الوطن

شخصيّات وأحزاب استذكرت مواقف الشهيد الرشيد بذكرى اغتياله كرامي: «إسرائيل» فقدت وظيفتها بفضل انتصارات المقاومة وعصابة بن غوريون ورفاقة سيُحاولون إحراق لبنان

رأى رئيس «تيّار الكرامة» النائب فيصل كرامي أنّ البشائر الواعدة كثيرة، وأهمُّها اليقظةُ العربية الجديدة التي تقودُها السعوديّة عبر وضعِ حدٍّ للنزاع بين العرب وإيران، وإعادة لمِّ الشمل العربيّ في قمّة جدّة وعودة سورية إلى موقعها ودورها الطبيعيين في العالم العربيّ، وكذلك عبر العمل الجدّي على تصفير المشاكل والنزاعات بين العرب والانفتاح على العالم الذي لم يعُد يُمكن اختصارُه بالولايات المُتّحدة الأميركيّة والغرب والقوى المؤثّرة على قرارات الأمم المُتّحدة ومجلس الأمن الدولي.
واعتبر في كلمة لمناسبة الذكرى الـ36 لاغتيال الرئيس رشيد كرامي أنّ من البشائر الواعِدة «أنّ الدولة المزعومة إسرائيل فقدت أهمّ وظيفةٍ لها بفضلِ صمودِ الشعوب وانتصاراتِ المُقاومة في لبنان وفلسطين، نعم لقد فقدت «إسرائيل» الوظيفة التي أُنشِأت لتأديَتِها وهي الوظيفة العسكريّة، وها نحنُ نراها تبني جدران العزل العنصريّ وتُحاصر نفسَها بنفسِها وتتخبّط في شتّى أنواعِ الأزمات».
أضاف «هذه البشائرِ أيضاً تتقاطع بالنسبة إلينا مع الحتميّة التاريخيّة والجغرافيّة وهي زوال «إسرائيل» حتماً، ولكنّ فُقدان هذه العصابة الحاكمة في «إسرائيل» لوظيفتها العدوانيّة العسكريّة سيجعلها تنتقل إلى الوظيفة العدوانيّة الأمنيّة في لبنان وفي كلّ الدول العربيّة، سواء عبر إشعال الفِتن المتنوّعة أو عبرَ الاغتيالات أو عبر دفع أدواتها إلى افتعال ما يشبه الحروب الأهليّة المتهورة». ودعا اللبنانيين إلى «أن يعوا مخاطر الأيّام والأسابيع المقبلة، فعصابة بن غوريون ورفاقه المجرمين القتلة لن يستسلموا بسهولة وسيحاولون إحراق لبنان».
وحمل على النظام اللبنانيّ ووصفه بـ»نِظام التكاذب، والطائفيّ والفساد والنعامة التي تُخَبِّئ رأسها في الرمالِ وتدّعي تارةً الحياد وتارةً أخرى النأيَ بالنفس، وكذلك نظام الارتهانِ إلى الخارج والإيمان المُطلق الأحمق بالحمايات الأجنبيّة»، معتبراً «أنّ اللبنانيين يحاصرون أنفسهم عبر مخالفة الدستور مراراً وتكراراً وعدم تطبيق القوانين والاستخفاف والتحايل في ممارسة الديمقراطيّة. وعبر الاستيلاء على ودائعهم في المصارف في أبشع تواطئ ٍ فاضح بين الدولة التي اقترضت هذه الودائع وبين القطاع المصرفي الذي حقّق أرباحاً خياليّة عبر الفوائد وكلفة الدين على مدى سنوات».
وقال «اللبنانيون يحاصرون أنفسهم عبر العناد والمكابرة وإجهاض كلّ المحاولات لانتخاب رئيس للجمهوريّة، والاستمرار في هذا الفراغ المرعب بينما الناس تجوع وتهاجر والاستقرار الاجتماعي الهشّ يكاد يصل إلى حدّ الانفجار الذي يقضي على الأخضر واليابس».
وتابع «اللبنانيون هم من يحاصرون أنفسهم عندما يتحوّل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إلى خطّ أحمر محلّي ودولي في حين أن رجلاً في هذا المنصب الخطير تتوجّه إليه اتهامات في القضاء اللبناني والقضاء الفرنسي والقضاء الألماني ومن أبسط البديهيّات أن يتوقّف عن مباشرة عمله وصلاحيّاته بانتظار صدور أحكام القضاء».
ودعا إلى الاختيار بين طريقين لا ثالث لهما، الطريق إلى الهاوية والطريق إلى المستقبل وقال «إذا أرادَ اللبنانيونَ إبقاء لبنان كما رسمته فرنسا وأعلنه الجِنرال غورو عام 1920 فإنّ عليهم أن يَكُفّوا عنِ الخُزعبلات والعنتريّات والرهاناتِ القاتلة، وأن يذهبوا فوراً إلى حوار وطنيّ جامِع يُنتج تفاهُمات سريعة تقودنا لانتخابِ رئيسٍ جديدٍ للجمهوريّة وإعادة تشكيل مؤسّسات الدولة والعمل ليل نهار لإنجاز إصلاحات جذريّة هي جوهَر خطّة التعافي الاقتصادي والمالي والاجتماعي».
واعتبر أن «الفيدراليّة أو الكونفيدراليّة أو ما يُسمّى اليوم باللّامركزيّة المُوسّعة الإداريّة والماليّة، هي أوّلُ مساراتِ اختِفاء لبنان»، لافتاً إلى «أنّ اتفاق الطائف ينُصُّ على اللّامركزية الإداريّة الموسّعة، وأنّ إضافَة كلمة «الماليّة» هي إضافةٌ مُريبة وخطيرة».
وختم مجدّداً العهد مع الرئيس الشهيد رشيد كرامي بـ»أنّنا لم نسامح ولن ننسى، مع التأكيد أنّنا لسنا طلاّب انتقام بل طلاّب عدالة».
وكان كرامي والنائب طه ناجي، زارا ضريح الشهيد رشيد كرامي في مقابر باب الرمل بطرابلس، وشارك بالمناسبة رئيس بلديّة طرابلس المهندس أحمد قمرالدين ورئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال توفيق دبوسي ونائب رئيس المجلس الوطني للإعلام الزميل إبراهيم عوض وشخصيّات وهيئات اجتماعيّة وتربوية وثقافيّة واقتصاديّة وقرأوا سورة الفاتحة عن روح الشهيد الكبير. وبالمناسبة، استذكرت شخصيّات سياسيّة وأحزاب وطنيّة وقوميّة مواقفه الوطنيّة.
وفي هذا الإطار قال وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى في بيان «ستة وثلاثون عاماً وهو في أعالي الوطن، أرزة تهزأ بالموت، وتخفقُ إيماناً بلبنان الواحد. رجلُ الدولة العفيفِ اللسان النظيف الكفّ، الملتزم بالمصلحة العامّة، وحدها من دون سواها، الحريص على انتمائه الوطني والعروبي، الساعي الدؤوب إلى السلام بين المواطنين والجاعل النزاهةَ سبيلَه ومقصدَه، لهذه الفضائل دبّروا قتله بتفجير الهواء به، فإذا دمه خريطة الطريق لمنع التقسيم وإنهاء الحرب الأهليّة. الرئيس الشهيد رشيد كرامي: باقٍ وأعمار الأشرار قصار».
ورأى عضو كتلة التنمية والتحرير النائب الدكتور قاسم هاشم في تصريح، أنّ «36 عاماً مرت وذكراه لا تزال حاضرة في الضمير والوجدان الوطني والعربي، لأن الرشيد كان عنواناً في الانتماء والهويّة الوطنيّة والعربيّة، وكان وما زال في حضوره والغياب مثالاً لرجل الدولة الملتزم مبادئ القيم الوطنيّة والأخلاقيّة».
واعتبر أنّ «الذكرى تأتي هذه السنة ولبنان في ظلّ تطورات وتحديات أحوج ما يكون إلى نهج وسيرة وقيمة استشهاده لمواجهة الأزمات وإنقاذ البلد من براثن الفساد وسلبيّات المذهبيّة وما تتركه من تداعيات، والتأسيس لوطن العدالة والكفاءة والمواطنيّة الحقيقيّة، وهي المبادئ التي دفع من أجلها حياته ليبقى لبنان وطن الوحدة والعروبة وإسقاط كلّ محاولات التجزئة والتفرقة، فاستحق أن يكون شهيداً للوحدة والحريّة والعدالة والعروبة، ولذلك خافوا من كبريائه وعنفوانه وصلابته، فأسقطوه جسداً لتبقى القيم التي ناضل من أجلها حيّة في ضمير الشرفاء، الذين ساروا على درب رشيد كرامي حفاظاً على قيم الدماء والشهادة، في زمن ضاعت فيه المبادئ وطغت العصبيّات والكيديّات والمصالح، فأين نحن اليوم من مصلحة لبنان واللبنانيين لنستحضر زمن الرجال لتفادي الأخطاء والبناء على الإرث والأصالة لحماية الوطن من الأخطار المحدقة به».
وأجرى الوزير السابق وديع الخازن اتصالاً بالنائب كرامي مواسياً ومستذكراً مزايا الشهيد رشيد كرامي. وقال الخازن في تصريح «نتذكّر الرئيس الشهيد رشيد كرامي ونقف بهيبة واحترام إجلالاً لهذا الكبير الذي ترك بصمات دامغة وعلامات فارقة في تاريخ لبنان. كان مدرسة وطنيّة متميّزة في جمع الصفّ وتوحيد الكلمة والتعالي عن التجاذبات السياسيّة وخصوماتها».
أضاف «لن ينساه اللبنانيون الوطنيّون، وسيبقى ماثلاً في ذاكرتهم لما كان له من إنجازات وطنيّة وحرص دائم على العيش المشترك وسعي دؤوب للحفاظ عل عروبة لبنان».
وأشار حزب الاتحاد في بيان، إلى أنّه «مرّة جديدة تعود علينا ذكرى استشهاد الرشيد الأليمة فيما المتهم بقتله حرّ طليق يحاول أن يظهر للبنانيين بثوب العفّة. لقد آمن الشهيد الكبير بالتعايش الإسلامي المسيحي في لبنان، وكان من مؤيّدي إلغاء الطائفيّة السياسيّة في لبنان وحارب، حتى الرمق الأخير، محاولات تقسيم لبنان وفكرة حالات حتماً».
وتابع «في ذكرى استشهاد الرجل الكبير والقائد الوطني الرئيس رشيد نستذكر حرصه على المال العام ومحاربته الفساد وعلاقاته العربيّة (…) وكانت أحد دروع لبنان ضدّ محاولات تقسيمه وخطفه إلى أحلاف مشبوهة»، مؤكّداً «ضرورة استلهام المبادىء الواضحة والثابتة التي اتخذها حفاظاً على وحدة لبنان وعروبته واستقلاله ووحدته، والعمل من خلالها لتثبيت فشل قاتليه الذين ظنّوا أنّهم باغتياله يمكن أن يُحقّقوا أهدافهم الخبيثة».
بدورها، اعتبرت «حركة الناصريين المستقلّين ـ المرابطون»، «أن استهداف الرئيس رشيد كرامي، في ذاك الزمن الرديء من تاريخ لبنان، هو مفصل مركزي في الصراع بين جبهة الحقّ والنضال، وبين جبهة الباطل الظلاميين والإرهابيين حلفاء القاتل المدعو سمير جعجع، والتي اندحرت مشاريعهم التقسيميّة في مختلف بقاع أمّتنا»، مؤكدةً «أنّنا لن نهن ولن نتخلّى عن دم الرشيد، أغلى الرجال وأشرف الناس، ونحن على يقين بأن الأيام المقبلة ستشهد سقوط العفو المزيف، الذي أخرج قاتله من السجن، بظلم كبير لنا نحن أحبّاء رشيد كرامي والشجرة الكراميّة الشريفة».
وتوجّهت الحركة إلى «آل كرامي الأعزّاء، والنائب فيصل كرامي، وإلى أهلنا في طرابلس، وأهلنا في لبنان، بأسمى آيات التعزية، مؤكدين أنّ الحقّ سينتصر، وإن طال الزمن لا بدّ للعدالة أن تتحقّق».
كما استذكر العديد من الفاعليّات والأحزاب والقوى السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة مواقف الرشيد الوطنيّة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى