أخيرة

دردشة صباحية

كتاب مفتوح إلى جامعة الدول العربية
يكتبها الياس عشّي

 

قرأت:
جاء في الأساطير أنّ أحد الآلهة قد تميّز برجاحة العقل، ونبل العاطفة، وقوّة الجسد، وعمق الحكمة، وكثرة الكلام، فأحبّه الجميع، وبوّأوه مركز الصدارة في مملكة السماء.
حسده الآلهة الآخرون، فتآمروا عليه، واستدرجوه، ورموه من أعلى سماء إلى الأرض، فتبعثرت أعضاؤه في أرجائها، بحيث سقط قلبه في فرنسا، وعقله في ألمانيا، ويداه في اليابان، ورجلاه في الصين، وأما لسانه فسقط عند العرب!
تذكرت هذه الأسطورة، وأنا أراقب، اليومَ، ما يجري في الجزائر حيث الملوك والرؤساء والأمراء العرب يتوافدون إلى الجزائر لعقد قِمّة عربية، فيما الخلافات، والمقابلات المتلفزة، والأصوات العالية، تكاد تمزّق القمة قبل بدء أعمالها، بينما فلسطين محاصرة، وأطفالها وشبابها وشيوخها تغتالهم “إسرائيل” بدمٍ بارد، وفيما لبنان، من جديد، يلبس عباءته الطائفية، وسورية مهدّدة ومحاصرة من يهود الداخل ويهود الخارج، وشعب اليمن محاصر بالجوع والمرض، ولسان الإله يسكن في الدماغ العربي، إلى أن يخرج العرب من “ثرثرتهم” و “ميولهم” و “نرجسيتهم”، ويعودوا إلى العقل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى