شيوخ الطرب قدود طربية على مسرح المدينة
هناء حاج
لم تغب عن ليالي رمضان أمسية مليئة بالطقوس الطربية، وبعض من ابتهال النغم بالصوت الشجي مع شيوخ الطرب الذين أجادوا بأدائهم العالي وترجموا معنى الفن الراقي خلال أمسية أحيوها على خشبة مسرح المدينة، صدحت أصوات شيوخ الطرب فهد رسلان وأحمد السيد وملهم خلف بأعذب الأغنيات الطربية والقدود الحلبية مثل «خمرة الحب» و«قدك المياس» و«النبي يمّا».
هي ليلة الفن الأصيل، سهرة رمضانية على أنغام وصوت شيوخ الطرب، الليل علينا بها طال، وانسكبت فيها خمرة الحب على القد المياس، على إيقاع «والنبي يما» وباقة من القدود الحلبية المميزة.
نغمات رفعت الحاضرين إلى مقامات غنائية طالما اشتاقها شغف الفن، من أغنيات تنقلت بموسيقاها بين أوتار القلب من «فاتنة الغزلان» إلى «يا طيري» مروراً بـ«النبي يما» و«أحن شوقاً» وصولاً إلى «مالك يا حلوة مالك».
حشد من الذواقة اجتمعوا على نغمة شيوخ الطرب تفاعلوا مع كل رنة عود وأحسوا بأنين الناي لتعلو أصوات الآه مع الموال، وشاركوا في كل كوبليه من الأغنيات التراثية التي حرّكت الحنين إلى أرض الياسمين وأنهار العشق الدمشقي، ما أثار أمواجاً من المشاعر الجارفة إلى أرض ضربتها يد الغدر، لكنهم أعطوا المثل في فرح الحياة والأمل لتحديات لا بد منها، فكانوا صوتاً مقاوماً يزرع الفرح وحب الحياة كأنهم فسحة أمل في زمن الظلمة.
اختتم شيوخ الطرب أمسيتهم بأكثر الأغنيات تأثيراً في الناس في أداء منفرد لكل شيخ منهم فانطلق فهد رسلان بموال «اللؤلؤ المنضود» ليكملها بأغنية «إبعتلي جواب»، أما أحمد السيد بأغنية «خمرة الحب». ليختتم ملهم خلف بأغنية «إمتى الزمان»، وبعد أكثر من ساعة ونصف الساعة من الانسجام خرج الحاضرون والغبطة تغمرهم، متحمسين للقاء شيوخ الطرب في أمسية في الرابع من آب على مسرح قصر الأونيسكو.