الوطن

مأتم حاشد للعبد الله في الخيام وسط تنديد واسع باستهداف «إسرائيل» للصحافيين

في مأتم مهيب حاشد، ودّعت بلدة الخيام الجنوبيّة، الزميل المصوِّر الشهيد عصام العبدالله، الذي استُشهد يوم الجمعة الماضي، أثناء قيامه بواجبه الصحافيّ، مع مجموعة من الصحافيين في بلدة علما الشعب، بعد استهدافهم بقصف “إسرائيليّ” أسفرَ عن إصابة عدد من الزملاء بجروح.
واستُقبل جثمان الشهيد ملفوفاً بالعلم اللبنانيّ، برش الأرُز والورود وصوت الزغاريد، وجاب به أهله ومحبّوه طُرُق البلدة محمولاً على الأكفّ، وسط الحزن الشديد.
وبعد الصلاة، نقل جثمانه من منزله في الخيام إلى جبّانة البلدة.
وشارك في التشييع حشدٌ كبير من الإعلاميين والسياسيين وفاعليّات المنطقة وأبناؤها الذين دانوا الاعتداء السافر على الجسم الإعلاميّ.
كما شارك المدير العام لوزارة الإعلام الدكتور حسّان فلحة على رأس وفد من الوزارة بمراسم التشييع في الخيام وقدّم التعازي باسم وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري وموظّفي الوزارة، وأشاد بـ”عطاءات الراحل وأخلاقه الحميدة” وطالب بـ”إدانة إسرائيل على هذه الجريمة النكراء التي اقترفتها عن قصد، وهي جريمة يجب أن تُحاسَب عليها لأنّها تُخالف حقوق الإنسان وكلّ الأنظمة الدوليّة، وهي تُحاول أن تكتم الصوت وتشوِّه الحقائق وتمنع نقل الصورة الحقيقيّة عن الواقع الذي نعيشه”. وأكّد أنّنا “ندعم كلّ مقاومة ضدّ أيّ احتلال من أجل كل إنسان. ونحن في وزارة الإعلام نقف إلى جانب الصحافيين والإعلاميين في أداء مهمّاتهم”.
ردود فعل مُستنكِرة الجريمة
في غضون ذلك، تواصلت ردود الفعل المُندِّدة بالجريمة وأجرى الرئيس ميشال عون اتصالاً هاتفيّاً بعائلة الشهيد العبدالله، مقدّماً التعازي باستشهاده. وأكّد «أنّ استهداف العدوّ الإسرائيليّ لعصام ورفاقه الإعلاميين، الذين من المفروض أن يكونوا محميين بحصانة القانون الدولي، هو محاولة مكشوفة في مخطّط إسرائيل المستمرّ في طمس الحقائق عن عدوانها ضدّ الشعب الفلسطينيّ والأراضي اللبنانيّة». ونوّه عون “بما قدّمه الشهيد عصام في مسيرته الإعلاميّة وشهادته بالكاميرا والصورة للحقيقة”.
ونعى وزير الثقافة محمد وسام المرتضى، العبدالله وقال “عصام العبدالله ابن بلدة ‎الخيام الأبيّة، بطلٌ ارتقى إلى رتبة شهيد.» وتابع “كان النموذج البهيّ عن الإعلام الحرّ الشريف، وقد استهدفه الصهاينة الحاقدون أعداء الإنسانيّة لانّه كان يؤدّي رسالته صوتاً مدوّياً للحقّ في وجههم وعدسةً توثّق إرتكاباتهم وجرائمهم وتنقلها للرأيّ العام، مشيراً إلى أنّ “الشهيد عصام العبدالله ضحيّةٌ من ضحايا إجرام آلة الحرب العدوانية الإسرائيلية، لا يحجب هذه الحقيقة الثابتة أو يتنكّر لها إلاّ الصهاينة وعملاؤهم.»
وأردف “رحم الله شهيدنا وألهم ذويه ومحبّيه الصبر والسلوان والرجاء بأنّ دماءه العزيزة الطاهرة لن تذهب هدراً بل ستكون النبراس المُنير لطريق العزّة والحقّ والحريّة والتحرير.»
وختم “السلام على روحك الشابة الطيّبة المقدامة كروح شيرين… وسلامٌ منّا عبرك فاوصله إليها”.
وكتب النائب السابق وليد جنبلاط عبر حسابه على منصة “إكس”: “رحمة الله عليك يا شهيد الصحافة يا شهيد الحقيقة”. وأضاف، “كم القافلة طويلة من شيرين أبو عاقلة إلى عصام العبدالله لهؤلاء الفدائيين الذين تغتالهم إسرائيل لإخفاء جرائمها”.
ورأى عضو كتلة التنمية والتحرير النائب الدكتور قاسم هاشم، أنّ “استهداف العدوّ الإسرائيليّ للإعلاميين لم يكن مستغرباً لأنّ الطبيعة الهمجيّة والعدوانيّة تجعله متفلتاً من كلّ القيم والمواثيق والعدوّ الذي يحظى اليوم بدعم المجتمع الدولي بكلّ مسمّياته ومستوياته، لن يتوانى عن ارتكاباته العدوانيّة وهو يُمارس همجيّته غير آبه بإظهار صورته البشعة القذرة لأنّ هذا العالم منحاز إلى الكيان الصهيونيّ حتى لو لم يبق عربيّاً على وجه الأرض”.
وتابع “يبقى السؤال أين العرب والمسلمون مما يُصيب الفلسطينيين وإلى متى الصمت المريب. ألم يسمع القادة والشعب العربيّ استغاثة النساء والأطفال وأين النخوة والضمير؟”.
ودان النائب السابق إميل رحمة، اعتداء “إسرائيل” على الصحافيين والمصوّرين في الجنوب، معتبراً أنّ “إسرائيل قامت بجريمة موصوفة ومتعمّدة عن سابق تصور وتصميم، وهي جريمة يُعاقب عليها القانون الدولي”.
من جهته، تمنّى نقيب محرِّري الصحافة جوزف القصيفي الشفاء العاجل للزملاء الصحافيين اللبنانيين والعرب والأجانب “الذين طاولتهم آلة الإجرام الإسرائيليّة عن سابق تصور وتصميم، أثناء قيامهم بواجبهم المهنيّ لنقل الصورة الحقيقيّة لما يحصل في جنوب لبنان وتوثيق جرائم العدو الإسرائيليّ المستمرّة صورةً وصوتاً وكتابة”.
وأكد أنّ “نقابة محرِّري الصحافة اللبنانيّة أحاطت الاتحاد العام للصحافيين العرب، الاتحاد الدوليّ للصحافيين، والاتحاد العام لصحافيي آسيا بالعدوان المتكرّر والمتعمَّد للجيش الإسرائيليّ على الحدود اللبنانيّة واستهداف الصحافيين والإعلاميين والمصوّرين الذي ارتقى أحدهم وهو المصوّر في وكالة “ رويترز” المغفور له عصام العبدالله شهيد الواجب الوطنيّ والمهنيّ”. وإضاف “إنّ النقابة أعلمت الاتحادات المذكورة باستشهاد العبدالله، كما أرسلت لائحة إسميّة بالمصابين في الاعتداء الإسرائيليّ” يوم الجمعة وهم: إيلي براخيا مراسل الجزيرة، كريستينا عاصي مراسلةAFP ، كارمن جوخدار مراسلة قناة الجزيرة، الإعلامي العراقي ماهر محمد عبد اللطيف من وكالة رويترز، الإعلامي العراقي ثائر زهير كاظم من وكالة رويترز والصحافي الأميركيّ ديلين كولينز”.
وأسف القصيفي لـ”تعاطي بعض وسائل الإعلام الدوليّة مع إيراد خبر الاعتداء الإسرائيليّ على الزميلات والزملاء بإغفال ذكر الجهة المسؤولة أو الفاعل. وهذا الأمر ليس فيه ذرّة من الحسّ الإنسانيّ والالتزام المهنيّ السليم”.
ودانت العلاقات الإعلاميّة في حزب الله “الانحياز الأعمى والتجاهل المقصود والمتعمّد من قبل الأمين العام للأمم المتحدة وقوات يونيفيل في لبنان، ومن قبل الناطق الرسميّ باسم البيت الأبيض، ومن قبل وكالة رويترز العالميّة، ومن قبل عدد من وسائل الإعلام العالميّة، الذين امتنعوا عمداً عن تسمية اسم الجهة التي أطلقت النار وقتلت الصحافيّ الشهيد عصام خليل العبدالله وجرحت عدداً آخر من الصحافيين من جنسيات متعدّدة”.
وقالت في بيان “إنّ إسرائيل هي الجهة المعتدية التي قتلت الصحافيّ عصام العبدالله بشكل واضح وقاطع لا ريب فيه وأمام مرآى ومسمع الصحافيين المحليين والعالميين الذين كانوا موجودين عند حصول الاعتداء. إن التجاهل المقصود والمرفوض هو من أجل عدم إدانة العدو الإسرائيليّ والاستمرار في حملة التضليل والتزوير التي تقودها الولايات المتحدة وحلفاؤها في المؤسّسات الإعلاميّة الدولية لمصلحة العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطينيّ المظلوم”. وطالبت “هذه المؤسسات وجميع الإعلاميين الأحرار بكشف هذه الحقيقة الساطعة وإدانة المجرم الذي يقتل الصحافيين، إدانة واضحة وصريحة وهو العدوّ الصهيونيّ”.
ودان الأمين العام لـ”التيّار الأسعدي” المحامي معن الاسعد في تصريح، استهداف العدوّ الصهيونيّ للاعلاميين في الجنوب “الذين يقومون بواجبهم الإعلامي والمهنيّ والوطنيّ”، مؤكّداً أنّ “إرهاب هذا العدوّ وهمجيته لن يثنيا الإعلاميين عن القيام بواجبهم ونقل ما يرتبكه هذا العدوّ من جرائم وقتل وتدمير وتهجير للمدنيين في غزة ولبنان”، معتبراً أنّ “إجرام هذا العدوّ ليس جديداً لأنّ تاريخه وسجله حافلان بالمجازر والفظائع منذ ما يقارب الـ75عاماً”.
ودعا إلى حملة “إدانة واسعة ضدّ هذا العدو الصهيوني الوحشيّ المتغطرس في كلّ المحافل الدوليّة ومحاسبته على جرائمه التي تُرتكب بحقّ الشعوب والإنسانية جمعاء”، وتقدم الاسعد بتعازيه من عائلة الشهيد العبدالله ومن زملائه الإعلاميين، متمنيّاً الشفاء العاجل للجرحى.
واستنكر نائب أمين عام حركة “النضال اللبنانيّ العربيّ” طارق سليم الداود “بشدّة الاعتداء على الإعلاميين”، واصفاً هذا العمل بـ”الجبان” وأنّه “جريمة حرب جديدة تُضاف إلى سجلّ العدوّ الصهيونيّ الحافل بالإجرام والقتل، والذي يتمادى في الاعتداء على أهلنا في فلسطين”.
وتقدّم الداود من عائلة العبد الله وزملائه، ومن الجسم الإعلاميّ عموماً ومن عائلات الشهداء في “المقاومة الإسلاميّة” بأحر التعازي، معلناً أنّه “أصبح لدينا الجهوزيّة اللوجستيّة التامّة لاستقبال أهلنا في حال تعرُّض جنوب لبنان لأيّ عملية عسكرية أو حادث أمنيّ أو خطر”.
وشدّدت مديريّة الإعلام في الحزب الديمقراطيّ على أنذ “العدو يمعن يوما بعد يوم في إظهار صورته الإجرامية أمام العالم متجاوزاً كلّ الأعراف والقوانين والشرائع الدوليّة، فرغم إستهدافه للمدنيين بطريقة لا يقبلها أي شرع أو دين من خلال جرائمه بحقّ أهلنا في غزّة، يقوم باستهداف الإعلاميين الذين ينقلون صورة الحقيقة في ظلّ سكوت عالميّ متواطئ على تلك الجرائم”.
ودانت المجموعة اللبنانيّة للإعلام – قناة المنار وإذاعة النور “العدوان الصهيونيّ السافر الذي استهدف الفرق الإعلامية التي كانت تقوم بواجبها المهنيّ في بلدة علما الشعب الجنوبيّة”، و”تقدمت من المؤسسات الزميلة ومن الجسم الإعلاميّ وعائلة الشهيد الزميل العبد الله باحرّ التعازي، كما تمنّت الشفاء العاجل للزملاء الجرحى”، مؤكّدةً أنّ “هذا العدوان لن يثني الجسم الصحفيّ عن أداء واجبه بنقل الحقيقة وفضح العدوان الصهيونيّ وإجرامه”.
وحيّا رئيس “تيّار صرخة وطن” جهاد ذبيان، دماء الشهيد العبدالله ورأى أنّ “ما يُضاعف من هذه الجريمة النكراء تغاضي الأمم المتحدة وقوات يونيفيل وبعض الإعلام الغربيّ عن تحديد هوية المجرم والقاتل، في محاولة مكشوفة للتغطية على جرائم العدوّ”.
واعتبرت أمانة الإعلام في حزب “التوحيد العربي” “أنّ التعرض للإعلاميين الذين ينقلون صور العدوان وجرائمه الوحشيّة بحقّ المدنيين والأبرياء هو خرق واضح للأعراف والقوانين الدوليّة ويأتي استكمالاً للهمجيّة الصهيونيّة في استهداف أهلنا المدنيين في غزّة بطريقة لا تقبلها كلّ الشرائع الإنسانية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى