أولى

جيش الاحتلال يقاتل بأجيال حرب القرن الماضي

قدّمت حرب أنصار الله في اليمن نموذج الحرب الجديد من جيل القرن الحادي والعشرين، وهو النموذج الذي تكرّست مكانته الحاسمة في حرب أوكرانيا، وإذا كانت حرب اليمن محدودة الشركاء والجغرافيا، فإن حرب أوكرانيا هي حرب بين روسيا من جهة وحلف الناتو من جهة أخرى، على الأقلّ من زاوية الأسلحة، وقد قالت بوضوح ما قالته حرب اليمن، عن نهاية جيل حروب القرن العشرين.
تميّزت حروب القرن العشرين بأنها حروب ثلاثيّة تسليح قوامها، الطائرة النفاثة والدبابة الثقيلة ومدفعيّة الميدان، وقد قاتل الجيش الأميركي في حروب القرن العشرين ومثله الجيش السوفياتي بالاستناد إلى امتلاك أضخم ترسانة ممكنة من أحدث تقنيات هذه الثلاثيّة، ودار سباق التسلح على تحديث هذه الثلاثيّة وتطويرها، وابتكار مضادات أشدّ فعالية لها، حتى جاءت حرب اليمن حيث وضع أنصار الله ثلاثيّة بديلة مكانها، هي الطائرة المسيّرة والصاروخ الدقيق ومشاة البر، ورغم ضخامة الترسانات الروسيّة والغربية وتخمتها بالطائرات والدبابات والمدافع، فإننا رغم حضور الطيران الحربي والدبابات في الحرب، فقد بقي هذا الحضور كحامل للصواريخ ليس أكثر، بحيث لم نشهد حرباً جوية تتساقط خلالها الطائرات من الأجواء، ولا حرب دبابات كالتي شهدتها الحرب العالمية الثانية.
يتقابل في غزة الجيلان، فيقاتل جيش الاحتلال وفق مدرسة تقليديّة تتمسّك بأجيال الحرب القديمة الباقية من القرن الماضي، معتمداً على الطائرة والدبابة والمدفع، بينما تقاتل المقاومة بالاعتماد على الصاروخ الموجّه والطائرة المسيّرة ومشاة البر، المنتمية إلى أجيال حروب القرن الجديد، ولعله من المفيد الانتباه الى أنه عندما أراد المنازلة في حروب مشاة البر، خسر الكثير، وخرج ضباطه يقولون إن تغيير التكتيك سبّب الخسارة، وأوضحوا أن جيشهم هو جيش الدبابة والطائرة وليس جيش المشاة.
كلّما مرّ المزيد من الوقت يظهر أن جيش الاحتلال ينتمي الى زمن مضى، وأن المقاومة تنتمي الى الغد الآتي حكماً.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى