أولى

الصورة الحقيقيّة للكيان وهو يهتز

– ثلاث ضربات على الرأس لحقت بجمهور الكيان أمس، أولها الإعلان عن سحب ألوية وفرق عسكرية من غزة، رغم المشهد العسكري المشتعل وثبات قوة المقاومة وإمساكها بزمام المبادرة بما يعني إعلان الفشل في الحرب التي كلفت الكيان الكثير الكثير ولا تزال.
الضربة الثانية جاءت عبر ما تضمنه شريط مسجّل لقوات القسام تضمّن رسالة بالصوت والصورة لإحدى الأسيرات تنعى زميلين لها سقط أحدهما بغارة إسرائيلية على المبنى الذي كانوا محتَجزين فيه، وأخرجتهم قوات القسام من تحت الأنقاض، والثاني قضى عند عملية نقلهم بقذائف جيش الاحتلال، وهي تختمُ رسالتَها بالمناشدة بصوت أقرب للبكاء، “أوقفوا هذه المهزلة واخرجونا أحياء، نقتل بنيران جيشنا”.
– الضربة الثالثة هي العملية التي نفذها شاب فلسطيني قرب تل أبيب ومن دون سلاح، معتمداً على الطعن والدهس، موقعا قتيلاً وتسعة عشر مصاباً. والعملية تقول إن كمية القتل والعدوان في الضفة الغربية بدأت تؤتي ثمارها بغضب فلسطيني يدفع المزيد من الشباب إلى روح الاستشهاد. وهذا سوف يتكرّر، والحياة لم تعُد آمنة في المدن الكبرى.
– هذا الاهتزاز وجد تعبيره السياسي في أول كلام من داخل هيئة صنع القرار، وهي مجلس الحرب، حيث تحدّث رئيس الأركان السابق والوزير الحالي وعضو مجلس الحرب غادي آيزنكوت، الذي خسر ابنه في حرب غزة، وقد أوردت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أن آيزنكوت قال خلال اجتماع للمجلس الوزاري الحربي مساء السبت: “علينا التوقف عن الكذب على أنفسنا، وأن نتحلّى بالشجاعة ونتوجّه إلى صفقة كبيرة تُعيد المختطفين إلى وطنهم”. وأضاف: “وقتهم (الأسرى) ينفد، وكل يوم يمرّ يعرّض حياتهم للخطر، فلا فائدة من الاستمرار على النمط نفسه الذي يسيرون (السلطات) به مثل العميان، بينما المختطفون هناك، هذا وقت حرج لاتخاذ قرارات شجاعة”.
– ليل أمس، على إيقاع هذه الضربات خرج الآلاف في القدس المحتلة يتظاهرون أمام مقرّ الحكومة يطالبون باستقالة بنيامين نتنياهو، الذي لا يزال يتحدّث عن انتصارات وعن حرب تستمر حتى تحقيق الأهداف ويخرج وزير حربه يوآف غالانت ليقول إنه بدون استمرار الحرب لن نستطيع إخراج أيّ من الأسرى.
– رغم الاهتراء العسكري والسياسي مزيد من الأكاذيب، وفوقها توزيع أوهام عن القدرة على إعادة المستوطنين المهجّرين من شمال فلسطين، عبر التهديد بحرب على لبنان، ما عاد ممكناً مجرد التفكير بها، منذ أصبح لدى لبنان قوة ضاربة اسمها المقاومة لا تسمح بتحويل هذه الأقوال إلى أفعال.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى