«السرايا» تطلق عملية كسر الحصار و«القسام» تخترق خطوط العدو الخلفية مجزرة جديدة للعدو «الإسرائيلي» بقصف مدرسة لـ«الأونروا» ومقتل موظفين أمميين
ارتكبت قوات الاحتلال «الاسرائيلي» مجزرة جديدة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة راح ضحيتها العشرات من الشهداء والجرحى بعد استهدافها مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا».
و قصفت قوات العدو بالمدفعية يوم أمس مدرسة للأونروا في بلدة بيت حانون شمال القطاع التجأت إليها عشرات العائلات هرباً من القصف، ما أسفر عن استشهاد 17 وإصابة 200 آخرين بجروح، حيث هرعت سيارات الإسعاف إلى المدرسة ونقلت الجرحى إلى مستشفى كمال عدوان ومستشفى بيت حانون الحكومي ومستشفى العودة.
وقد دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون القصف الإسرائيلي للمدرسة في غزة، مؤكداً مقتل موظفين تابعين للأمم المتحدة خلال القصف، مضيفاً أن من بين القتلى أطفال ونساء وموظفون أمميون.
وطالب الأمين العام جميع الأطراف بالالتزام بالقوانين الإنسانية الدولية وعدم استهداف الموظفين الأمميين العاملين في القطاع، مشيراً الى أن قصف المدرسة يؤكد ضرورة الإسراع في التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار.
الى ذلك، استنكر الناطق الإعلامي لـ»الاونروا» سامي مشعشع تعرض مدرسة للإناث في دير البلح تابعة للوكالة للقصف بنيران جيش الاحتلال، وقال في بيان صحافي: «لقد تم استهداف مدرسة للإناث في دير البلح تستخدم كملجأ وتؤوي نحو 1500 شخص بنيران «إسرائيلية». مشيراً إلى أن «هذه هي المرة الثانية في ثلاثة أيام التي تتعرض فيها مدرسة تابعة للأونروا لضربة مباشرة جراء القصف الوحشي للاحتلال.
واكتفت فاليري أموس مسؤولة العمليات الإنسانية للأمم المتحدة بالإعراب عن قلقها الشديد إزاء سقوط ضحايا مدنيين في غزة، محذرة من أنه من شبه المستحيل لسكان غزة أن يحتموا من القصف «الإسرائيلي».
وقالت: «إن الواقع في غزة هو أنها مكتظة بالسكان و44 في المئة من القطاع أعلنته «إسرائيل» منطقة محظورة، وعليه لم يعد هناك مكان كبير متوفر للسكان للاحتماء».
وأضافت: «إنه لا أحد ينفي على «إسرائيل» حقها في الدفاع عن النفس، فهناك قلق كبير حول انعكاسات ذلك على المدنيين على الأرض» داعية إلى وقف إطلاق النار.
وفي السياق، قصفت طائرات الاحتلال «الاسرائيلي» مسجد صلاح الدين في مخيم جباليا، فيما ارتفعت حصيلة العدوان المتواصل على القطاع المحاصر إلى أكثر 770 شهيداً وأكثر من 4700 جريح.
ومع دخول العدوان يومه الثامن عشر يبدو أن بلدة خزاعة انضمت إلى الشجاعية وغيرها من الشوارع والأحياء التي تعرضت لمجازر الاحتلال، حيث قال محاصرون في خزاعة :»إن أوضاعهم مأسوية والاحتلال أطلق عليهم النار أثناء محاولتهم الخروج حاملين الأعلام البيضاء، وفي وقت أطلقت مئات العائلات المحاصرة في البلدة المنكوبة نداء استغاثة مطالبة بإنقاذها من الموت». وكان لجأ بعض أهالي البلدة الذين استطاعوا مغادرتها إلى مستشفى ناصر جنوب القطاع، وكلهم أمل في انتهاء العدوان وانتشال جثامين شهدائهم.
وبلغت حصيلة الشهداء في هذه المجزرة المتواصلة الى الآن 18 شهيداً وأكثر من 100 جريح، وفق أحد الأطباء الذي وصف الوضع بـ»الخطير جداً» قائلاً :»إن هناك قتلى في الشوارع لم نستطع الوصول إليهم.
وفي حي الشجاعية، شرق القطاع استشهد فلسطينيان وأصيب عدد آخر بجروح خلال قصف مدفعية الاحتلال سوق الخضار في الحي، حيث أوضح السكان أن القصف كان مكثفاً وعشوائياً وأراد الاحتلال من خلاله إيقاع أكبر عدد من الشهداء والجرحى بين صفوف المدنيين العزل.
وقد واصلت آلة القتل الهودية قصفها العشوائي للمدنيين في غزة، حيث استهدفت أحد المنازل في المنطقة الغربية من خان يونس ما أدى إلى استشهاد 6 من عائلة الأسطل، بينهم طفلان لم تتجاوز أعمارهم الـ5 سنوات، كما أُصيب ثلاثة آخرون بجروح خطرة.
كما استشهد 4 فلسطينيين من عائلة أبو عيطة في قصف منزلهم في مخيم جباليا، في ما اصيب طفلان وسط القطاع عند استهداف قوات الاحتلال منزلاً لعائلة الغصين في شارع اللبابيدي، في وقت استهدفت فيه «اسرائيل» منزل عائلة عريبان بالنصيرات ومنزل أبو شومر بدير لبلح كما أصيب عدد من الفلسطينيين بجروح مختلفة جراء سقوط قذائف عدة على منازل الفلسطينيين وسط حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.
ميدانياً، أطلقت سرايا القدس، مساء أمس عملية «كسر الحصار» بقصف أهداف صهيونية من بينها مدينة تل ابيب بـ115 صاروخاً من أنواع مختلفة.
وقالت السرايا: «إن عملية كسر الحصار تضمنت قصف تل ابيب واسدود وبئر السبع وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة بـ115 صاروخاً من أنواع مختلفة، رداً على العملية البرية في بيت حانون وحي الشجاعية وخزاعة وحصار بيوت المواطنين وتشريد المدنيين العزل من منازلهم ورداً على المجازر الصهيونية المتواصلة في القطاع.
و أعلنت كتائب «القسام» قتلها ثمانية جنود للعدو خلال اشتباكات في أنحاء مختلفة من قطاع غزة، إضافة إلى إطلاقها 99 صاروخاً باتجاه البلدات والمدن المحتلة، بينما أصابت صواريخها مجدداً اليوم أمس مطار «بن غوريون».
وتحدث بيان «القسام» عن عمليات أخرى قتل فيها جنود عبر عمليات تفجير الآليات العسكرية، إضافة لاشتباكات ضارية خاضها مقاوموا «القسام» مع قوات الاحتلال على محورين شمال بيت حانون، وأوقعوا فيها إصابات محققة.
من جهة أخرى، حققت المقاومة الفلسطينية تقدماً نوعياً في عملياتها الهادفة لرد العدوان عن الشعب الفلسطيني في القطاع، وتمكنت من اختراق خطوط العدو الخلفية في حي التفاح شرق قطاع غزة وقضت على ثمانية من جنود الاحتلال ودمرت آلية له.
وتمكنت المقاومة عند الساعة السادسة من صباح أمس من الوصول إلى خلف قوات الاحتلال المتوغلة شرق حي التفاح وأجهزوا على ثمانية جنود من مسافة الصفر، كما دمروا ناقلة جند من نوع «شيزاريت» بقذيفة أر بي جي، في حين نجح مقاومون من تفجير عبوة ناسفة جانبية بدبابة «اسرائيلية» وذلك في خطوط المواجهة في منطقة العمور شرق خان يونس.