الوطن

الجنوب: مسيرة بحريّة ووعدٌ بنصرٍ قريب

شهدت مدن وقرى الجنوب العديد من التظاهرات والاعتصامات الحاشدة نصرةً لأهالي غزّة والضفّة الغربيّة والقدس. ونظّمت “حركة حماس” مسيرة جماهيريّة انطلقت من ساحة الشهداء نحو ساحة النجمة، حمل المشاركون فيها الأعلام الفلسطينّية وردّدوا شعارات مندِّدة بالجرائم والمجازر “الإسرائيليّة”، ودعوا لتكثيف الضربات الصاروخيّة على “تل أبيب”.
وفي ختام المسيرة ألقى ممثل «حماس» في لبنان أحمد عبد الهادي كلمة أكّد فيها أنّ الآلاف من مقاتلي «حماس» جاهزون لمواجهة العدوّ إذا ما فكّر بالقيام بعمليّة عسكرية بريّة، مشدّداً على ضرورة أن يقف الشعب الفلسطينيّ كلّه خلف المقاومة ضدّ الاحتلال. ودعا الشعوب العربيّة للانتفاض ودعم فلسطين والتنديد بالمجازر الوحشيّة التي تطال المدنيين الأبرياء. كما دعا لإقفال السفارات “الإسرائيليّة” في دول العالم ووقف أي عملية تطبيع مع الاحتلال الإسرائيليّ”.
بدوره، نظّم اتحاد نقابات عمّال فلسطين – فرع لبنان ونقابة الصيّادين في الجنوب وقفة تضامن مع أهالي غزّة والضفة الغربيّة والقدس والأقصى وفلسطين، في المسمكة البحريّة – ميناء صيدا، شارك فيها النائب عبد الرحمن البزري، ممثل النائب أسامة سعد أحمد مستو، الأمين العام للاتحاد العام لعمّال فلسطين عبد القادر عبد الله، ممثل أمين سر الساحة لحركة “فتح” ومنظمة التحرير الفلسطينيّة فتحي أبو العردات ونقابيّون وممثلو الأحزاب الوطنيّة والإسلاميّة اللبنانية والفلسطينية وحشد من أبناء مدينة صيدا ومخيّماتها.
وأشار الاتحاد في بيان، إلى أنّها “وقفة دعم للمقاومة الفلسطينيّة التي تواجه العين بالمخرز، تواجه آلة الحرب الصهيوأميركيّة المدعومة من الولايات المتحدة الأميركيّة وحلفائها، واستنكاراً للصمت الدوليّ تجاه المجازر والانتهاكات على مدار 14 يوماً حيث تُقصَف الأبراج والمباني والمؤسّسات ومراكز الإيواء والدفاع المدنيّ، والمستشفيات والمسعفون أمام مرأى ومسمع كلّ العالم الذي بات لا يُحرِّك ساكناً تجاه أبناء شعب فلسطين، بل يدعم الاحتلال بكلّ الإمكانات من معدّات وأسلحة وصواريخ تقصف المدنيين”.
وكان مسيرٌ بحريّ رمزيّ بالمراكب التي صعد إليها المتضامنون رافعين أعلام فلسطين ولبنان في رسالة إلى العالم بأنّ هناك “شعباً يستغيث الحرية والاستقلال”.
وأقام اتحادا بلديّات إقليم التفاح وجبل الريحان وقفةً في معلم مليتا السياحيّ في إقليم التفاح “استنكاراً للمجازر الصهيونيّة في غزّة والظلم الأميركيّ والتواطؤ الدوليّ”، شارك فيها عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فيّاض، رئيس اتحاد علماء المقاومة الشيخ ماهر حمّود، ممثل حركة “حماس” الدكتور أحمد عبد الهادي، ممثل حركة “الجهاد الإسلاميّ” إحسان عطايا، وحشد من الشخصيّات وقيادات ووفود من المخيّمات الفلسطينيّة في لبنان وعوائل الشهداء والهيئات النسائيّة”.
ورُفعت في الوقفة الأعلام الفلسطينيّة ورايات المقاومة وصور للشهداء الأطفال في غزّة ولافتات تُندِّد بالعدوان “الإسرائيليّ” على غزّة، واستُهلّت برفع العلم الفلسطينيّ على سارية ضخمة في المعلم.
بعد كلمة تعريف من الزميل عماد عواضة، ألقى رئيس اتحاد بلديّات إقليم التفاح بلال شحادي كلمة قال فيها “أمام هول الجرائم الإسرائيليّة التي تُرتكب في غزّة لا يُمكن إلاّ أن نجهر بموقفنا وأن نفخر بمقاومتنا”.
وكانت كلمة للشيخ حمّود، قال فيها “مهما كانت التضحيات غالية وباهظة، لكن النتيجة محسومة. فابشروا أيّها المجاهدون وابشروا أيّها الباذلون وابشروا ايها الفدائيون أنّ النصر قريب، وأنّ مشهدَ المسلم يُقبِل في فلسطين فيما اليهوديّ يفرُّ خلف الشجر والحجر بات قريباً، وسنرى مشهد فرارهم قريباً. وما قام به المجاهدون في غزّة هي أولى الخطوات وسيليها خطوات قريبة والنهاية قريبة لكي ندخل بعد ذلك المسجد الأقصى”.
بدوره أكّد عبد الهادي أنّ “طوفان الأقصى سيُغيّر وجه التاريخ، لأن غزّة بدأت تكتب تاريخ العزّة والكرامة والانتصار، وطوفان الأقصى سيُغيّر قواعد الصراع مع هذا الاحتلال ويُغيّر المعادلات، وسنصنع مع المقاومة الإسلاميّة في لبنان معادلات ردع قويّة”.
كما كانت كلمة باسم عوائل الشهداء في فلسطين ولبنان، تلاها كلمة عطايا قال فيها “إنّ المقاومة لا تخشى هذا العدو مهما طال أمد المعركة ومهما اشتدت مجازر المحتلّ ومهما دمّرته آلته الإرهابيّة المساجد والكنائس والمستشفيات والمباني. سننتصر كما انتصرنا مع لبنان عام 2006 وسنلتقي قريباً في المسجد الأقصى وعلى كلّ تراب فلسطين الزكيّ، وإنّ المعركة الفاصلة لن تكون بعيدة ونراها قريباً والنصر حليفنا”.
وختاماّ كانت كلمة للنائب فيّاض باسم حزب الله فقال “أمام الهمجيّة الصهيونيّة التي تُمارَس بحق أهلنا في غزّة، لا خيار أمامنا إلاّ المقاومة، لأنّ كلّ الرهانات على المجتمع الدوليّ وعلى القرارات الدوليّة وعلى المنظّمات الدوليّة إنّما هو رهان خداع ونحر للذات”.
وأكد “أنّ المقاومة تتحرّك وفقاً لسلّم متدرِّج من الخيارات، الحدّ الأدنى فيه هو الحفاظ على قواعد الاشتباك والتوازن مع العدوّ الإسرائيليّ وهذه هي المرحلة التي نمرّ بها الآن، والتي يشكل فيها عنوان استنزاف العدوّ وإنهاكه طبيعة هذه المرحلة وعنوانها. لكن المقاومة جاهزة لكلّ الخيارات الأخرى صعوداً إلى أبعد مستوى، إلى هذا الأفق المفتوح للصراع”.
وتابع “نحن لا نستهين بمقدّرات العدوّ ولا بحجم الدعم الأميركيّ والغربيّ له ونُدرك تماماً حجم التعقيدات والحساسيّات التي تُحيط بمعادلات الصراع ومساراته، لكن رغم كلّ ذلك نحن واثقون من قدرة مجاهدينا ومن إمكانات هذه المقاومة ومن وحدة هذه الساحات وتكاملها وواثقون من احتضان الشعوب العربيّة والإسلاميّة لخيار المقاومة وواثقون بإرادة مقاومينا وبنصر الله الذي وعدنا به. لذلك هي أيّام مجيدة وانتظروا انتصار المقاومة وانتظروا هذا الفجر المشرق الذي سيبزغ في فلسطين”.
كذلك، نظّم “العمل الجماهيريّ في حركة حماس”، وقفةً في تجمّع الشبريحا في منطقة صور، بحضور ممثلين عن الفصائل الفلسطينيّة والأحزاب اللبنانيّة واللجان والفاعليات الشعبيّة، وحشد من أهالي التجمُّع.
وأُلقيت كلمات أكّدت أنّ “المقاومة ما زالت متحكّمة بقيادة المعركة وتُديرها بكل حكمة واقتدار” وأشادت بـ”بسالة وصمود شعبنا الفلسطينيّ في غزّة الأبية، الذي رفض كلّ محاولات التهجير رغم كلّ آليات التخويف والترهيب”، مشدّدةً على “أنّ شعبنا متجذّر بأرضه ولن يتنازل عنها مهما بلغت التضحيات”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى