الوطن

استشهاد القائد صالح العاروري باعتداء صهيونيّ غادر في الضاحية الجنوبية ومواقف ندَّدت بالجريمة وتوعّدت بالردّ ولبنان يتقدّم بشكوى لمجلس الأمن

في اعتداء صهيونيّ جبان وغادر، تجاوز كل الخطوط الحمر وقواعد الاشتباك، انتهك العدوّ بعد ظهرأمس، السيادة اللبنانيّة بعمق ضارباً بعرض الحائط القرار 1701، استُشهد نائب رئيس المكتب السياسيّ لحركة حماس الشيخ صالح العاروري في غارة «إسرائيليّة» في منطقطة المشرفيّة بالضاحية الجنوبيّة لبيروت.
وأُفيد أنّ مسيّرة «إسرائيليّة» معادية استهدفت مكتباً لحركة «حماس» في المشرفيّة قرب «حلويات الشرق»، فيما وصلت سيارات الإسعاف إلى المنطقة لنقل المُصابين.
وأكّدت حركة «حماس» اغتيال نائب رئيس مكتبها السياسيّ الشيخ صالح العاروري في انفجار الضاحية الجنوبيّة لبيروت، ونعت الحركة «قائد أركان المقاومة في الضفّة وغزّة ومهندس طوفان الأقصى القائد الوطنيّ الكبير الشيخ القسّامي صالح العاروري واثنين من قادة القسّام في الاعتداء الصهيونيّ الغادر».
من جهّته، أكّد عضو المكتب السياسيّ لحركة «الجهاد الإسلاميّ» إحسان عطايا أنّ «الأمين العام للحركة زياد النخالة لم يُستهدَف في انفجار الضاحية وهو بخير».
وأدان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عمليّة الاغتيال الصهيونيّة، واصفاً بانفجار الضاحية بأنّه «جريمة إسرائيليّة جديدة تهدف حكماً إلى إدخال لبنان في مرحلة جديدة من المواجهات، بعد الاعتداءات اليوميّة المستمرّة في الجنوب، والتي تؤدّي إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى».
وأضاف «كما أنّ هذا الانفجار هو حكماً توريطٌ للبنان وردٌّ واضحٌ على المساعي التي نقوم بها لإبعاد شبح الحرب الدائرة في غزّة عن لبنان»، مُهيباً «بالدول المعنيّة ممارسة الضغط على «إسرائيل» لوقف استهدافاتها». كما حذَّر «من لجوء المستوى السياسيّ الإسرائيليّ إلى تصدير إخفاقاته في غزّة نحو الحدود الجنوبيّة لفرض وقائع وقواعد اشتباك جديدة».
وتابع «إنّ لبنان ملتزم، كما على الدوام، قرارات الشرعيّة الدوليّة ذات الصلة، ولا سيّما القرار 1701، ولكن الذي يُسأل عن خرقه وتجاوزه هو «إسرائيل» التي لم تشبع بعد قتلاً وتدميراً، وبدا واضحاً للقاصي والداني أنّ قرار الحرب هو في يد «إسرائيل»، والمطلوب ردعها ووقف عدوانها».
وأجرى ميقاتي اتصالاً بوزير الخارجيّة والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، طالباً تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدوليّ على خلفية الاستهداف الفاضح للسيادة اللبنانيّة بالتفجير الذي وقع في الضاحية الجنوبيذة لبيروت أمس وكلّ الخروق «الإسرائيليّة» المستجدّة للسيادة اللبنانيّة.
وعلى الفور باشرت وزارة الخارجية والمغتربين، بناءً لتوجيهات ميقاتي، تحضير شكوى لإدانة الاعتداء «الإسرائيليّ» وأوعز وزير الخارجيّة والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال الدكتور عبدالله بوحبيب إلى كلّ من مندوب لبنان لدى الامم المتحدة في نيويورك هادي هاشم وإلى القائم بأعمال سفارة لبنان في واشنطن وائل هاشم «إجراء الاتصالات اللازمة وتقديم احتجاجين شديديّ اللهجة حول العدوان الإسرائيليّ الخطير ومحاولة استدراج لبنان والمنطقة إلى تصعيد شامل، استكمالاً لمسلسل الاعتداءات الإسرائيليّة اليوميّة المتصاعدة على جنوب لبنان، ما يزيد المآسيَ والويلات ويُهدِّد السلم والأمن الإقليميين»، مطالباً بـ»إدانة العدوان الإسرائيليّ».
من جهته، أكّد النائب فيصل كرامي، عبر منصّة «أكس»، أنّ اغتيال العاروري مع رفاقه «هو استهداف صهيونيّ سافر لسيادة الدولة اللبنانيّة ولكلّ القرارات الدوليّة، وهو عمل جبان متوقَّع من الموساد للتغطية على هزيمتهم، التي دفعتهم إلى سحب جيوشهم الغازية من قطاع غزّة. يبقى السؤال للأميركيين: هل حقّاً أنتم جادّون بعدم توسُّع رقعة حرب الشرق الأوسط؟».
ورأى النائب فريد هيكل الخازن أنّ «بشاعة الجرائم الاسرائيليّة تتمدّد إلى الداخل اللبنانيّ، بعد الاستهدافات اليوميّة في الجنوب». ودان انفجار الضاحية الجنوبيّة، مؤكّداً أنّه خرقٌ فاضح للسيادة اللبنانيّة وللقرار 1701.
بدوره، دان رئيس تجمُّع «كلّنا لبيروت» الوزير السابق محمد شقير في بيان، الجريمة «الإسرائيليّة» الآثمة، مؤكّداً أنّ العدوّ «الإسرائيليّ» يُريد من خلالها جرّ لبنان إلى مواجهة دمويّة للهروب من مستنقع غزّة. وطالب «المجتمع الدوليّ مطالب بوضع حدّ لجرائم ومجازر دولة الإرهاب، التي تستبيح سيادة لبنان وتستهدف المدنيين والأبرياء يوميّاً» ودعا اللبنانيين إلى «الوحدة والتكاتف في هذه المرحلة المصيريّة، وتفويت الفرصة على حكومة نتنياهو لجرّ لبنان إلى حرب يُريد الذهاب إليها بأيّ ثمن».
ورأى المدير العام السابق للأمن العام اللواء عباس إبراهيم على مواقع التواصل الاجتماعي، أنّ «الاعتداء على السيادة اللبنانيّة من خلال اغتيال الشهيد صالح العاروري ورفاقه هو محاولة إسرائيليّة للهروب إلى الأمام بعدما عجز هذا العدوّ عن تحقيق أيّ إنجاز له في غزّة غير جرائم القتل والمجازر، علّه يُقدم بهذا العدوان نصراً وهميّاً قبل دخوله في المرحلة الثالثة من الحرب». وقال «‏في ظلّ دخان الغدر صار السؤال: أين أصبح القرار 1701».
ونعى حزب الله الشهيد العاروري، معتبراً جريمة اغتياله ورفاقه الشهداء في قلب الضاحية ‏الجنوبيّة لبيروت «‏اعتداءً خطيراً على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته وما فيه ‏من رسائل سياسيّة وأمنيّة ‏بالغة الرمزيّة والدلالات وتطوراً خطيراً في مسار الحرب ‏بين العدوّ ومحور المقاومة».
وأكّد الحزب «أنّ هذه الجريمة لن تمرّ أبداً من ‏دون ردّ وعقاب، وإنّ مقاومتنا على ‏عهدها ثابتةٌ أبيّةٌ وفيّةٌ لمبادئها والتزاماتها التي ‏قطعتها على نفسها، يدها على الزناد، ومقاوموها في أعلى ‏درجات الجهوزيّة ‏والاستعداد، وإنّ هذا اليوم المشهود له ما بعده من أيام، فصبراً جميلاً وإنّ ‏الله هو المستعان وإنّ النصر بإذن الله تعالى، لقريب قريب».‏
ونعى إلى العالمَين العربيّ والإسلاميّ وإلى «فلسطين الحرّة ومقاومتها العظيمة ‏وشعبها الأبيّ، وإلى ‏الأحرار والمجاهدين في كلّ مكان، القائد المجاهد الكبير نائب ‏رئيس المكتب ‏السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري مع عدد من رفاقه ‏المجاهدين شهداءً على طريق القدس».‏
كما تقدّم حزب الله «بالعزاء من إخواننا في حركة المقاومة الإسلاميّة حماس ومن مجاهدي كتائب ‏عزالدين القسّام ‏البواسل ومن أهل غزّة الصامدة والقدس الشريف والضفة الغربيّة ‏الجريحة ومن كلّ فصائل وحركات المقاومة والجهاد ‏في فلسطين، وقد ختم الله تعالى ‏مسيرة هذا القائد الكبير بأرفع أوسمة الشرف ‏والكرامة ونال الشهادة التي طالما طلبها ‏وتمنّاها وعمل لها مع إخوانه المجاهدين: مقاومة وجهاد، نصرٌ أو ‏استشهاد».‏
وأكّد أنّ «العدوّ المجرم الذي عجز بعد تسعين يوماً من الإجرام والقتل والدمار من إخضاع ‏غزّة وخان يونس ‏ومخيم جباليا وسائر المدن والمخيمات والقرى الأبيّة، يعمد إلى ‏سياسة الاغتيال والتصفيات الجسديّة لكلّ ‏من عمل أو خطّط أو نفّذ أو ساند عملية ‏طوفان الأقصى البطوليّة وساهم في الدفاع عن شعب فلسطين ‏المظلوم، وجريمة اليوم ‏هي استكمال لجريمة اغتيال القائد السيّد رضي الموسوي في ساحة عمل أخرى ‏وجبهة ‏جديدة من جبهات القتال والإسناد، وهذه الجريمة النكراء لن تزيد المقاومين في ‏فلسطين ولبنان واليمن ‏وسورية وإيران والعراق إلاّ إيماناً بقضيّتهم العادلة والتزاماً ‏وتصميماً أكيداً وثابتاً على مواصلة طريق ‏المقاومة والجهاد حتى النصر والتحرير».
بدورها، نعت الأمانة العامّة لـ»المؤتمر العام للأحزاب العربيّة» القائد العاروري وعدداً من قياديّي حركة «حماس» وشجبت «الجريمة النكراء والتي تعبِّر عن الطبيعة الإجراميّة لهذا الكيان المأزوم والذي يحاول الحصول على انتصار وهميّ بعد الفشل الذريع الذي يعيشه الكيان في عدوانه على غزّة والذي أظهرَ هشاشة هذا الكيان ووهنه وضعفه».
كما شجبت «الاعتداء على الأراضي اللبنانيّة تعويضاً عن اليأس الذي يعيشه قادة الكيان وزعيم عصاباتهم نتنياهو بعد أن استنفد كلّ أنواع الكذب على المستوطنين فلجأ إلى تصدير أزماته من خلال محاولة خلط الأوراق بهذه الطريقة». ورأت أنّ «هذه الدماء الطاهرة التي تُضاف إلى عشرات الآلاف من الشهداء ما هي إلى حافز جديد لمواجهة هذا الكيان ومن ورائه والتنكيل به وإفشال مخطّطاته فلا هزيمة لمقاومة قادتها شهداء».
ودان لقاء الأحزاب والقوى الوطنيّة والقوميّة في البقاع، في بيان «الاغتيال الغادر والفعل الصهيونيّ الإجراميّ الجبان الذي طال القياديّ القسّامي صالح العاروري والذي شكَّل في الزمان والمكان، تجاوزاً خطراً لكلّ الخطوط الحمراء وكسراً متعمّداً لقواعد الاشتباك من عصابة نتنياهو الحمقاء المتهوّرة ومحاولة لتوسيع دائرة الحرب على لبنان».
وأشار إلى أنّ «الجيش المهزوم في غزّة والمردوع على جبهة الجنوب يسعى لاسترداد هيبته المتآكلة وردعه المتهالك من خلال صورة نصر لن تتحقَّق بالتسلّل ليلاً غيلةً وغدراً، فيما الميدان وحده ميزان الربح والخسارة حيث حماس والجهاد وكلّ المقاومين الفلسطينيين في بقيّة الفصائل يرسمون الخطَّ البيانيّ التراجعيّ لهزيمة الكيان وزواله وسقوطه كوظيفة اختارها الأجنبيّ لتطويع العرب وإفراغ فلسطين من أهلها الأصليين».
ولفت إلى أنّ العاروري ورفاقه «انضمّوا إلى قافلة الشهداء القادة على طريق تحرير فلسطين أرضاً وشعباً ومقدّسات، ورسّخوا بدمهم الزكيّ الطاهر قاعدة نضاليّة فذّة»، مؤكّداً أنّ «مقاومة قادتها طليعة شهدائها لن تُهزَم والنصر حليفها مهما تغطرس العدوّ الصهيونيّ».
كذلك، دان الحزب التقدميّ الاشتراكيّ بشدّة الاعتداء الإسرائيليّ السافر على الضاحية الجنوبيّة لبيروت الذي استهدف العاروري، بالتزامن مع الوحشيّة «الإسرائيليّة» المستمرّة في ارتكاب الجرائم والاعتداءات في فلسطين وجنوب لبنان. وعزّى «حركة حماس باستشهاد العاروري وجميع الشهداء الذين قضوا في هذا الهجوم المُدان»، آملاً الشفاء العاجل للمصابين.
من ناحيته، أكّد المفتي الجعفريّ الممتاز الشيخ أحمد قبلان «أنّ الكيان الصهيونيّ ثُكنة أميركيّة إجراميّة يجب الخلاص منها»، معتبراً أنّ اغتيال تل أبيب للعاروري وبعض إخوانه «قرار مجنون وجريمة لن تمرّ».
وأكّد «التقدير المطلق للمقاومة وقيادتها، عل بعض الرؤوس الفارغة من سياديي هذا البلد يفهم أن ما يجري حرب طاحنة تطال صميم المنطقة، ونتيجتها ستؤثّر بشدّة على مصير لبنان وطبيعة سيادته»، وقال «فقط المطلوب من بعض المرتزقة إعادة حساباتهم مجدّداً، لأنّ دمَنا ليس رخيصاً، ولبنان لن يكون إلا بلد المقاومة والانتصارات، وتل أبيب ستدفع ثمن حماقتها».
واعتبرت أمانة الإعلام في حزب «التوحيد العربيّ» أنّ «قصف الضاحية هو إعلان حرب على لبنان بعد إخفاق آلة القتل والإجرام الإسرائيليّة من تحقيق أهدافها في غزّة»، مشدّدةً على أنّ «جرائم العدوّ الصهيونيّ داخل فلسطين ولبنان لن تفلح في إخماد مقاومتنا المستمرّة حتى دحره وزواله عن أرضنا». ودعت «الأطراف السياسيّة إلى الاجتماع على طاولة واحدة ليكونوا على مستوى الظرف العصيب والمخاطر الكبيرة القادمة على لبنان».
واعتبر رئيس «المركز الوطنيّ في الشمال» كمال الخير أنّ «هذه العمليّة الإجراميّة الجبانة اعتداء على سيادة لبنان والاستقرار والسلم الأهليّ فيه». وعزّى «حركة حماس وعوائل الشهداء بارتقاء الشهيد العاروري وإخوانه»، مؤكّداً «أن دماءهم لن تذهب هدراً وأنّ العدوّ الصيونيّ سيدفع الثمن غالياً».
كما دان الجريمة الإرهابيّة العديد من الأحزاب والقوى اللبنانيّة والفصائل الفلسطينيّة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى