أولى

متى يقضي اللبنانيّون على اللعنة الوجوديّة… الطائفيّة؟

 د. كلود عطية _

ألف باء خلاص لبنان، بقيام دولة قوية وقادرة وعادلة، عن طريق قانون عصري للانتخابات النيابية، ومؤسسات وطنية لا طائفية.. وهذا باختصار يحتاج إلى إلغاء الطائفية إلغاءً تاماً للتخلص من وباء استشرى لعقود من الزمن.

النظام الطائفي لم يشكل ولّادة حروب وبيئة خصبة للفساد وحسب، بل أحدث تشوّهات في بنية المجتمع بسبب تدخل رجال الدين في السياسة… ما ساهم في تشويه صورة الدين المتحوّل الى أداة إلغائية مصلحية استثمارية… والأمر نفسه بالنسبة لمن اعتنق السياسة المقنّعة بالدين ديناً… وتخلى منذ اللحظة الأولى عن كلّ المبادئ الدينية والأخلاقية.. ولذلك نرى أنّ معظم من تعاطى السياسة والشأن العام في لبنان قد ارتهن الى العلاقة المشبوهة بين الدين والسياسة، حيث باتت السياسة عصب الطائفة والطائفيّة لسان السياسة وعقلها المدبّر.

هذه الفلسفة الإلغائيّة التدميريّة شكلت النقيض لكلّ المفاهيم الوطنية… وقوّضت ثقافة المواطنة، وشلّعت الهوية الوطنية الجامعة، لمصلحة هويات ضمن غيتوات مغلقة.

كلّ التجارب الماضية أثبتت أنّ الطائفية الزبائنية هي أداة حصار الدولة وتخريبها الأبدي من الداخل.. وتعزيز تبعيتها الى الخارج.. بل هي الحرب والفوضى والدمار.. وكلّ الأزمات والانهيارات.. وهي مَن سهّلت التلاعب بالشعب بأكمله بحفنة من الدولارات..

ها نحن في زمن الانتخابات..

فهل سنبقى سجناء الغرف السوداء المغلقة؟

هل سنبقي على الطائفية لعنة وجودية في حياتنا؟

أو أنه وجب على الشعب أن يحيا في ظلّ نظام لا طائفي، أخلاقي وطني نهضوي، تحت سقفه لا ظلامة وظلام بل حياة ملؤها العز والكرامة.

*عميد التنمية الإدارية في الحزب السوري القومي الاجتماعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى