الوطن

أحزاب طرابلس حذّرت من فتنة سفّاح البربارة والتقت عبد الهادي في مكتب «القومي»

عباس: لتكن قوى المقاومة أكثر وحدةً وفعلاً للانتصار على عدوّ لا يعرف إلاّ لغة الحديد والنار

حذّر لقاء الأحزاب والقوى الوطنيّة في طرابلس، بعد اجتماعه الدوري في مكتب الحزب السوري القومي الاجتماعي «من مخاطر الفتنة الطائفيّة والمذهبيّة، عبر تصريحات نائب القوّات اللبنانيّة السابق سفّاح حاجز البربارة أُنطوان زهرا الذي تعرّض بالذّم للطائفة الإسلاميّة العلويّة»، داعياً إلى ملاحقته قضائيّاً. وعدّد الأزمات والمشاكل الاقتصاديّة والحياتيّة التي يُعاني منها لبنان، داعياً إلى التلاقي والتفاهم لانتخاب رئيسٍ للجمهوريّة «لينتظم عمل المؤسّسات الدستوريّة وتفعيل الوضع الحكومي والخروج من دوّامة تصريف الأعمال والتجاذبات السياسيّة».
ورأى اللقاء في بيان، أنّه «تتواصل عمليّات التجاذب والتناحر بين أقطاب النظام اللبناني المُتهالك، على أولويّاتهم السياسيّة ومصالحهم الخاصّة من دون الالتفات للأضرار الفادحة التي يُعاني منها الشعب اللبناني المُتخبِّط بين العتمة واللقمة، بسبب السياسات العقيمة التي ما زال نظام التحاصص الطائفي والمذهبي يُنتجها من نهب للمال العام والخاص، بعد أن باتت أموال المودعين في مهبِّ رياح الإفلاس وسيطرة النكد السياسي، الخاضع لهيمنة الحصار والضغوط الأميركيّة على الشعب اللبناني المُبتلي بنظامٍ سياسيٍّ ليس له نظير بالسوء في العالم، حيث يتمّ استخدام كلّ الوسائل لتحقيق شروط الإذعان لإملاءات السفارات الغربيّة والرجعية العربيّة على قوى المُقاومة التي تُواجه الكيان الصهيوني الموقّت وحلفاءه من دول وقوى محليّة».
واعتبر أنّ «ما يحصل في قطاع الكهرباء خير دليل على هذه السياسات النكديّة، حيث لا تزال أربع بواخر مُحمّلة بالفيول، راسيةً منذ أسبوعين قُبالة الشاطئ اللبناني، فيما توقّفت معامل توليد الكهرباء الحراريّة عن الإنتاج بسب عدم توافر تلك المادّة في الخزانات. ونتيجة ذلك يتكبد لبنان خسائر بقيمة 18 ألف دولار غرامة عن كلّ يوم تأخير في التفريغ لكلّ باخرة أيّ ما قيمته 72 ألف دولار يوميّاً، ليتراكم المجموع إلى ما يُقارب المليون دولار وأكثر لغاية اللحظة».
ولفت المجتمعون «إلى خطورة التداعيات الكارثيّة للقطاع التربوي المُعطّل من دون أدنى إجراءات حكوميّة لحماية أجيالنا من الجهل والأُميّة التي يتعرضون لها»، ودعوا «النوّاب والقوى السياسيّة إلى ضرورة التلاقي والتفاهم على سدّ الفراغ الرئاسي بانتخاب رئيسٍ للجمهوريّة لينتظم عمل المؤسّسات الدستوريّة، وتفعيل الوضع الحكومي والخروج من دوّامة تصريف الأعمال والتجاذبات السياسيّة».
كما حذّر اللقاء «من مخاطر الفتنة الطائفيّة والمذهبيّة، عبر تصريحات نائب القوّات اللبنانيّة السابق سفّاح حاجز البربارة أُنطوان زهرا الذي تعرّض بالذّم للطائفة الإسلاميّة العلويّة، مشكِّكاً بوطنيّتها وعروبتها، وهذا ليس بمستغرباً من عملاء إسرائيل الذين اعتادوا صناعة الفتن والحروب الأهليّة».
وشدّد اللقاء على «أنّ العلويين سواء من أبناء طرابلس أو من المنطقة العربيّة لا يحتاجون شهادات في الوطنيّة والعروبة، وخصوصاً ممّن باعوا العروبة والوطنيّة بأبخس الأثمان وامتهنوا العمالة والتبعيّة للإمبرياليّة والصهيونيّة والرجعيّة العربيّة»، داعياً «الجهّات الرسميّة إلى ملاحقة قضائيّة للمدعو أُنطوان زهرا وكل دعاة الفتن التي تُهدِّد السلم الأهلي والاستقرار والعيش الواحد».
كما أشاد المجتمعون ورحّبوا «بزيارة الدكتور أحمد عبد الهادي مُمثِّل حركة حماس في لبنان، للقاء الأحزاب والقوى الوطنيّة والإسلاميّة اللبنانيّة في طرابلس واجتماعه معهم في مكتب الحزب السوري القومي الاجتماعي». وأكدوا «التعاون والتضامن والنضال المشترك بنهج الكفاح المسلّح حتى إزالة الكيان الصهيوني الموقّت وتحرير فلسطين من البحر إلى النهر».
وكان في استقبال مُمثّل «حماس» ومُمثّلي الأحزاب، عضو المجلس الأعلى ـ منفذ عام طرابلس في الحزب السوري القومي الاجتماعي عبد الباسط عبّاس وعدد من أعضاء هيئة المنفذيّة.
عبّاس
وبعد الاجتماع أدلى عبّاس بتصريح قال فيه «ببالغ السرور والمحبّة استقبلنا وفد حركة حماس كلقاء الأحزاب الوطنيّة والقوميّة في طرابلس وهذا اللقاء له بُعدٌ وطنيّ وقوميّ واستراتيجي في العلاقة التكامليّة ما بين الأحزاب وما بين حركة حماس كحركة مقاومة فاعلة على مستوى الساحة الفلسطينيّة».
أضاف «استمعنا من الإخوة في الحركة عن واقع الشعب الفلسطيني وعن واقع المقاومة والقوّة التي تمتلكها المقاومة في فلسطين وهذا شيء عظيم نفتخر به لأنّ المقاومة هي قوّة رادعة للعدو اليهوديّ وقوّة هجوميّة أيضاً وبدأت تأخذ منحىً تصاعديّاً في عملها».
وتابع «نحن كأحزاب وقوى مقاومة على مستوى الساحة، ساحة الأُمّة كاملة، ندعو إلى تضافر جهود كل القوى المقاومة والقوى المؤمنة بكلّ مشروع المقاومة، إلى أن تعمل جاهدةً من أجل الدفاع عن قضيّتنا المركزيّة ألا وهي القضيّة الفلسطينيّة، باعتبارها هي البوصلة الحقيقيّة للنّضال الذي نؤمن به جميعاً».
وأكّد أنّه «يجب أن تكون قوى المقاومة أكثر وحدةً وأكثر تضامناً وأكثر فعلاً من أجل أن ننتصر على هذا العدوّ الذي لا يعرف الإنسانيّة ولا يعرف إلاّ بلغة الحديد والنار. هذا العدوّ مُغتصب ومحتلّ وعلينا جميعاً العمل من أجل اقتلاعه من أرضنا».
عبد الهادي
بدوره قال عبد الهادي «أكّدنا في هذا اللقاء أنّ الشعب الفلسطيني الآن، شعبٌ قويٌّ بسبب وحدته الميدانيّة ومقاومته في غزّة والقدس وفي الـ48 من جهة، وأيضاً لأنّ المقاومة الفلسطينيّة جزء من محور المقاومة الذي يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته، والعدوّ الصهيوني وحكومته يحسبان ألف حساب عندما ينوون القيام باعتداء على غزّة أو أيّ مكوِّن من مكوِّنات المقاومة، وهذه تُعتبر قوّة للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية، وأيضاً يحسب العدوّ الصهيوني لها ألف حساب».
أضاف «طمأنّا الإخوة على الشعب الفلسطيني والقضيّة الفلسطينيّة بالرغم من أنّنا لا نُقلِّل من حجم هذه التحديات والمطلوب أن نمضي قدماً في مقاومتنا ضدّ الاحتلال، واستعمنا منهم إلى ملاحظات مهمّة ومقترحات ومداخلات قيِّمة لها علاقة بكيفيّة مواجهة هذا الاحتلال وحكومته المتطرِّفة، وأكّدنا في نهاية اللقاء ضرورة استمرار التواصل وتعزيزه لما فيه مصلحة الشعب الفلسطيني واللبناني والمقاومة في فلسطين والمنطقة أيضاً».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى