أخيرة

دبوس

النموذج
غير المرغوب فيه

لو جلس الواحد منا يمعن النظر، ويستغرق في استخلاص الحقيقة، ويحاول تشكيل اللوحة من قطع المعضلة المتناثرة، لكان وجد نفسه بإزاء حتمية لا مناص منها، وهي انّ النموذج السوري يمثّل كابوساً لا يمكن لقوى الهيمنة، والمنظومة الأعرابية المعتّقة في التبعية والارتهان ومصادرة القرار السياسي، وبالضرورة كيان الإحلال المناقض لكلّ الخير، ولكلّ الحق، على إطلاقهما…
آخر ما تتمناه هذه القوى الظلامية هو نموذج مكتفٍ ذاتيّاً، يؤمّن الطبابة المجانية، والتعليم المجّاني من الروضة وحتى شهادة الدكتوراه، ولا يستدين من مؤسسات الهيمنة الاقتصادية ولا حتى دولاراً واحداً، وبالتالي فهو خارج نطاق الارتهان السياسي، ناهيك عن الارتهان الاقتصادي، ليس هذا فحسب، ولكنه يحمل لواء مقاومة كلّ قوى الهيمنة، ويقبع بإصرار في قلب محور المقاومة، ويدعم من دون كللٍ ولا مللٍ كلّ قوى المقاومة الشعبية وغير الشعبية في المنطقة، وينسج علاقات في الصميم مع أيّ دولة او كيان سياسي يمتلك ناصية الرفض القطعي للاستبداد والتعسّف، نموذج لو قيّض له ان يتعمّم في كوكبنا، فإنّ قوى العدوان والكيانات الطارئة المستتبعة ستجد نفسها وقد فقدت مبرّر وجودها…
لا غرو إذن اذا نحن وجدنا هذا المشهد المغرق في توحّشه حينما انخرط كلّ معسكر الظلام، بغربه وبأعرابه وبصهاينته وبمجاميع الإرهاب الكوني مدعومين بكلّ الأدوات اللامتناهية في كمّها وفي نوعها وفي قدرتها على التدمير، المستغرب في واقع الحال هو عدم قيامهم بذلك منذ عقود، ولكن الراسخ في الأمر، والحقيقة التي لا لبس فيها، انّ كلّ هذا العدوان، وكلّ هذا التنمّر، تحطّم على صخرة شمّاء، تأبى إلا ان تتحطم كلّ موجات الجبروت والطغيان على تخومها، هذه الصخرة الشامخة تدعى… سورية.
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى