أخيرة

دبوس

السلاح التقليدي وإرادة الهيمنة

في المختبرات، وفي مراكز البحث والتطوير، يجهدون ويبذلون الوقت والمال ويعتصرون عقولهم المريضة لإنتاج كلّ ما يتفتّق عنه ذلك العقل المريض من مقدرة هائلة على التدمير والقتل، ولا يثنيهم عن ذلك السعي الدؤوب أيّ خطوط أخلاقية حمراء أو خضراء أو زرقاء…
لقد أدرك الوحش مبكّراً، ومنذ ان ألقى قنبلتي هيروشيما وناغازاكي وبحجة حقن الدماء، تصوّروا انّ هذا الوحش قتل نصف مليون إنسان في ثانية واحدة «حقناً للدماء”، أدرك الوحش انّ هذا السلاح لن يكون متاحاً للاستعمال بعد ذلك بسبب قدرته التدميرية الهائلة، والتي ستستدعي ردّ فعل عارم من قبل المجتمع الدولي، فسعى من فوره نحو تطوير الأسلحة التقليدية لإحداث دمار مماثل أو شبه مماثل من دون استدراج الإدانة والاصطفاف الدولي ضدّ هذا النهج، فشرع في تطوير المقدرة النارية لتحدث الدمار الشامل المطلوب، ولكن باستخدام النمط التقليدي من السلاح سواءً في القوة التدميرية، او بالوسائط الناقلة لهذه القوة التدميرية بالكفاءة المطلوبة من حيث السرعة والدقة!
ديدَن هذا الوحش هو السعي الدائب دائماً لقتل الآخر والتفنّن في هذا القتل، منذ أن أدرك أنّ السلاح النووي أصبح سلاحاً ستاتيكياً إلا في حالة اشتعال حرب عالمية ثالثة، طفق يطوّر في السلاح الكلاسيكي لكي يحدث أكبر قدر من التقتيل والتدمير، وهذه دعوة للشعوب المستضعفة لكي تطوّر من قدراتها على ردع كلّ هذا التغوّل الصهيو انجلوساكسوني، وهم لا يمتلكون أيّ خيار آخر.
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى