أخيرة

هدْر…

أيّ دولة في العالم تريد ان تبني اقتصاداً إيجابياً يعوّل عليه ويستشرف المستقبل ويؤسّس إلى نموّ راسخ وحيوية ومعاصرة تضمن التطور المتواصل والنجاح… عليها إنْ أرادت الاقتداء بالتجارب الأخرى أن تستثني المثال الأميركي فوراً وتنظر في أيّ اتجاه إلّا في اتجاه النموذج الأميركي … إدارة بالغة السوء… براغماتية بطريقة مفرطة وقرارات عشوائية، وتبديد وهدر ليس له مثيل، يغطيها ويظهرها بمظهر ناجح ويتجاوز عيوبها، وجود قوة عسكرية هائلة وترسانة نووية مرعبة يترتب عليها نهب لثروات الشعوب، واستباحة لكلّ المحرمات، ومراكمة لثروات مسروقة من الشعوب الأخرى…

مشكلة هذا النمط العجيب من الاقتصادات… انها لحظة ان تدرك الشعوب الأخرى أهمية الانفلات والتحلل من الهيمنة الأميركية، والاتجاه نحو الاستقلال ووقف النهب الأميركي فإنّ أميركا تصبح في خطر الزوال الكلّي.

إليكم أمثلة على سوء الإدارة الفادح لهذه الدولة… يُلقى في حاويات الزبالة الأميركية حوالي 250 بليون دولار من الطعام سنوياً… يُصرف على الحيوانات الأليفة في البيوت الأميركية حوالي 100 بليون دولار سنوياً… خدمة الدين العام حوالي 450 بليون دولار سنوياً… ميزانية وزارة الدفاع الأميركية هي حوالي 750 بليون دولار سنوياً، يذهب جزء لا بأس به لإدارة أكثر من ألف قاعدة موزعة في جميع انحاء ألعالم، لا تؤدّي أيّ دور سوى ممارسة الهيمنة على شعوب العالم…

يعني ببساطة … خلال السنوات العشرة الأخيرة خسرت أميركا ما لا يقلّ عن 15 تريليون دولار لم يكن هنالك داعٍ لخسارتها… دولة تقتات على مآسي الشعوب الأخرى… تسرق ثرواتهم وتستولي على ما يملكون لتستمتع بعد ذلك بتبديدها. دولة وصل دينها العام الى ما لا يقلّ عن 120% من الناتج القومي الإجمالي… هي دولة وصلت الى منطقة ما بعد الإفلاس.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى