أولى

ضغوط استعمارية ومواجهة عربية وإنسانية

‭}‬ معن بشور
بعد مرور أشهر على ما بدا أنه انفراج ومراجعة لعلاقات بعض الدول العربية، لا سيّما المملكة العربية السعودية، مع سورية يتساءل المواطن العربي الذي أفرحه ذلك الانفتاح على بلد عربي كسورية يعاني أهله معاناة حياتية قاسية من جرّاء حرب عالمية مستمرة منذ أكثر من 12 عاماً، واحتلالات سرقت قوت الشعب ونفطه وتسعى لتقسيم وطنه وأرضه، وتداعيات زلزال مدمّر في بداية هذا العام، يتساءل هل أعطت هذه الضغوط الأميركية والغربية والصهيونية مفاعيلها بفرملة ايّ ترجمة عملية لتلك الاتفاقات والانفراجات من شأنها ان تخفّف من وطأة الاوضاع القاسية على الانسان السوري الذي ادّعوا أنهم شنّوا حرباً بهذا الحجم على بلاده لإنقاذه.
مؤشرات عدة تشير الى هذه الضغوط لعلّ أبرزها تصريحات كبار المسؤولين في واشنطن وجولاتهم في المنطقة، وموقف الاتحاد الأوروبي الرافض لعودة النازحين السوريين الى بلادهم، لا سيّما من لبنان، للضغط على سورية ولبنان معاً، ناهيك عن تعثّر المساعي الروسية والإيرانية لإيجاد حلّ للاحتلال التركي في شمال سورية، وإصرار واشنطن على إغلاق كلّ المعابر بين سورية والعراق.
وسواء نجحت هذه الضغوط في استمرار الحصار على سورية، ومعها لبنان الممنوع من الحصول على الكهرباء من الأردن والغاز من مصر، أم لم تنجح أمام إرادة عربية بدأت تتحرر من أسر التبعية للغرب… فإنّ سورية المستقلة، ولبنان المقاوم، أقوى من السقوط أمام هذه المحاولات التي لا يمكن وصفها إلاّ كجرائم ضدّ الإنسانية وجرائم حرب..
وللردّ على هذه الضغوط لا بدّ من أمرين رئيسيين، أولهما قيام مقاومة شعبية سورية وعربية ضدّ الاحتلالات غير القانونية وغير الشرعية لأراضي وموارد سورية، خصوصاً في ظلّ موازين قوى متغيّرة، سواء عبر محور المقاومة المتنامي في الإقليم، او عبر المشهد الدولي الممتدّ من قلب أوروبا حتى تايوان.
الأمر الثاني تكثيف التحركات الشعبية العربية والدولية لكسر الحصار على سورية عبر نضال سياسي واقتصادي وقانوني وإعلامي في الوطن العربي وعلى مستوى العالم كله والذي أطلق شرارته الأولى المؤتمر العربي العام من خلال الحملة الشعبية العربية والدولية، والذي عبّر عن نفسه عبر ملتقيات ومنتديات ووقفات ودعاوى قانونية وعبر حملات إغاثية شبابية وسياسية، وآخرها زيارة الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي ولقاؤها الرئيس الدكتور بشار الأسد والتي أثارت حملات متناقضة في مصادرها، تشير الى حجم الانزعاج من حصول هذه الزيارة..
انّ مواجهة الضغوط الاستعمارية لمنع ترجمة مفاعيل الانفراجات في العلاقات العربية ـ العربية، والعلاقات العربية ـ الإسلامية هو اليوم مهمة كلّ شرفاء الأمة وأحرار العالم المدركة أنّ الحرب على سورية المقرونة بالحصار والاحتلال هي حرب عالمية من واجب كافة قوى التحرر العربي والعالمي الانخراط فيها نصرة للحقّ والعدالة والاستقلال والكرامة الإنسانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى