أولى

13 أيلول: أوسلو وطريق المطار

في 13 أيلول 1993 تم الإعلان عن توقيع اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة كيان الاحتلال، واحتجاجاً على ما يمثله الاتفاق من تفريط بالحقوق الفلسطينية، وإلحاق الأذى بالقضية الفلسطينية، نظّم حزب الله تظاهرة سلمية على طريق المطار انتهت بمجزرة بحق المتظاهرين، سقط بنتيجتها العشرات شهداء وجرحى.
نستعيد هذا التاريخ بعد مرور ثلاثين سنة، لنسأل عن المعاني والعبر والدروس، ومرور هذه المدة كان كافياً لتظهير موقع الصواب والخطأ في مقاربة اتفاق أوسلو، حيث لم يعد أحد يجرؤ اليوم على التحدّث عن الاتفاق كمدخل لحلّ للقضية الفلسطينية يضمن استعادة الحد الأدنى من الحقوق. فلم يبق من الاتفاق إلا تشغيل أجهزة الأمن الفلسطينية عند الاحتلال في ملاحقة المقاومين، كما كان جيش العميل أنطوان لحد يخدم الاحتلال في جنوب لبنان قبل التحرير، أما الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس التي قيل إنها توضع تدريجياً تحت سيطرة السلطة الفلسطينية فقد نهشها الاستيطان والجدار، ولم يبق منها باعتراف الأمم المتحدة أي شيء يبشر بإمكانية الحديث عن دولة فلسطينية.
المقاومة خياراً وحيداً في مواجهة الاحتلال، لم تعد مجرد وصفة تخصّ عقائدياً المؤمنين بالمقاومة، أو الذين لا يرون فرصاً للتسوية مع كيان الاحتلال. فالشعب الفلسطيني والشباب الفلسطيني على قناعة واضحة راسخة أن لا أمل يرتجى من الرهان على حلول تفاوضية وسياسية، وأن المقاومة طريق وحيد لنيل الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية.
هذا ما كان يهتف له المتظاهرون الذي لبوا دعوة حزب الله قبل ثلاثين سنة، وسقط منهم جرحى وشهداء، وكان تصرّف حزب الله بالعض على الجراح وتحمل الآلام والدماء، مسجلا للتاريخ موقفه، بالتمسك بخيار المقاومة من جهة، وعدم تعريض السلم الأهلي في لبنان من جهة أخرى، واليوم كل من هاتين الحقيقتين لا تحتاج الى أدلة إثبات لمكانتها كأولوية.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى