أخيرة

دبوس

يد إيران الخيِّرة…

كأنه ليس هنالك ما يكفي من الظلم في هذا العالم ليستفز كلّ الطاقات الكامنة لدى الشعوب، ويطلق من داخلها براكين الغضب، لتنعت كلّ حركة أو منظومة تقاتل من أجل الحرية ورفع المظالم، ووضع حدّ لنهب الثروات وسرقة الأوطان بأنها أداة من أدوات إيران…!
فـ حماس والجهاد الإسلامي هي أدوات لإيران، بمعنى، وانظروا الى هذه السخافة والاستهانة بعقول الناس، أنه لولا هذا التدخّل الإيراني ودخولها على الخط، لكان الشعب الفلسطيني مرتاحاً سعيداً محايداً إزاء الاحتلال الإسرائيلي والاستيطان والتغوّل واستباحة المقدسات والعنصرية، وكذلك الأمر بالنسبة لليمن والعراق وسورية ولبنان…
كأنه ليس هنالك ما يكفي من الظلم والإلغاء والإقصاء والعنصرية والقتل ونهب الثروات لتثوير واستفزاز حتى الحجارة، ومن ثمّ فلا بدّ أن تكون هذه الثورات والانتفاضات تتحرك بإيعاز من إيران!
مشكلة هذه الأوليغارشية الغربية أنها في معرض الرغبة في السيطرة والهيمنة وسرقة ثروات الشعوب من دون وازع من ضمير أو أخلاق تختلق تبريرات وسرديّات مغرقة في خروجها عن المنطق والسياق والتفكير السويّ، جلّ همّها محاولة بائسة لإقناع الذات وإقناع الآخرين بأنّ ما تجنح نحو فعله من شرور وآثام هو في نطاق السويّ من الأفعال، رغم انّ الحق بائن، والباطل بائن، ولا يحيد عن إدراكهما إلّا كلّ مخاتل مخادع يحتبس في ذاته نوايا خارجة مريضة لا تبتغي صالح الناس.
الإنسان المظلوم المنتهكة حقوقه، والذي يتمّ إلغاؤه ويُصار إلى سرقة وطنه وثرواته باستخدام القوة الماحقة، والجبروت الأعمى، سوف يمدّ يده ويستصرخ العالم لمساعدته ونجدته وتقديم العون له لرفع العنت، ودرء الشرور، وهو حينما يجد ان هنالك أمةً آلت على نفسها إلّا ان تمدّ يد العون للمستضعفين لتساعدهم على رفع كلّ هذا التوحّش، وكلّ هذا الجور، فإنه سيلتقط هذا المدد، ويتشبّث بهذا الذي، ومن منطلق أخلاقي مبدئي ديني، يستشعر انّ الله يأمره بأن يساعد المألوم، وينجد المكلوم، ويفرح المهموم.
هذه هي جدلية العلاقة بين كلّ الشعوب المستضعفة وبين إيران الخميني والخامنئي وسليماني ورئيسي وأحمدي نجاد… وكلّ هذا الحشد الخيّر من رجال ابتعثهم الله لرفع المظالم، ولنجدة المظلوم، أمور لا يفقهها هذا الغرب الضال.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى