أخيرة

لبنان يا أخضر حلو

قاتل الله أولئك الذين يتجاهلون من يسدون إليهم النصح من غير ان يتمحّصوا إنْ كانت النصيحة ذات منفعة أم لا، لقد لمّحت في أحد رسومي الكاريكاتورية السابقة أنه لربما يكون من الأفضل للحكومة اللبنانية ان تعرض التشكيلة الحكومية على سمو ولي عهد “مملكة الخير”، فيوافق على من يوافق، ويعترض على من يعترض، وحالما يقرّ سموّه التشكيل الوزاري، يقوم مجلس الوزراء المكلّف من قبل سموّه بالذهاب برمته الى الرياض، ويؤدّي اليمين في حضرة سموّه، وكفى الله المؤمنين شرّ القتال، لأنّ المشهد سيبدو مضحكاً الآن بعد تعيين وزير جديد للإعلام، إذ يبدو انّ سموّه غير راضٍ عنه، وإذا ما قامت الحكومة اللبنانية بإقالته بعد إقالة وزير الخارجية السابق ووزير الإعلام السابق نزولًا عند رغبة “مملكة الخير”، فإنها ستبدو حكومة مسخرة، ستجعل الناس يضحكون عليها حتى ينكفئوا على قفاهم من شدة الضحك.

لماذا لا يعدّل الدستور اللبناني بحيث يصبح لبنان تابعاً دستورياً فقط لـ “مملكة الخير”، فيكون خادم الحرمين الشريفين ملكاً له سلطة دستورية على لبنان، احتذاءً بكندا وأستراليا ونيوزيلاندا وغيرها ممن تعتبر ملكة بريطانيا ذات سلطة دستورية صورية فقط على هذه الدول، على ان ينص الدستور انّ خادم الحرمين الشريفين لا يستطيع إعدام من ينتقد جلالته او ينتقد “مملكة الخير” في لبنان، وإلا سنصبح في خبر كان، تماماً مثل الـ 81 معارضاً الذين تمّ إعدامهم البارحة في “مملكة الخير”، بسببٍ من معارضتهم للسلطة السعودية، ولو انّ ذلك قد لا يكون ضماناً كافياً، لأنّ سمو ولي العهد، وليس الملك، يستطيع انْ شاء سموّه، أن يرسل لنا فرق اغتيال محترفة تقوم بتقطيع أوصالنا بالمنشار ومن ثم تذيب أشلاءنا بأحماض بعينها لا تبقي لنا أثراً، والقانون في أميركا صريح في هذه المسألة، لا جثة، لا جريمة. مجرد أفكار وخواطر قد تبدو مضحكة، ولكن هل هنالك شيء لا يثير الضحك في منطقتنا، وبالذات في “مملكة الخير”؟

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى