اعتصام «خميس الأسرى 243» في مخيم برج البراجنة تضامناً مع المناضل جورج عبد الله سماح مهدي: أسرانا الأبطال يؤكدون أن صراعنا مع العدو لن ينتهي إلا بزواله عن كلّ أرضنا القومية
بدعوة من اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني أقيم اعتصام «خميس الأسرى 243»، في قاعة مسجد الفرقان ـ برج البراجنة، تضامناً مع المناضل جورج إبراهيم عبد الله المعتقل في السجون الفرنسية منذ 37 عاماً، ومع أسرى «حركة الجهاد الإسلامي» في ذكرى انطلاقتها والأسرى في سجون الاحتلال ومع الأسرى المعتقلين الإداريين المضربين عن الطعام من مناضلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بحضور ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي سماح مهدي إلى جانب منسق عام الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة معن بشور، «منسق خميس الأسرى» أمين سر اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين يحيى المعلم، وممثلين عن الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية وفصائل المقاومة الفلسطينية.
المعلم
افتتح اللقاء بكلمة ألقاها يحيى المعلم وجاء فيها: ليس غريباً أن يكون خميس الأسرى الشهري التضامني مع الأسرى في سجون الإحتلال الصهيوني هذا الشهر تضامناً مع الأسير البطل جورج عبدالله في السجون الفرنسية منذ 37 عاماً والمضرب عن الطعام تضامناً مع الأسرى المضربين في سجون الاحتلال. فالمعتقل هو هو والسجان واحد، وإنْ كان في فرنسا بعد أن رضخ القضاء الفرنسي والدولة الفرنسية للقرار الصهيوأميركي بعدم إطلاق سراحه بالتالي لا فرق بين السجون الصهيوني والمعتقلات الأميركية الفرنسية، فالمكان بالنسبة للبطل جورج إبراهيم عبدالله هو سجن فرنسي بإدارة صهيونية. فهل تعي السلطات والقضاء والدولة الفرنسية عدم التمييز، والتي تتحفنا في كلّ مناسبة بالحديث عن حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير؟
وحيا المعلم ذكرى انطلاقة حركة الجهاد الإسلامي. كما وجه التحية إلى الأسرى والمعتقلين وخاصة الأسرى المعتقلين الإداريين المضربين عن الطعام من رفقائنا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والذين تتزايد أعدادهم يوماً بعد يوم تضامناً مع إخوانهم الأسرى.
بشور
ثم تحدث معن بشور وجاء في كلمته: أيّ قضية غير فلسطين هي التي تجعل أسير السجون الفرنسية منذ حوالي 40 عاماً يعلن الإضراب عن الطعام تضامناً مع رفقائه الأسرى في سجون الإحتلال الصهيوني، بل مع رفقائنا من أسرى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومن كلّ الفصائل الفلسطينية، فيجعل هذا الإضراب يمتدّ من سجن الاحتلال في فلسطين إلى سجن الاستعمار بأوامر أميركية في باريس.
أضاف: ومَن غير الرابطة العربية هي التي تجعلنا نجتمع اليوم متضامنين مع جورج إبراهيم عبد الله ابن القبيات العكارية في مسجد الفرقان في مخيم الشهداء، في مخيم برج البراجنة، هذه هي المعاني التي ينطوي عليها هذا الاجتماع بكلّ معانيه، تضامن مع أسير مسجون مظلوم بشكل مخالف لكلّ القوانين والأعراف والمواثيق الدولية، ومع أسرى يتحدّون أبشع أنواع الاعتقال، وهو الاعتقال الإداري في فلسطين، ومع حركة مجاهدة ترفع رأس فلسطين ورأس أمتنا كلّ يوم في مواجهات مجاهديها جنباً إلى جنب مع كلّ الفصائل الفلسطينية في فلسطين والتي نأمل أن يكون اجتماعها في الجزائر و»إعلان الجزائر» فأل خير على نضالنا في سبيل قضيتنا، على أسرانا. وأنا أغتنم هذه الفرصة لأحيّي معكم أبطالنا في مخيم شعفاط، ونحيّي أبطالنا في كلّ مدننا وقرانا ومخيماتنا في فلسطين المحتلة.
وتابع بشور قائلاً: ما نشهده هذه الأيام من انتفاضة شعبية مسلحة على أرض فلسطين تبشر بقرب زوال الاحتلال وخصوصاً أنه وربما للمرة الأولى تتلاقى ظروف ذاتية في منطقتنا، ظروف في فلسطين، ظروف في لبنان، ظروف في صمود سورية واليمن وشعبنا في كلّ مكان، تلتقي هذه الظروف الذاتية مع ظروف موضوعية تشي بتراجع الهيمنة الأميركية في كل مكان.
نلتقي اليوم فيما يحتفل أحرار البرازيل بانتخاب لولا دي سيلفا الذي تمّ سجنه من قبل الإدارة الأميركية سنوات عديدة، وها هو شعب البرازيل يعيد انتخابه اليوم، فيما دول عديدة في العالم تنسلخ عن التبعية الأميركية وتؤكد أننا أمام عالم جديد، في هذا العالم الجديد لا بدّ أن تتحرّر فلسطين، لا بدّ أن تتحرّر أمتنا، لا بدّ أن تتحرّر شعوب العالم كلها.
وفي ختام كلمته نقل بشور تحية من الدكتورة فيوليت داغر رئيسة اللجنة العربية لحقوق الإنسان وعضو المؤتمر القومي العربي للمناضل عبد الله وللأسير البطل وليد نمر أبو دقه.
الدنان
ثم تحدث عبد الله الدنان باسم (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) فقال: الأسرى والمعتقلون هم رمز أمتنا وعنفوانها، الأسرى هم المشعل المتوهّج الذي يضيء عتمة العجز والصمت العربي والدولي، وإنّ ما يقوم به الاحتلال من سياسات ممنهجة بحق حركة الأسرى وفي مقدمتها سياسة الاعتقال الإداري والتعذيب والإهمال الطبي هي جريمة حرب تتنافى مع أبسط الحقوق الإنسانية مما يستدعي المجتمع الدولي التدخل وتحمل المسؤولية ومحاسبة قادة الاحتلال.
عبد الله
الدكتور روبير عبد الله (شقيق المناضل الأسير جورج عبد الله) حيا اللقاء الجامع من مختلف القوى المقاومة اللبنانية والفلسطينية، واعتبر أنه من الطبيعي أن تكون لقاءاتكم التضامنية مع الأسرى الفلسطينيين ومع أسيركم ورفيقكم جورج عبد الله مع العلم أنّ هذه القضية هي قضيتكم.
أضاف عبد الله: في سياق الحملة ضدّ الاعتقال الإداري، طلب مني أحد الرفقاء في الجبهة الشعبية أن أرسل رسالة إلى جورج للتضامن مع هذا اللقاء، ولكني لم أفاجأ في الحقيقة إذ بجورج يتصل بي ويخبرني أنه مضرب عن الطعام تضامناً مع الأسرى، وكما تعلمون انّ مجرد بقاء جورج عبد الله في السجن هو ليس مجرد تضامن مع فلسطين، إنما فعل الانتماء إلى هذه القضية، فجورج عبد الله هو من الأسرى القليلين الذين مفتاح سجنهم وأسرهم بأيديهم، فجورج عبد الله مفتاح سجنه هو تقديم فعل ندامة للسجان كفعل تنصّل من تاريخه المقاوم وبالتالي فهو يستطيع أن يخرج مباشرة من سجنه وهذا الفعل ليس بالأمر البسيط جميعكم قوى مقاومة إنّ شعبنا في لبنان وفلسطين قدم أنهاراً من الدماء في سبيل هذه القضية المقدسة.
وختم عبدالله بتوجيه التحية إلى حركة الجهاد الإسلامي في ذكرى انطلاقتها وإلى الأسرى والمعتقلين في سجون الإحتلال الصهيوني.
عثمان
بعده تحدث المناضل علي عثمان باسم (حركة الجهاد الإسلامي) الذي وجه التحية إلى الأسرى المضربين عن الطعام وتكاتفهم مع بعضهم فأثبتوا وحدة النضال الفلسطيني. وحيا المنتفضين في الأرض المحتلة التي أشعلت نيرانها بوجه المحتلّ الصهيوني وإنها بإذن الله ستتحوّل إلى انتفاضة شعبية عارمة تعم كافة الأرض الفلسطينية المحتلة.
حشيشو
ثم ألقى أمين عام الحزب الديمقراطي الشعبي محمد حشيشو كلمة اعتبر فيها أن هذا اللقاء يجسد المعركة الأخيرة للعدو الصهيوني، إنه لقاء وحدة الساحات، حيث يجمع التضامن والشراكة بين القائد الوطني والعربي والأممي جورج عبد الله، وبين أسرى فلسطين. كذلك هذا اللقاء هو تحية للإخوة في حركة الجهاد الإسلامي. هذه العناوين هي عناوين فلسطين، الشهداء والأسرى والمعتقلون في كلّ السجون الأميركية والفرنسية والصهيونية وشراكة جورج عبد الله في إضرابهم عن الطعام ليس غريباً، هو هذا المسار الذي خطه جورج عبد الله هو أسير فلسطين في السجون الفرنسية بقدر ما هو أسير لبنان والأمة.
قبلان
وتحدث عباس قبلان باسم حركة أمل فقال: من فلسطين المحتلة، من فلسطين بشهدائها الذين يعبّرون في كلّ يوم عن توجههم الواضح بأنّ فلسطين لا يمكن أن تعود إلا إذا بذلنا دماءنا رخيصة على زوايا القدس وفي كلّ مكان من فلسطين. من فلسطين بأسراها الذين يعلّمون العالم في كلّ يوم أنّ الإرادة قادرة على الانتصار مهما تعسّف وصلف الجلاد. من فلسطين بشعبها الحر الأبي الذي ما بدّل تبديلا، إنّ فلسطين وكلّ أسراها وعلى رأسهم الأسير المناضل جورج عبد الله هم الذين يسيرون بنا نحو الإنتصار.
طبش
ةتحدث الدكتور غسان طبش باسم (حركة الناصريين المستقلين – المرابطون) فجاء في كلمته أنّ قضية تحرير جورج عبد الله من براثن العدالة الظالمة والمشوّهة للقضاء الفرنسي، هو أكثر القضايا أحقية للاهتمام من قبل الدولة اللبنانية، وعلى من يدّعي مسؤولية رسمية في لبنان أن ينتقل إلى مرحلة متقدمة تبدأ بالمطالبة الفعلية والجدية بإطلاق سراح جورج عبد الله.
مهدي
وألقى كلمة الحزب السوري القومي الإجتماعي ناموس المجلس الأعلى سماح مهدي الذي قال: نلتقي اليوم انتصاراً لمقاوم قومي اختار أن تكون فلسطين قبلته منذ بداية الطريق. فمنذ أن انطلق مقاتلاً في صفوف الحزب السوري القومي الاجتماعي ثم تابع في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إنفاذاً لتعليمات الحزب التي طلبت من القوميين الاجتماعيين اعتبار أنفسهم أعضاء في الثورة الفلسطينية بهدف تحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها.
جورج عبد الله الذي أثبت بقضيته أنّ الاحتلال مهما تعدّدت أسماؤه وصفاته فهو ذو عقيدة واحدة سواء أكان فرنسياً أو بريطانياً أو إسرائيلياً. ودليلنا على ذلك أنّ سياسة الاعتقال الإداري يمارسها المحتلّ الإسرائيلي كما يمارسها المستعمر الفرنسي بحق رفيقي جورج عبد الله.
لقد أثبت ملف جورج عبد الله أنّ قيَم العدالة والمساواة والحرية التي تتغنّى بها الثورة الفرنسية على مدى قرون، أصبحت مجرد وهم لا يمكن له أن يعكس نقاء تلك الثورة.
ووجه مهدي التحية إلى رفقاء السلاح في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حيث يخوض خمسون من أسراها الأبطال إلى جانب أمينها العام أحمد سعدات مقاومة بصورة مختلفة. فهم يرسلون إلى كيان عصابات الإحتلال رسالة واضحة مفادها «لو لم يبقّ لدينا إلا الجوع، لقاومناكم به». وهم بذلك يؤكدون على أنّ الصراع لن ينتهي مع ذلك الغاصب حتى زواله عن كلّ أرضنا القومية.
التحية لمن قاومنا معهم في سبيل تحرير فلسطين، وأذكر على سبيل المثال عملية نهاريا الإستشهادية البطولية التي نفذناها عام 1986 مسقطين من خلالها حدود سايكس ـ بيكو.
ووجه مهدي التحية إلى الأعزاء في حركة الجهاد الإسلامي الذين اختاروا تاريخ السادس من تشرين الأول ليعلنوا فيه انطلاقة حركتهم المقاومة في سبيل فلسطين، مضيفين بصمتهم إلى ذلك اليوم المجيد من العام 1973 حين خيضت حرب تشرين التحريرية.
وتابع مهدي متوجهاً إلى اللاهثين وراء التطبيع مع كيان عصابات الإحتلال، الذين حرفوا أنظارهم عن فلسطين، وصمّوا آذانهم عن كلّ نداء، نسأل: هل تعلمون أنّ عصابات الاحتلال اعتقلت في أيلول الماضي 19 ماجدة فلسطينية و35 شبلاً و181 مقدسياً و245 تحت ما يسمّى الاعتقال الإداري؟ أيّ ما مجموعه 445 أسيراً خلال شهر واحد فقط؟
إلى هؤلاء المطبّعين، تذكروا أننا وبقوة مقاومتنا سنحرّر أرضنا كاملة، وعندها سنلتقي، وسيكون الحساب مختلفاً.
وختم مهدي، من باب الوفاء، أوجه التحية إلى روح الأسير الجولاني الشهيد مدحت الصالح الذي تمرّ الذكرى الأولى لارتقائه شهيداً. والتحية أيضاً لعميد الأسرى في معتقلات العدو الرفيق يحيى سكاف.
علوان
وحيا رئيس حزب الوفاء اللبناني د. أحمد علوان الأسرى في معتقلاتهم على وحدتهم وإضرابهم. وقال إنّ فلسطين اليوم تشتعل من بحرها إلى نهرها نصرة لأهل المخيمات والمدن المحاصرة من قبل العدو الصهيوني. وجورج عبد الله أثبت في سجنه الفرنسي أنه أحد رواد هذه المقاومة الباسلة التي تؤمن أن فلسطين هي بوابة التحرير، تحرير كلّ المنطقة من غدر الصهيونية والإستعمار.
صبري
المناضل موسى صبري تحدث باسم (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة) فحيا اللقاء على مبادرته تجاه الأسرى وخاصة أنّ جورج عبد الله قد مضى على اعتقاله 37 عاماً. فهو قضية فلسطينية بامتياز وعربية وليست لبنانية فقط. وقال إنّ ما يجري في الأرض المحتلة من اشتباك يومي مع الاحتلال الصهيوني يبشر ببداية انتفاضة جديدة تعمّ كافة الأرض المحتلة.
حلاق
وألقى منسق العلاقات الدولية في المنتدى العربي الدولي من أجل العدالة لفلسطين نبيل حلاق كلمة حيا فيها المعتقلين والأسرى والمضربين عن الطعام. فهم اليوم أصبحوا السجانين والمحتلّ هو السجين. ونقل رسالة من مناضل يوناني أحد رموز حركة حقوق الإنسان إلى عائلة جورج عبد الله تضمّنت تأييده وتضامنه مع المعتقل في السجون الفرنسية.
سليمان
وتحدث الدكتور هاني سليمان باسم تجمع اللجان والروابط الشعبية، فوجه في بداية كلمته التحية إلى كافة المعتقلين والأسرى لشجاعتهم ووقوفهم بوجه السجان الصهيوني. وقال إنّ قضية جورج عبد الله لن تكون القضية الأخيرة. فكما قدّم جورج عبد الله نفسه للقضية الفلسطينية علينا أن نذكر مناضلين كبيرين هما كارلوس المعتقل في السجون الفرنسية والذي تحدثت إليه منذ أيام فحمّلني التحية إلى هذا اللقاء الجامع من قوى المقاومة. كما علينا ألا ننسى المناضل الياباني الكبير كوزو أوكوموتو الذي قدّم للقضية الفلسطينية الشيء الكثير.
وحيا سليمان في ختام كلمته حركة الجهاد الإسلامي في ذكرى انطلاقتها، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وأسراها الأبطال.