أخيرة

دبوس

تصدر إدارة الهجرة الأميركية كلّ عام تقريراً يتضمّن في ما يتضمن الخطة السنوية لاستقبال أولئك الراغبين في الهجرة الى أميركا، ويتضمّن التقرير وبالتفصيل المملّ الأعداد التي تنوي إدارة الهجرة استدراجها للولوج إلى الدولة الأميركية، ويتضمّن أيضاً السحب الذي تجريه هذه الإدارة «Lottery « للوقوع على المحظوظين الذين سيمنحون الجنسية بالقرعة…

منذ حوالي العشرين عاماً لاحظت بطريقة لافتة أنّ هذه الإدارة آخذة بزيادة القادمين من ذوي الأصول الإسبانية «Hispanic»… وما أثار الفضول لديّ، هو أنّ الإحصائيات التي تصدر سنوياً عن السكان والزيادة في أعدادهم، والتنوّع الديموغرافي لهؤلاء السكان بدأت تؤشّر إلى زيادة الـ «Hispanic» تدريجياً حتى حدث ما يشبه التعادل بينهم وبين عدد الأميركيين من أصول أفريقية… تذكّرت فيلم «النبوءة ـ The Omen»… الذي قام ببطولته غريغوري بيك و «الجميلة» لي ريميك وأخرجه ريتشارد دونر… في مقدمة الكتاب الذي تحوّل الى فيلم، يقول الأب برينان… «من البحر الخالد سيتجلّى الوحش… خالقاً جيوشاً على كلّ الضفاف… مؤلّباً الأخ ضدّ أخيه… حتى لا يعود لهذا الإنسان وجود…»

تلك هي فلسفة الأنجلوساكسون… تأليب الإنسان ضدّ أخيه الانسان… خلق حالة من تناقض المصلحة، ثم نجلس على مقعدٍ وثير، نحتسي كأساً من الجعة، ونستمتع بمشاهدة هؤلاء الأوغاد على شاشات التلفزة وهم يقتلون بعضهم بعضاً… أو كما قال جيفري فيلتمان السيّئ الصيت يوماً، الفرق أنه كان يتحدث عن السنة والشيعة… هذا ما يفعلونه في كلّ مكان، في أميركا… خلقوا الآن حالة من التوازن الديموغرافي بين السود وذوي الأصول الإسبانية، حتى اذا تمرّد أيّ منهم بسبب اللاعدالة والتمييز والعنصرية… قاموا بتأليب الأقلية الأخرى من خلال إحداث منافع لهذه الأقلية، ومن ثم تناقض في المصلحة، حتى يُدار بعد ذلك صراعٌ لا ينتهي بين الأقليات، ويجلس السيد الأنجلوساكسوني ومعه الصهيوني يستمتعان بهؤلاء «الأوغاد» وهم يقتلون بعضهم بعضاً…

لقد تجلّى الوحش على أرضنا المبتلاة برأس صهيوني وجسد انجلوساكسوني… وليرحم الله الأرض.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى