أخيرة

دبوس

تطبيع غير مباشر

البابا شنودة رحمه الله ورغم شوقه العظيم، وهو رأس الكنيسة القبطية في مصر، لزيارة القدس الشريف والناصرة وبيت لحم، إلا أنه امتنع عن ذلك بوجود الاحتلال، وقال بالفم الملآن، لن أزور الديار المقدسة وهي ترزح تحت نير الاحتلال الصهيوني، والمطران إيلاريون كبوجي العظيم ناصب كيان الاحتلال العداء طوال حياته بل ومارس المقاومة ضدّه مما أدّى الى سجنه في سجون الاحتلالوهنالك أمثلة لا حصر لها على تصدي أشقائنا في العروبة من الطائفة المسيحية لكلّ أشكال العدوان الذي تتعرّض له أمتنا، حتى لأولئك الذين يدّعون انهم ينتمون الى المسيحية وهم في واقع الحال لا ينتمون إلا لأنفسهم ولأنانيتهم

لا أجد غضاضة في ان يشذ أيّ شخص عن هذا النهج المقاوم، وأن يحاول تبرير الأمور كما يحلو له، فالحال من بعضه، لدينا ممن يقولون إنهم مسلمون، ومن رجال الدين من يذهبون أبعد بكثير من التطبيع، محمد متولي الشعراوي ورغم عبقريته في تفسير القرآن وتفقهه العميق في متون الدين، إلّا انه أصدر رأياً في مسألة تطبيع السادات المهين مع العدو «الإسرائيلي» وزيارته للكنيست، أقلّ ما يُقال فيه إنه ساذج مع افتراض حسن النوايا، فطالِب سنة أولى أزهر يعلم أنّ الجنوح للسلام يتطلب العدالة وإعادة الحقوق إلى أصحابها قبل الشروع في الجنوح نحو السلام

على ضفاف الحقيقة يقبع الاستثناء، نرجو الله ان يكون من يقوم بهذا الجنوح الشاذ نحو التطبيع هو الاستثناء وليس القاعدة

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى