مقالات وآراء

«بعض الأمل» موجود و «بعض العمل» مطلوب

‭}‬ معن بشور
«بعض الأمل» أدخله الى نفوسنا الصديق والمناضل والإعلامي الكبير الأستاذ ناصر قنديل رئيس تحرير صحيفة «البناء» القومية، و»بعض العمل» دعانا اليه في كلمته خلال ندوة أقيمت في «المكتبة الوطنية العامة» حول كتابه «ثورة.. مخاض أم متاهة؟ حسان دياب: حكومة فاشلة أم فرصة ضائعة؟» بحضور ومشاركة وزير الثقافة القاضي الدكتور محمد وسام المرتضى، وبكلمات لكلّ من الرئيس الدكتور حسان دياب والوزير السابق الأستاذ كريم بقرادوني وقدّم لها صاحب موقع «الجريدة» الإعلامي المستشار خضر طالب، وحضرها حشد من الشخصيات والنخب الثقافية والإعلامية وممثلي الأحزاب والقوى الوطنية.
في تلك الندوة الراقية، شكلاً ومضموناً، أطلْ علينا الأستاذ قنديل محللاً مستشرفاً ومقاتلاً ضدّ المشروع الصهيوني بالقلم، كما قاتله عام 1982 بالبندقية على طريق الشهيد ظافر الخطيب، ومع ثلة من الرفاق المناضلين في رابطة الشغيلة يتقدّمهم الوزير الشجاع والجريء والمبدئي الأستاذ زاهر أنور الخطيب.
أفكار جديدة استمعنا اليها في الكتاب الذي اعتبر تجربة حكومة الرئيس حسان دياب، فرصة ضائعة كان يمكن الاستفادة منها من أجل تحقيق إصلاحات جدية في نظامنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
النبرة التفاؤلية التي حكمت خطاب قنديل، كما كلّ مناضل، يرى في التفاؤل مصدراً للتعبئة الشعبية حول القضايا العادلة وسلاحاً بوجه كلّ من يريد إشاعة التشاؤم ليقودنا الى اليأس والقنوط.
لا شك انّ الكثير ممن يقرأ او يستمع لناصر قنديل وأمثاله يظنّ انّ الرجل محكوم بالتفاؤل أكثر مما يجب، لكن الكثير أيضاً يرى انّ معظم آراء قنديل وأمثاله وتحليلاته، لا سيّما في ظلّ المتغيّرات في موازين القوى المحلية والإقليمية والدولية بات واقعاً مما يؤكد صحة تلك التصوّرات والتحليلات.
بقي أن أعترف في هذه اللحظة، أنّ اكثر من أعجبني في سيرة هذا المناضل والكاتب المتدفق هو عودته الى بيروت عام 2005 حين أراد المحقق السيّئ الصيت ديتليف ميليس استدعاءه الى التحقيق وهو في دمشق، ظناً أنه لن يأتي الى بيروت فيصبح اتهامه بالمشاركة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ممكناً، فإذا به يعود ويذهب الى المحقق وسط إعجاب الكثيرين بشجاعة الرجل وذهول المتآمرين عليه .
الفرص لإنقاذ لبنان لا تزال قائمة ما دام في البلد أصوات كناصر قنديل ورجل دولة كحسان دياب الذي «اغتال» تجربته تفكُّك أغلبية نيابية اتفقت سابقاً على ترشيحه… كما جرى «اغتيال» حكومات مماثلة، ووزراء شرفاء في ظروف سابقة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى