أخيرة

دبوس

دكتاتورية الأقلية الغوغائية أو الترامبية السياسية

لم يعد أمام إمبراطورية الهيمنة الأوليغارشية كما يبدو، وبعد ان أسقط في يدها، أمام تطلعات الشعوب المستضعفة في التخلص من هيمنتها المجحفة سوى ان تعوّل بالكلية على الأقليات، أكانوا أقليات عرقية أو دينية، او أقليات سياسية، وهي في كل الأحوال تتحرك من دافع الارتزاق، من فنزويلا الى البرازيل الى إيران الى لبنان الى باكستان، وحتى في أميركا نفسها، حيث أسفرت الترامبية السياسية عن تكتيكاتها المدمّرة، الى كثير من الدول التي تستشعر أميركا انّ هنالك من المقومات الموضوعية ما يكفي من المعطيات التي قد تجعل منها مسرحاً لممارسة الوصفة الشيطانية الأميركية للتغيير في اتجاه مصلحتها…
دائماً يتم التعويل على مجاميع متخلفة، غير مثقفة، نفعية، ارتزاقية، شعبوية يسهل التأثير عليها بسبب من مناعتها الفكرية الضحلة، وفوق ذلك من خلال الإغراءات المادية المجزية، ولعلّ الأمر يتجلى أكثر ما يتجلّى في لبنان، حتى النظام السياسي الأميركي لم يسلم من الترامبية السياسية، والتي أصبحت في ما بعد نهجاً أميركياً، وليس ترامبياً فحسب، فما جرى في البيرو وما جرى في إيران وما يجري في لبنان، يدلّ على انّ هذا النهج قد أصبح نهج الدولة العميقة في دولة الهيمنة، وليس فقط محتكراً على غوغائية ترامب وأتباعه…
ما يجري الآن في البرازيل هو نسخة طبق الأصل مما حدث عقب الانتخابات الرئاسية الأميركية، بينما يستجم خافير بولسونارو في فلوريدا مع دونالد ترامب، كانت القوى الشعبوية الغوغائية تستولي بالإضافة على مقر الرئاسة بعضاً من المفاصل المهمة في تجربة تذكّر بما حدث في الولايات المتحدة بعد الانتخابات الرئاسية.
نهج يبدو انه سيتكرّر في أماكن كثيرة من العالم في مرحلة النزع الأخير عند منحنى الاستدارة الكونية والتي سيتمخض عنها النهاية المدوية لهيمنة الغرب المارق اللاأخلاقي على مقدرات العالم، وترجّل الأنجلوساكسوني البشع عن سدة القيادة لمصلحة القادم الجديد من الشرق.
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى