أخيرة

نافذة ضوء

دليلُ النهوض

‭}‬ الرفيق يوسف المسمار*

بالصدق ِلا بالشعـوذاتِ يُـؤَسَّسُ عِـزُّ الحيـاةِ وبالثـبـاتِ يُكرَّسُ
وعلى الإصالةِ يستقيمُ المُـبْـتـدى والغاية ُ العـُظمى بـوعي تـُلمَسُ
نهـجُ التـفـوّقِ والتـقـدّمِ نهـضة ٌ إلاَّ بخيـرِ الشعـبِ لا تـتمـرسُ
يتسابـقُ الأحـرارُ في تحقيقها وبكلِ ما ملكَ الأفاضلُ تُحـرَسُ
فيها العـقيدة ُ والنظـامُ مناقـبٌ من أجــلِ تحسينِ الحياةِ تُمارَسُ
وعلى هـُدى تعليمها وصلاحها في الشعبِ تقييمُ العـقائدِ يُـدرسُ
غاياتُها: حـقُّ العمومِ وخيرُهُم وجمـالُ ما تـرمي إليه الأنفـسُ
هيَ نهضة ُ الإنسانِ من ظُلماتهِ وفســادِ واقعهِ الـذي لا يُـؤنَسُ
ليكونَ في هـذا الوجـودِ مُعـَزّزاً ويظـلّ مملكة َ الخليقة ِ يَـرأسُ
ويزيد أطوارَ الحضارةِ مُبدعاً أسمى الفنونِ، وكلَّ علمٍ يغـرسُ
يَـبـني ويـرفـعُ باطـرادٍ عالمـاً للحب، تأليهً الحيـاةِ يُهـنـدسُ
ويواصل التحديثَ دونَ تَحَفُـظٍ وبغير أجـود حالـةٍ لا يَـهـدسُ
إنسانُ – مجتمعٍ بـهِ وبـهِ فقط أمـلَ الحـيـاةِ وعـزّها نَـتَـنَـفـسُ
تـتـواصـلُ الآبـادُ في آزالـهِ وبوعي نشأتهِ الحـقائقُ تُـشمسُ
هُـو قبلةُ الواعين، عـقـلهمُ الذي بشمولهِ ريحَ الذُرى نـتحسسُ
هو كعبةُ الأحياءِ حيث تواجدوا وملاذهُـم ومآلُهم والمقـدسُ
إنسان – مجـتـمعٍ تمـامُ كيـانه في أمــةٍ فيها الحـيـاةُ تُـقـدسُ
فيها ابتـدى عمرُ الوجود وينـتهي فيها متى فيها الأصالةُ تيـبسُ
هي أمةٌ بـدأ الـزمانَ بوعـيـها ونضوجها ونهوضها يتأسسُ
فيها الشهادةُ بعضُ سرِّ حياتها وسموّ مقصدها الذي لا يُـفـلس
أبنـاؤها أبـداً لأجـلِ سـلامهـا وشموخها بدمائهم لم يـبخسوا
يتسابقـون الى الفـداءِ لأنهـم غير الكرامةِ وجهةً لم يأنسوا
وكـرامـةُ الشـهـداءِ أنهـمُ ‘ذا نطقت جراحُهـمُ النذالةُ تخـرسُ
ليدومَ صوتُ الناهضين مزلزلاً وبلادهُـم ثـوبَ التحـرر تـلبسُ
وتظـلُّ للأجـيـالِ قـدوتُهـم فـلا بـدناءةٍ شـرفُ البلادِ يُـدنّـسُ
فلأجـلِ أمتهـم وعـزّ حـيـاتها نحـو الفـداءِ تسابقـوا وتـنافسوا
فالعـزُّ في مفهـومهم تعزيزُها وبغيـرعـزّتها الهـراءُ المُـفـلسُ
إن الذي قَـهَـرَ المماتَ بموتهِ حَيٌّ وتشريفَ الحياةِ يُمارسُ
أما الذي بالـذلِّ عاشَ ولم يَـزل ميتاً غـدا والميتُ لا يَـتحسسُ
إحْـيـــاءُ أمتـنا عـقـيـدتُـنا التي مهما تضاءلَ وهـجُها لا تُـطمَسُ
ولسوفَ تمتلئُ النفوسُ بـنـورِها وبنارِها روحُ التخـاذلِ تـفـطسُ
وتُـدَكُّ مدرسة ُ الفسادِ، وتـنـتهي نفسـية ٌ صَغـُـرَتْ وعـقـلٌ بائسُ
فطـريـقُـنـا أبـداً صراعٌ دائـمٌ مهما النوازلُ عاكستْ وتُعاكِسُ
كُـنَّـا فكانَ الـوعيُ في تكويـنـنا وكـذا نظـلُّ بـوعـينا نـَتَـمَـرسُ
ونصارع الويل المميت بأنـفـسٍ مهما تـفـاقـمَ هـولُـهُ، لا نَـيـأسُ
فالحـقُّ في مفهـومنـا حـقٌ إذا إنســانُـنا بسُــمُـوِّهِ يسـتأنِسُ
والخـيـرُ في تفكـيـرنا ان نملأ الدنـيا بما يُحيي النـفـوسَ ويُؤنـسُ
والحُـسنُ في أعـمالـنا أن نجعـلَ التاريخَ يسـطعُ بالجمـال ويُدرس
والعدلُ أن نبني ونهدي التائهين الى الجــلاءِ فـتستـقـيـمُ الأنفُـسُ
وبغيـرِ تـثبـيتِ المكـارمِ لا نـرى في الشعبِ نهجاً للخلاصِ ونلمسُ
ولـذا العـقـولُ تسلّحتْ بقـلـوبِـنا وقُـلـوبُـنا بعـقـولِـنا تـتمتـرسُ
إنَّ الحيـاةَ بحكمةٍ قـدْ كُـوِّنـتْ وبحكمة ٍ مَجـدُ الحياة ِ يُـؤسَّـسُ
إن الحـيـاةَ وعـزّها أبـنـاؤهـا وهُـمُ بميـزان السُمـوّ الأنـفَسُ
فإذا بـنُـوها بالمثـالـبِ أمعـنـوا ساءتْ بهـمْ والسوءُ ليلٌ دامسُ
وإذا بنُـوها بالفضائل ِ جاهـدوا بهُمُ استمرَ سُــمـوُّها يَـتـكـرَّسُ
فالفعـلُ معيارُ النفـوسِ، ونوعُـهُ مقياسُ طيـبتها التي نَـتَحسَّـسُ
لا يُصْنعُ التـارخُ أو يســمو إذا هَبَطَتْ الى دنيا السفـولِ الأنـفُـسُ
بل يَصنعُ التاريخَ شعبٌ ناهضٌ بعـطائه حـقُّ الصراعِ يُـقَـدّسُ
خيـرُ الجهاد ِ تَـمـرُّسٌ بعـقـيـدة ٍ تـُحيِّ نـفـوسَ اليائسينَ وتُـؤنِسُ
فالويلُ في فقدِ النفـوسِ رجاءها بـوجودِهـا وحياتِها يستـشرسُ
إنَّ الحيـاة َبـما نُساهـمُ في البِنا وبغيـرِ ذلكَ فالحياة ُ وَسـاوِسُ
ولذا اتخذنا في الحياة شعارنا: إن الصلاحَ هو السبيلُ الأقـدسُ
وصلاحُـنا بجهـادنا وبنـائـنا لا بالخراب فـفي الخراب تَسَوّسُ
بـدءُ البداية للنهـوض هـو الهُـدى ومع الفدى أرقى البناءِ نُـؤسسُ
تأسيسُنا فـكـرُ التألـقِ في السمـوّ وكـلَّ ما يُـرضي السمـوِّ يُـكَـرّسُ
لا يَـثبـتُ البنيان إن لـم بالجـلاءِ وبالجـهـاد وبالفـضائـل يُـحـرسُ
شمسُ النهـوضِ عـقـيـدةٌ وبطولةٌ يفنى الزمانُ وضوؤُها لا يُطمسُ

*شاعر وباحث قومي مقيم في البرازيل.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى