الوطن

الخصاونة التقى الرؤساء الثلاثة: الأردن سيفعل كلّ ما يُمكن لتلبية احتياجات لبنان

أوضح رئيس الحكومة الأردنية بشر الخصاونة أن  أن زيارته لبنان «تضامنية بعد تشكيل الحكومة الجديدة، للوقوف على احتياجاته العاجلة وما يمكن لدولة الأردن أن تفعله لتلبيتها، خصوصاً في مجال تأمين الطاقة»، كاشفاً أن بلاده «تقوم بمحادثات كثيفة مع كل من مصر وسورية في سبيل إنجاز ترتيبات تأمين الغاز المصري للبنان وأن النتائج هي إلى الآن أكثر من إيجابية».

وكان الخصاونة جال أمس على المسؤولين اللبنانيين، فالتقى رئيس الجمورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا، يرافقه وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي وسفير الأردن وليد عبد الرحمن جفال الحديد.

وسلّم عون الخصاونة، رسالة خطية موجهة إلى الملك الأردني عبدالله الثاني، يشكره فيها على مواقفه الداعمة للبنان والدعوة التي أطلقها لمساعدته. ومما جاء فيها «إن ثقتي كبيرة بأن الغيارى على نهوض لبنان كمثل جلالتكم، لن يتركوا شعبه رازحاً تحت المحنة. وقد شكل انطلاق عمل الحكومة الجديدة، فرصة بالغة الأهمية لوطننا في هذه المرحلة، لاستجماع قواه، وتعزيز تضامن شعبه، والبدء بمرحلة النهوض بدعم الأشقاء والأصدقاء».

وتطرق البحث في خلال اللقاء الذي حضره وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، إلى عدد من الملفات التي تهم البلدين والمساعدات التي يقدمها الأردن للبنان لمواجهة أزمته الاقتصادية الحادة.

وشدّد عون على تقديره العميق “للفتة المميزة التي خص بها الملك عبدالله لبنان، في خلال الكلمة التي ألقاها أمام الجميعة العامّة للأمم المتحدة في نيويورك قبل أيام، حيث دعا المجتمع الدولي إلى المساعدة على نهوض لبنان، وهو الذي كان من أوائل المبادرين إلى تقديم مساعدات عاجلة له بعد كارثة انفجار المرفأ”.  ولفت إلى أن لبنان “يتوسم خيراً من تعزيز اللقاءات الرسمية بين الأردن وسورية وعودة الطيران بين عمان ودمشق، ما يسهم في تسهيل فتح العمق العربي أمام بلدنا”.

ونقل الخصاونة في مستهل اللقاء “تحيات الملك الأردني للرئيس عون وتضامنه ومحبته للبنان وشعبه”، مؤكداً أن عبدالله “يحمل على الدوام في قلبه ولقاءاته وعمله قضايا لبنان وتحدياته”. ولفت إلى أن زيارته للبنان مع الوفد المرافق “هي زيارة تضامنية بعد تشكيل الحكومة الجديدة، للوقوف على احتياجاته العاجلة وما يمكن لدولة الأردن أن تفعله لتلبيتها، خصوصاً في مجال تأمين الطاقة”، كاشفاً أن بلاده “تقوم بمحادثات كثيفة مع كل من مصر وسورية في سبيل إنجاز ترتيبات تأمين الغاز المصري للبنان وأن النتائج هي إلى الآن أكثر من إيجابية”.

كما تطرق الحديث إلى إمكان مدّ لبنان بالكهرباء من الأردن عبر سورية، فكشف الخصاونة أن “العمل جار على إصلاح شبكة الكهرباء في بعض المناطق السورية للتمكن من تحقيق هذا الهدف، وأن هذه العملية قد لا تستغرق أكثر من 3 أشهر”.

والتقى الخصاونة رئيس مجلس النواب نبيه برّي، في مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة، الخصاونة، بحضور وزير الخارجية الأردني وسفير الأردن. وجرى عرض للأوضاع العامّة والعلاقات بين لبنان والأردن.

وبعد اللقاء، قال الخصاونة “جرى الحديث بيننا عن السبل الكفيلة لتقديم العون والمساعدة والدعم والإسناد إلى لبنان الشقيق، والتي يلتزمها ويقوم بها جلالة الملك في مختلف اتصالاته الدولية والاقليمية لبلورة بعض المقاربات الملموسة لتلبية الحاجات الأساسية لأهلنا وأشقائنا في لبنان”.

وأضاف “استمعنا بحرص إلى مشاعر المحبة والمودة والتقدير التي عبّر عنها دولة الرئيس برّي مثلما عبّر عنها فخامة الرئيس ودولة الرئيس نجيب ميقاتي للأردن ولجلالة الملك. وهذه المشاعر اؤكد لكم اننا نبادلكم إياها في المملكة الأردنية الهاشمية على مستوى قيادتنا الراشدة والحكيمة وعلى مستوى الحكومة والشعب الاردني الذي تربطه بأشقائه في لبنان عرى وطيدة وأواصر تاريخية قديمة سنقف فيها وسنظل نقف دائماً كتفاً بكتف للتغلب على مختلف المصاعب ولتعميم الفوائد التي يرسخها وينقلنا فيها التعاون المشترك والتنسيق إلى آفاق تعود بالفائدة على شعوبنا ومواطنينا ومؤسساتنا وعلى حال الاستقرار العام”.

 كما استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الخصاونة على رأس وفد وزاري. وكان ميقاتي في استقباله في الباحة الخارجية وتوجها إلى صالون جناح رئيس الحكومة، حيث عقدا إجتماعاً ثنائياً، جرى في خلاله عرض التطورات والعلاقات الثنائية.

وأكد ميقاتي، أن زيارة رئيس وزراء الأردن “هي للتعبير عن التضامن والأخوة مع لبنان والشعب اللبناني”، مشدّداً على إنه “إذا نظرنا إلى تاريخ العلاقات بين البلدين. فالأردن كان إلى جانب لبنان في كل المحن التي مرّ بها، كما أن لبنان كان إلى جانب الأردن دائماً. ونحن إخوة بكل ما للكلمة من معنى”.

أما الخصاونة، فأكد أن زيارته والوفد الوزاري للبنان “هي للتعبير عن التضامن بكل ما نستطيع تقديمه للأشقاء في لبنان، مؤسسات ومواطنين”.

بعد ذلك انتقل الرئيسان إلى الاجتماع الموسع وحضره وفدان لبناني وأرني. في ختام المحادثات عقد ميقاتي والخصاونة لقاء صحافياً مشتركاً استهله ميقاتي “تطرقنا إلى العلاقات الثنائية خصوصاً ما يتعلق بموضوع الطاقة. وهذا الأمر سيكون مدار بحث في الاجتماع الثنائي بين وزيري الطاقة حتى نستطيع الوصول إلى استجرار الكهرباء من الأردن واستجرار الغاز المصري الذي سيمرّ عبر الأردن وسورية، فهذان الأمران مهمان جداً وسيكونان موضوع متابعة وتنفيذ سريع”.

أضاف “من جهة أخرى تحدثنا عن اللجنة المشتركة الأردنية – اللبنانية التي لم تعقد اجتماعاً منذ العام 2015 ولدينا الكثير من الاتفاقيات الجاهزة للتوقيع. وارتأى دولة الرئيس الصديق أن نحصر الزيارة فقط بالسياسة لنعطيها قيمة عن التضامن والمحبة مع لبنان، ووعد بزيارة أخرى قريباً لأن هذه المرّة دور لبنان بانعقاد اللجنة العليا المشتركة ووعد باجتماع قريب، ولكننا لا نريد للاتفاقات أن تكون صورية بل أن تكون عملية ومفيدة للشعبين وأن تؤتي ثمارها على صعيد توطيد العلاقات بين لبنان والأردن وشعبيهما”.

بدوره، كرّر رئيس الوزراء الأردني أهداف زيارته  وقال رداً على سؤال عمّا إذا كان الأردن قد طوى صفحة الخلاف مع سورية “نحن في المملكة الأردنية الهاشمية لم يكن لدينا خلافات مع أحد، كنا دائماً وما زلنا وسنستمر محكومين بعلاقاتنا مع الأشقاء العرب التي هي علاقات إستراتجية وودية يحكمها على الدوام مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الغير، ويحكم حراكنا الدولي والإقليمي التزاماتنا بالقانون الدولي وبميثاق الأمم المتحدة، علاوة على ميثاق جامعة الدول العربية”.

أضاف “اليوم لدينا مقاربات متعلقة بتأمين احتياجات أشقائنا في لبنان ونحن ملتزمون بالتنسيق مع كل الجهات التي تستطيع أن تساعد في تأمين هذه الاحتياجات وكل الدول التي تستطيع أن تؤمن هذه الاحتياجات، في إطار ما نراه من التزام دولي يتنامى بدعم وتغطية هذه الاحتياجات اللبنانية. وفي ما يتعلق بتوفير الحاضنة العربية للاحتياجات اللبنانية”.

 بعد ذلك، عقد الوزراء اللبنانيون والأردنيون اجتماعات عمل جانبية في إطار بحث ملفات التعاون القائمة وتلك التي هي قيد الاعداد في كل المجالات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى