أخيرة

دردشة صباحية

فرحُ الربيع
‭}‬ يكتبها الياس عشي
بين دمعة ودمعة ارتفعتِ الزغاريد، وعلا التصفيق، وصدحت أناشيد الحياة، وجاؤوا من كلّ مكان للمشاركة في وداع من آمن بأنّ الموت شرط لانتصار القضايا الكبيرة، وبأنّ «الحياة كلَّها وقفة عزّ فقط»، وبأنّ غزّة تؤسّس لذاكرة جديدة، وترسم خرائطَ بألوان بهيّة، وأسلوب آخر، خرائط لم تعرفْها، من قبلُ، مدن الصفيح، ولا مدن الرمل، ولا زواريب العمالة.
استشهاد فرح عمر وربيع معماري وحسين عقيل يختصر مشهد الاغتيالات التي تتقنها الصهيونية منذ أنِ اخترعت إلهاً لها وسمّته «يهوه»! وإلّا كيف نفسّر اغتيال إعلاميَّيْن سلاحهما كاميرا وميكروفون؟
منذ عام، أو أكثر، كتبت:
إنّ «إسرائيل» لا تريد سلاماً إلّا بشروطها، ولا تعايشاً إلا تحت حرابها، ولا إيماناً إلّا من خلال تلمودها، ولا إلهاً إلّا «يهوه» الذي لا تثير شاهيته إلّا رائحة الدم، ولا يتألّه إلّا بالمجازر».
واليوم، وقد تعمّد جنوب لبنان، بهذين الإعلاميّين فرح وربيع ومعهما حسين، سنرى مشاتل من الياسمين، وحقولاً من شقائق النعمان، وقاماتٍ من النسور، تُطلّ برأسها لتقرأ ملحمة أخرى من ملاحم البطولة النقيّة لها عنوان واحد:
«فرحُ الربيع»!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى