريق، لكن البداية لواحد والنهاية يكتبها قائد، وإذا اجتمعت البداية والنهاية صارت قدراً، وصارت الحرب خاضها قائد وانتصر، وتلك هي الحكاية بالمختصر، فالحرب على سورية خيضت شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، وإلا لما كانت حرباً، فتعالوا وانظروا اليوم للحالة، في الجنوب ليست القضية قضية قتال الحثالة، بل موقف الأردن مركز القاعدة الأميركية، وفي الغرب كان لبنان نقطة انطلاق المساعدات العسكرية، وفيه غرفة عمليات الإعلام، وتهريب السلاح والنترات، حيث تجمع الأقلام والمعسكرات، وفي الشرق جرى تفكيك العراق، لتأمين السيطرة على البادية ودير الزور، فمنهما يمكن السيطرة على الأمور، وقبل الحديث عن الشمال، وأردوغان الثعلب المحتال، أين أصبحت سائر الجبهات، وقد تغير الحال في لبنان منذ حرب الجرود، وتغير العراق مع ظهور الحشد إلى الوجود، وبقيت قراءة التطورات في موقف عمان، ففيها المؤشر، فيها تتغير الألوان، بتغير الفصول تبشر، واليوم باتت القضية بائنة، ليست قضية كهرباء وغاز إلى لبنان، وإلا ماذا يفعل وزير الدفاع، وماذا يعني البحث والتنسيق في الأوضاع، وما لم تكن هناك إشارة، من أعلى من السفارة، ما كان الاجتماع، فالقضية فيها رسالة، بأن الحظر سقط، وأن الأبله لا يفهم فقط، بأن الحرب انتهت، لأن الرياح لم تجر للسفن كما اشتهت، ولأن الشعب صمد، والجيش يحمي البلد، والقيادة للأسد، وهنا يأتي دور الحديث عن الشمال حيث الثعلب المخادع، كلما ظن الحرب عائدة تلاعب بالمواجع، وخلال سنوات سياسته التلاعب، وجلب المتاعب، والرهان على إغراء روسيا بمكاسب جانبية، تؤجل العملية الحربية، مرة في ليبيا ومرة في أذربيجان، حتى وقعت الواقعة وارتكب الخطأ الذي لا يغتفر، فقد توهم أنه لاعب كبير يدخل في أفغانستان، ويرث قواعد الناتو في أذربيجان، وتجاوز خط الخطر، والساعة الحاسمة في حسابات القيصر في قراءة مستقبل آسيا لا تحتمل اللعب على الحبال، والانسحاب الأميركي خيار نهائي لا يحتمل عبث الثعلب المحتال، فدقت ساعة الحساب مع المتقلب، ودنت ساعة الحرب في إدلب، وثبتت رؤية البصيرة، ونجح الصبر الجميل، ففي الشؤون الخطيرة، لا تؤخذ الأمور بالغضب، هكذا قالت معارك حلب، وكل شيء في زمانه، ولا يستحي أوان من أوانه، واترك الواوي على عماه، بلع المنجل دعه حتى تسمع عواه

} 21-9-2021

صباح القدس ليوم اليمن وللشعب الذي عدل مسار الزمن، فيه تغيرت المعادلات وأعيد رسم التوازنات، وانتهى زمن الخليج لتاجر يشتري ويبيع، ويقود الأمة إلى التطبيع، وصار في الخليج قلعة للحرية، وميادين تهتف للقضية، وبحت الحناجر لفلسطين، ولنصرة المقاومين، وفي مثل هذا اليوم خرج اليمينون من صنعاء يرسمون أولى المفاجآت، وخلال أيام كانت عدن وباب المندب وثبات المعادلات، سبع سنوات، واليمن يفاجئ بالمفاجآت، يسقط أكذوبة الحزم بالحزام، وبالوقائع يكشف زيف الإعلام، ويرد العواصف إلى حضن أصحابها، يبكون حالهم في مصابها، وقد ظنوا حربهم حرب أيام، فذاقوا الموت الزؤام، وتوهموا الحسم السريع فجاءهم اليحي سريع، يؤكد أن التضحيات لن تضيع، وقد ولى زمن القطيع، فلم ينفع الخراب ولا الدمار، ولا الجوع ولا الحصار، فاليمن في حال إعصار يذر من حوله البذار، والحقل شعب يملك الإرادة، ويعرف معنى السيادة، وقد وفقه الله بقيادة، لا تضعف ولا ترتبك، فهتف للسيد عبد الملك، وبقيت فلسطين سيدة الحضور بلا منازع، يهتف لها الجمهور في كل المواقع، فهي العنوان وهي القضية، وهي أنشودة الحرية، وبها تكون السلامة، ولها تحلو المقاومة، وعندما ننظر لليمن نخجل من حديث المعاناة، ونتعلم أن المعافاة، تكون في الروح أو لا تكون، تداوي الجروح بدمع العيون، فالإيمان واليقين بلسم، والشك والارتباك المرض الأعظم، والثبات سلاح جبار، والصبر سلاح دمار شامل، بهما ينتصر اليمن، بهما يكسر الحصار، وبهما جيش الحفاة يقاتل، وقد اكتمل باليمن محور المقاومة، وارتسمت معادلة القدس والحرب الإقليمية، واتضحت صورة الحرب القادمة، رغم الحرب الانتقامية، فقد أنهى اليمن أكذوبة أمن الطاقة، والجيوش العملاقة، والسيطرة بالتقنيات على الملاحة، فأسقطها سباحة، ورد بتصنيع الصواريخ، وعلمهم كتابة التاريخ، والطائرة المسيرة تجوب المنطقة، والأكاذيب المزورة باتت موثقة، فكل الحروب هي حروب إسرائيل، وكل الردود منذورة لفلسطين، ولا حاجة لبحث طويل، للوصول إلى اليقين، فإما أن تكون من نار الشياطين أو من طين الملائكة، وكل الخير في المقاومين ودروبهم الشائكة، وألف تحية لليمن وشعبه العظيم، وألف تحية لسيده الحكيم، نعم القائد وخير زعيم

} 22-9-2021

صباح القدس عندما تحتاج الأمور إلى ترتيب، أيهما قبل الحديث عن هاليبرتون أم تهديد السيد بالبدء بالتنقيب، وأيهما أسبق قوافل المازوت أم حملات التلفيق والتسريب، لنعرف أيهما ترد على الثانية، لا نحتاج لأكثر من ثانية، فقد جاء من يخبرنا أن هاليبرتون لزموها بئر كاريش، ليندب حظ لبنان الذي ينتظر أن ينبت الحشيش، والحقيقة أن السؤال هو هل يستقيم أن تقدم واشنطن على التصعيد في الجنوب بينما تتغاضى في الشمال، وهل هي فعلاً ومعها «إسرائيل» في وضع يسمح بالقتال، وهل لديهما شك بأن العبث في الترسيم، أو في التلاعب بخطوط الحدود، سيعني تجديداً للتهديد القديم، وتصعيداً لا يرغبان له الوجود، فما هي القضية، وقد سبق الإعلان دعوة السيد للحكومة اللبنانية لدرس عروض إيرانية، جاهزة للبدء بالعمل، لا تقيم حساباب للرضى الأميركي ولا للتهديات، أليس كل ما حصل بعدها هو تعبير عن القلق وتمهيد للعودة للمفاوضات، فجرى تكبير خبر هاليبرتون والعقد حبر على ورق، لأن الشركة اليونانية انيرجان اكتشفت الحقل من سنتين، وجمد التنقيب سعياً للتفاوض وخوفاً من تهديد يسبب الأرق، فهل تغير الوضع وصاروا جاهزين للتهديد، أم أنهم يتلاعبون بالإعلام والسياسة لتوسيع نطاق التبريد، من نقل الغاز والكهرباء إلى التغاضي عن قوافل المحروقات، وصولاً لفتح طريق العودة للمفاوضات، ومثلها عندما نسمع عن تزاحم الأخبار، كل يوم خبر يشغل البال عن القاضي، وكأنه لا يحقق بل متفرغ للسياسة، وكله كلام فاضي، لا قيمة له من أساسه، فالقضية أن صفعة القوافل وعبورها، هزت أركانهم وجحورها، فأرادوا صرف النظر والأضواء، وتوجهيها إلى نقطة الإغواء، القاضي يحقق والقاضي في خطر، والمازوت لم يدفع الجمارك، وأين هي السيادة، بدلاً من السؤال المنتظر، لماذا تتسابق الناس لتبارك، وكيف توحدت بالدعاء للسيد في دور العبادة، وهذه هي المسألة والقضية، وكلما ما يجري غيرها مجرد غبار، المقاومة تضع المعادلة القوية، وهم يستديرون حول المسمار، مرة بتحرش لفتح طريق القول فلنعد للتفاوض فكل الطرق تؤدي إلى المطحنة، ومرة بحملة تسلط الضوء على الشيطنة، والقضية لها عنوان واحد، أن المقاومة تمسك زمام المبادرة، وأن المنطق السائد، لا يعدو كونه مناورة، محاولة لتحسين النقاط، تقع مرة بالتفريط ومرة بالإفراط

} 23-9-2021

صباح القدس للمفردات عندما تختصر السياسات، فالكلمات المختصرة غالباً ما تعبر عن الأفكار المضمرة، وإلا فما معنى أن رئيس الحكومة عندما يسأل عن العلاقة بسورية يتلعثم بالتحليل، ويقول إنه مستعد في ظروفنا المأزومة أن يتعاون مع أي دولة ما عدا إسرائيل، فهل هذا يعني إدراكاً للحقائق التي أدركها الأميركي عندما سمح باستجرار الكهرباء والغاز، أم يعني أن الحكومة لا تزال تعيش في عالم الألغاز، وبدلاً من أن تجاهر بأن مصلحة لبنان الإسراع بتحسين العلاقات، وتطلب من الجميع تفهم مصلحة لبنان أن أرادوا المساعدة، تبدو الحكومة تتهرب من المسؤوليات، ضعيفة وجبانة وعديمة الإرادة، تنتظر أن يأتي الخارج ويسمك بيدها، ويأخذها إلى سورية كأن لبنان ليس بلدها، وبدلاً من أن تقول إن قضية النازحين تفوق طاقة لبنان، وإن حلها السريع ضرورة للنهوض تغرق في الهذيان، وبدلاً من أن تدعو لتسريع تفعيل أنبوب نفط العراق، تتكلم في سرها طلباً للترياق، وبدلاً من أن تجاهر بالحاجة لفتح الأسواق، ومصلحة لبنان بدور في إعادة الإعمار، وبالطريق البري لأن ليس لنا غير سورية شقيق وجار، تخجل الحكومة بماضي المواقف، وتتردد خشية أن يغضب أو يعتب عليها أحد في الخارج، كأنما القضية في تبادل السوالف، وليست بالبحث عن حلول ومخارج، ولا تنتبه أن الآخرين يريدون التذرع بها، وينتظرونها أن تبادر ليسيروا على دربها، فتبقى تنتظر الإشارة، فيما كل شيء واضح، ففي السياسة ليس الأمر صف كلام وانتقاء عبارة، بل كلام يختزن المصالح، فماذا يعني الحديث عن أي دولة ما عدا إسرائيل، هل يمكن أن يشير إلى ما يحتاجه لبنان من سورية وما يريد، أم هو كلام بلا معنى كالقال والقيل، وانتظار رسائل في البريد، واللحظة اليوم سانحة لنعيد إصلاح ما تخرب، وليست القضية في المسامحة ولا بتجريب المجرب، فسورية لا تعنيها المجاملات ولا تقيم المحاكم والمحاسبات، بل تتصرف بمسؤولية، تجاه كل قضية قومية، وما يعنيها جوهر النهايات، وما يقدمه الواقع من إثبات، إلى أن العروبة رابط مصالح عميقة، لا مفر منها بين الدول الشقيقة، فهل يفهم المسؤولون، وهل ينتبهون، وهل يبادرون، والوقت من ذهب، بادروا ودقوا الباب، يا أولي الألباب، لن يقابلكم غضب ولا تخشوا العتب، فسورية بلبنان ضنينة ولا تحمل في المسؤولية ضغينة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى