أخيرة

دبوس

كشف حساب

لو اعتمدنا معيار لوكربي، والذي تمكنت فيه إمبراطورية الشر الأنغلوساكسونية، المعروفة بـ بريطانيا العظمى، من ابتزاز العقيد معمر القذافى، واضطراره الى دفع تعويضات لضحايا طائرة لوكربي، بواقع 10 ملايين دولار لكلّ ضحية، لو اعتمدنا هذا المعيار، رغم أنه بالنسبة لنا معيار مجحف لن يعطينا ما نستحقه، فبالنسبة لي على الأقلّ، إنساننا أغلى وأنفع للإنسانية، وهو من الناحية القيمية والأخلاقية والحضارية أرقى بمراحل من ذلك الأنغلوساكسوني، بأنانيته المفرطة، ووقوفه التاريخي ضدّ الإنسانية، وضدّ التميّز الانساني، فإنْ نحن اعتمدنا هذا المعيار تجاوزاً، فإنّ علينا ان نلاحق إمبراطورية الشرّ لتعويض عائلات الذين استشهدوا منذ النكبة بسبب الجريمة التي ارتكبتها هذه الإمبراطورية، بما يربو على التريليون دولار…
لم نتكلّم بعد عن أكثر من 7 ملايين لاجئ ومهجّر أجبروا على الهجرة غصباً عنهم بسبب ما اقترفته هذه المملكة من الأفعال ضدّهم، ولم نتكلم بعد عن المعاناة والقهر الذي لحق بهؤلاء المساكين، أطفالاً ونساءً وشيوخاً، كما لم نتحدّث بعد عن الثروات المنهوبة خلال ثلاثة أرباع القرن، وعن الأضرار العقابية والخسائر الغير مباشرة…
بالمختصر المفيد، وبحسبة سريعة، فإنّ إمبراطورية الشر هذه عليها ان تكون جاهزة لدفع ما لا يقلّ عن 10 تريليونات دولار للشعب الفلسطيني، من دون أخذ أو عطاء، ولا لفّ ولا دوران، وعلينا ان نستنفر كلّ ما نستطيع من القوة الذاتية، وقوى الشعوب الشقيقة والصديقة لإجبار هذا الكيان الشيطاني، المدعو بريطانيا العظمى، على دفع هذه التعويضات، وان تكون بأيدينا كلّ عناصر القوة المادية والمعنوية والقانونية لاستجلاب الحقوق غير منقوصة وبلا اجتزاء، فكما تدين تدان، ومن يطلب الحق لنفسه، عليه أن يكون جاهزاً لإعطاء الحق لأصحابه.
لكن الأمر لن يكون بالتمنّي، وبالذات مع هذه الإمبراطورية البائدة، لن نستخلص الحق إلا بالقوة، وعلينا ان نكون جاهزين لذلك، فالمعركة ليست منحصرة في كيان الإحلال الصهيوني، هي بالضرورة تمتدّ لتشمل أولئك الذين ساعدوه بلا هوادة لقتل شعبنا ولتهجيرنا، وللاستيلاء على أرضنا ومقدساتنا وثرواتنا، هؤلاء أياديهم مضرجة بدمائنا تماماً كما الصهاينة.
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى