أولى

الاحتمالات المفتوحة

– قرأ قادة الكيان بتمعن كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وقرأوا وأعادوا القراءة عدة مرات الفقرة الخاصة بالاحتمالات المفتوحة، خصوصاً ما يتصل منها بمراقبة سلوك جيش الاحتلال على جبهة الحدود الجنوبية، وبصورة أخصّ ما يتصل بالمدنيين منها، ونحن اليوم أمام تطوّر يفعّل معادلة الاحتمالات المفتوحة ما لم يقم جيش الاحتلال بتلقي الضربات التي تسدّدها المقاومة ثأراً لدماء الشهداء المدنيين الذين ارتقوا باعتداءات متوحشة من جيش الاحتلال، وفي مقدمتهم العائلة الجنوبية المكوّنة من جدة وثلاث حفيدات في عمر الورود.
– استشهاد سميرة عبد الحسن أيوب، وحفيداتها ريماس وتالين وايناس، إضافة إلى جرح الوالدة هدى عبد النبي حجازي، اعتداء آثم لم تنته فصول الثأر للدماء التي قام العدو بسفكها، وقد شهدنا إطلاق صواريخ متعددة الاتجاهات والعمق والأهداف، ومعادلة المدنيين معروفة عند العدو، مدني بمدني أو على الأقل بعدما رحل المستوطنون، دماء بدماء وأرواح بأرواح، ما يعني أن على قيادة جيش الاحتلال تقبل خسارة عدد من جنودها يتيح للمقاومة العودة إلى القواعد الجديدة التي رسمتها منذ بدء تفعيلها لجبهة الحدود تحت عنوان الحق بتحرير مزارع شبعا المحتلة والتضامن مع غزة.
– اللبنانيّون كشعب وحكومة وهيئات روحيّة وتربويّة ونقابيّة وثقافيّة عبروا عن تضامنهم مع العائلة المنكوبة بخسارة فلذات الأكباد وجدّتهن، كما عبروا عن وقوفهم مع المقاومة في ردّها على الاعتداء، والمقاومة التي أظهرت حرصها على تجنيب لبنان الذهاب الى حرب واسعة إلا عندما يكون ذلك قد أصبح ضرورة وجودية، تستحق التفويض لفعل ما تراه مناسباً لمنع الاحتلال من استغلال الحكمة لتحويلها إلى نقطة ضعف، وفرض قواعد جديدة في الصراع. والضمانة الوحيدة هنا هي حجم التكلفة التي يدفعها كيان الاحتلال ثمناً لكل تجاوز.
– عظمة هذه المقاومة هي في جمعها المبدع بين حكمتها وشجاعتها، ولا يستطيع أحد التجزئة بينهما، فلا تستطيع أن تكون مع حكمة المقاومة وضد شجاعتها فتحوّل حكمتها الى جبن وتراجع، ويدفع لبنان ثمن الضعف. كما لا تستطيع أن تؤيد شجاعتها وتعترض على حكمتها، فتحوّل شجاعتها الى تهور يدفع لبنان ثمنه.
– هذه المقاومة بحكمتها وشجاعتها هي وحدها من يستحق تفويضاً مفتوحاً بلا شروط، وهي لا تزاحم أحداً على قرار السلم والحرب، وهو قرار لا يزال مصادراً من جيش الاحتلال، يقف لبنان فيه على ضفة الدفاع، والمقاومة ركن من أركان معادلة الدفاع إلى جانب الشعب والجيش.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى