دبوس
الإساءة تستدعي رداً موجعاً
لن يجدي كلّ هذا الاستنكار والشجب والدعوة الى تغليب العقل والحكمة مع غربٍ يصمّم على أنّ المثلية هي انطلاقة تنويرية تستدعي الاحترام والمباهاة، وتؤشر الى انبعاثة جديدة للإنسانية تلغي كلّ ذلك التراكم المعرفي السلبي إزاء ظاهرة أجمعت الفطرة والضرورة الوجودية والإشارات السماوية على ضرورة احتوائها والتعريف بشذوذها ومناقضتها للسليقة الإنسانية، ويصمّم أيضاً وبوقاحة على نبذ تحشّم المرأة وإرادتها في ان يكون جسدها حكراً على رفيق دربها، في نفس الوقت الذي يهلّل ويبارك عريها وإظهارها لمفاتنها مسترخصةً في متناول الجميع وداعيةً الى كلّ موبقات الأرض…
كما لن يجدي التناظر والتحاور بالحسنى وبالأصول العقلانية مع غرب مارق يرى في إهانة ملياري مؤمن من قبل صعلوك تافه باحث عن الظهور والاستقطاب، يمارس “حقّ” التعبير المقدّس عن الذات، حتى لو أدّى ذلك الى طعن كلّ هذا التعداد من البشر في صميم عقيدتهم، وثوابت إيمانهم وتساميهم وارتقائهم الأخلاقي الإيماني!
لن تجدي كلّ عبارات التنديد والمطالبة بالاعتذار والامتناع والتوقف، والدليل على ذلك انّ هذا الأمر يتكرّر وبوتيرة متسارعة ومصمّمة بسببٍ من عدم وجود ردّ رادعٍ مانع يلحق الأذى الفادح بهذه الدول العابثة!
هل نحن قاصرون عن ان نتنادى من خلال المنظمات التي اختلقناها للقيام بالعمل الجماعي اللازم، بالذات في حالاتٍ كهذه؟ أين منظمة العمل الإسلامي؟ أين جامعة الدول العربية؟ كيف تستطيع دولة بحجم السويد أن تلحق بأمة عملاقة كلّ هذا الأذى المعنوي الموضوعي؟ وكلّ ما تستطيعه هذه الأمة، هو الاستنكار والتنديد والشجب؟
لن يرعوي هذا الغرب المأفون الضال إلّا بإلحاق الأذى الصارم به من خلال العقوبات الاقتصادية الحازمة الجازمة، والتي ستجعله يجثو على ركبتيه طلباً للصفح. أين السلاح الاقتصادي؟ أين سلاح الطاقة؟ أين سلاح السياحة؟ أين سلاح إغلاق الأجواء في وجه طيران كل دولة تتجرّأ على هذا الاستمراء؟ ماذا ستفعل دولة مثل السويد لو أغلقنا، وبقرار جماعي، كلّ أجواء العالم الإسلامي في وجه طيرانها؟ ماذا ستفعل لو أوقفنا إمداد الطاقة بكلّ أنواعها، بترولاً أو غازاً؟
السكوت على هذا الذي حدث البارحة سيجعلنا ملطّة لكلّ أمم الأرض، وسيجعل من ديننا وكلّ مقدساتنا هدفاً للازدراء والاحتقار والاستهانة والاستهزاء…
سميح التايه