حكومة نتنياهو تبحث عن مخرج وتخشى من ثلاث نتائج سلبية في حال استمرت بعدوانها المقاومة تحبط تمديداً لهدنة إنسانية تحقق أهداف العدو
حسن حردان
بعد أن أفشلت المقاومة محاولات فرض اتفاق لوقف النار يحقق أهداف العدوان «الإسرائيلي» ويخرج حكومة رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو من مأزقها ويتجاهل مطالب الشعب الفلسطيني بفك الحصار وإطلاق الأسرى، أحبطت خطة أميركية ـ «إسرائيلية» بغطاء غربي ـ عربي لتمرير هدنة إنسانية تتيح لـ«إسرائيل» مواصلة عملياتها تحت الأرض للبحث عن أنفاق المقاومة والعمل على تدميرها بهدوء ومن دون أن تواجه أي مقاومة، وفي المقابل تراهن في أن تدفع الشعب الفلسطيني بعد رؤية مشاهد الدمار الهائل الذي أحدثه جيشها في أحياء غزة إلى الضغط على قيادة المقاومة للتوقف عن مواصلة القتال والعودة للقبول بمعادلة «الهدوء مقابل الهدوء»، من دون الحاجة إلى إعلان وقف رسمي لإطلاق النار.
غير أن هذا الرهان «الإسرائيلي» فشل أيضاً، فالمواطنون الفلسطينيون نساءً وشيوخاً وأطفالاً أكدوا ومن أمام ركام منازلهم المدمرة أنهم صامدون ويرفضون الاستسلام ولن يتخلوا عن المقاومة، وهي الصورة نفسها التي جسدها أهالي ضاحية بيروت الجنوبية التي دمرها طيران العدو في حرب تموز 2006، ما يعكس أن الجرائم الصهيونية وسياسة الأرض المحروقة التي يشنها جيش الاحتلال لم تنل من إرادة وعزيمة الشعب الفلسطيني في مواصلة احتضانه ودعمه للمقاومة، خصوصاً أن الأخيرة تصنع الإنجازات في مواجهة العدو وتوقع في صفوفه مزيداً من القتلى الذين تجاوزوا بحسب اعترافاته الــ43 قتيلاً، على أن نجاح المقاومة في منع العدو من تحقيق أهدافه وتكبيده هذه الخسائر الكبيرة، بات يسهم في رفع معنويات أهالي الشهداء والجرحى والمدمرة منازلهم، ما يسهم بدوره في جعل قيادة المقاومة أكثر ثباتاً على مواقفها في رفض الضغوط الدولية المدعومة من بعض الأنظمة العربية، وإصراراً على عدم قبول أي تهدئة إلّا إذا استجابت لمطالبها، بل ورفضاً لتمديد هدنة إنسانية 24 ساعة إذا لم تقترن بانسحاب جيش الاحتلال من غزة وإتاحة عودة الأهالي إلى منازلهم التي هُجّروا منها.
أما في المقلب «الإسرائيلي» فإن نتنياهو ووزير الأمن موشيه يعالون والجيش «الإسرائيلي» يبحثون عن سبيل لإنهاء عدوانهم على عزة، لكنهم يخشون من دفع الثمن في اليوم التالي على غرار ما حصل مع حكومة إيهود أولمرت بعد هزيمة حرب تموز 2006، خصوصاً أن وزير الخارجية المتطرف أفيغدور ليبرمان يستعد لاستغلال ذلك لتحميل نتنياهو ويعالون مسؤولية الفشل في غزة وعدم مواصلة الحرب حتى تحقيق الأهداف «الإسرائيلية» منها.
في حين أن نتنياهو لا يريد أن يظهر القبول بوقف لإطلاق النار المقاومة وكأنها منتصرة، وإنما مواصلة الحرب لوقت أطول لتمكين الجيش «الإسرائيلي» من تحقيق إنجازات ميدانية حقيقية تسمح له بأن يخرج من الحرب منتصراً، أو العودة إلى فرض معادلة هدوء مقابل هدوء التي قد تقود إلى ثلاث نتائج خطيرة تفاقم من الفشل «الإسرائيلي»، وهي:
النتيجة الأولى: ارتفاع مستمر في أعداد القتلى والجرحى من الضباط والجنود الصهاينة مع احتمال وقوع عدد منهم في الأسر ما سيؤثر في معنوياتهم، لا سيما أنهم يشعرون بأنهم تحت النار طوال الوقت والخوف الدائم من التعرض للاختطاف والقنص والقذائف المضادة للدروع والعبوات الناسفة.
النتيجة الثانية: ازدياد حجم الخسائر الاقتصادية وعزل «إسرائيل» عن العالم الخارجي نتيجة نجاح صواريخ المقاومة في وقف رحلات شركات الطيران العالمية من وإلى كيان العدو وهو ما رأت فيه صحيفة «ذي ماركر» الاقتصادية سابقة خطيرة قد تغير التوقعات بشأن معدلات النمو الاقتصادي.
النتيجة الثالثة: التسبب في سقوط مزيد من المدنيين الفلسطينيين نتيجة القصف «الإسرائيلي»، الأمر الذي سيزيد من نقمة الرأي العام العالمي ضد «إسرائيل» ويؤدي إلى إحراج الدول الغربية الداعمة لها وتعريض مكانة «إسرائيل» وصورتها لأذى فادح.
«يديعوت أحرونوت»: «إسرائيل» وافقت على الهدنة لأنها تتيح لها مواصلة تدمير الأنفاق من دون مقاومة
تناقلت الصحف «الإسرائيلية» الصادرة أمس صور الدمار الواسع في حي الشجاعية في قطاع غزة، في محاولة ربما لإشفاء غليل الرأي العام «الإسرائيلي» على وقع الخسائر غير المتوقعة في صفوف جنود الاحتلال، التي تجاوزت اثنين وأربعين قتيلاً بحسب اعترافاته.
وتحدث أكثر من مراسل ومحلل عن الدمار الواسع في الشجاعية وأنه يشبه الدمار الذي تسبب به الجيش «الإسرائيلي» في الضاحية الجنوبية في بيروت خلال حرب تموز عام 2006.
واختارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» صورة للدمار في الشجاعية وكتبت تحتها: «مدمرة. حي الشجاعية في غزة أمس»، وفوقها نشرت صور 10 جنود قتلوا في غزة.
وكتبت الصحيفة: «إن «إسرائيل» وافقت على «الهدنة الإنسانية» في غزة لسببين. الأول، لأن الهدنة تمنح الجيش مزيداً من الوقت لتدمير الأنفاق من دون مقاومة. والثاني، لأن «إسرائيل» ترغب بأن يخرج أهالي غزة إلى الشوارع لمشاهدة الدمار الذي خلفته وبالتالي الضغط على حماس كي لا تجدد إطلاق القذائف نحو «إسرائيل»، والعودة إلى معادلة «الهدوء يقابله الهدوء» من دون الحاجة لإعلان وقف إطلاق نار رسمي من الطرفين».
ونقلت الصحيفة عن قادة أولوية جيش العدو في غزة قولهم: «إن الجيش استغل «الهدنة الإنسانية» لتدمير الأنفاق من دون مقاومة، وأن الجيش على وشك إنهاء عملية تدمير الأنفاق الحدودية» على حد قوله.
وكتب المحلل السياسي ناحوم برنياع، الذي رافق قوات لجيش الاحتلال داخل غزة: «إن المجلس الوزاري المصغر كابينيت الذي فتح الباب أمام التدخل الأميركي توقع ضغطاً أميركياً على قطر لكي تضغط على حركة حماس لقبول مبادرة لإطلاق النار شبيهة بالمبادرة المصرية، إلّا أن الأمر كان معاكساً، إذ ضغطت حماس على قطر التي فرضت موقفها على وزير الخارجية الأميركي جون كيري بخصوص شروط وقف النار»، بحسب الصحيفة. وأضاف: «إن ما اقترحه كيري هو عملياً المباشرة في محادثات تقارب بين «إسرائيل» وحماس برعاية أميركية. وخلال المحادثات ستعلو مطالب حماس كافة لرفع الحصار عن القطاع ولتحويل الأموال للحركة. محادثات بين «إسرائيل» وحماس جرت في الماضي، لكنها كانت برعاية مصرية وليس أميركية، وتأثيرها في حجم الحصار كان هامشياً. التدخل الأميركي الحالي يعزز الاعتراف الدولي في حماس، ويخرج الحركة من الحملة مع إنجاز جدي». وأوضح:«لو تقدم أي طرف آخر، أوروبي أو عربي، بهذا المقترح لرفضته «إسرائيل»، لكنها فضلت رفض مقترح كيري بلطف من خلال المطالبة بإجراء تعديلات لن تجرى على الأغلب».
وتابع برنياع: «إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن موشيه يعالون والجيش يبحثون عن طريق لإنهاء الحملة على غزة، لكنهم يخشون من ردة الفعل في الرأي العام كما يخشون الانتقادات في الإعلام، ويخشون أن يظهر وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان كالمنتصر نتيجة العدوان على غزة لأنه «الوحيد الذي تجرأ» على المطالبة بالاستمرار في الحرب».
وخلص برنياع إلى أن «أمام الكابنيت إما قبول مقترح كيري مع بعض التعديلات، وإما السعي إلى وقف إطلاق النار من جانب واحد». واختتم الكاتب تقريره بأن «أبو مازن وليس كيري هو القناة الصحيحة بين «إسرائيل» وحماس. لدى سكان غزة خيار أبو مازن وكذلك لإسرائيل».
«معاريف»: «إسرائيل» لن تقبل وقفاً للنار يظهر حماس منتصرة
دعا المحلل السياسي في صحيفة «معاريف» بن كاسبيت إلى «اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، لكنه تدارك وكتب أن نتنياهو جرب ذلك في السابق ولم ينجح، لذا لن يجرؤ على ما يبدو لتكرار التجربة».
وكتب كاسبيت: «مشعل خطر على شعبه وعلى المنطقة وعلى نفسه. وعلى أوليائه في قطر أن يدركوا أن هناك حدوداً لكل عمل وأن محاولاتهم ليصبحوا مقبولين في الغرب فيما يشعلون الشرق ستكلفهم ثمناً باهظاً». وأضاف: «أن «إسرائيل» ترفض وتتجاهل كل مبادرة قطرية وتركية للتدخل في الاتصالات مع حماس لوقف إطلاق النار، وهي لن توقف إطلاق النار قبل تدمير جميع الأنفاق التي تصل «إسرائيل» وقبل أن «يدفع قادة حماس الثمن، وقبل أن تدمر الصواريخ طويلة المدى كلفة وأماكن تصنيعها».
إلى ذلك كتبت الصحيفة: «إن الجيش يعارض تمديد الهدنة في القطاع لفترة طويلة تزيد عن أسبوع، إذ أن ذلك يمنح فرصة لحركة حماس لإعادة ترتيب أوضاعها، فيما أبدى الجيش رضاه عن الهدنة الأخيرة كونها منحته فرصة لتدمير الأنفاق من دون مقاومة».
ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي قوله: «إن «إسرائيل» غير راضية عن الدور الأميركي، وأن المقترح الأميركي قريب جداً من مطالب حماس ولا يلبي حاجات «إسرائيل» الأمنية، وأنها لن تقبل بوقف إطلاق النار يظهر حماس كأنها منتصرة». وتابعت أن «الأيام المقبلة ستكون بمثابة امتحان لرئيس الحكومة والكابنيت. الجيش بحاجة إلى فترة زمنية لاستكمال مهماته حتى لا يعود مجدداً في المستقبل القريب لتنفيذ عملية عسكرية. لكن من الجهة الأخرى، كل يوم يمر تخسر «إسرائيل» مقاتلين أعزاء، وتصل من غزة صور صعبة لمأساة حلت بالمدنيين، الأمر الذي لا يساهم في دعم مكانة وصورة «إسرائيل» في العالم بكل تأكيد».
«هآرتس»: جنود «إسرائيليون»: نشعر بأننا تحت النار كل الوقت وأن هناك أشباحاً وهو أمر مخيف
نشرت صحيفة «هآرتس» في موقعها على الشبكة أقوالاً لجنود «إسرائيليين» يشاركون في الحرب العدوانية على قطاع غزة.
وتتضح من حديث الجنود كثافة النيران التي تواجههم أثناء القتال، والخوف الدائم الذي يرافقهم، ويشير أحدهم إلى حجم الدمار الهائل للمباني، والذي يصفه بـ»الدمار الجنوني»، وعلى رغم ذلك تظل المقاومة الفلسطينية قادرة على مواصلة إطلاق النار وإطلاق الصواريخ.
وقال الجندي «ش» من سلاح الهندسة: «إن كل ما يستطيع تخيله هو أن يكون إطلاق النار من الدبابات التي إلى جانبه، وليس صاروخاً مضاداً للدبابات». وأضاف: «إن إطلاق النار باتجاه الجيش «الإسرائيلي» يتواصل بكثافة، وأنه يرى أيضاً رد الجيش، وعندها يدرك أنه تحت النار، وأنه كل الوقت هناك خطر وإطلاق نار باتجاه قوات الجيش إلى جانبه من نيران خفيفة».
وعن الدمار في قطاع غزة، يقول الجندي «ش»: «إن ما حصل هو دمار جنوني». ويضيف: «إن مهمته كانت فتح الطريق أمام قوات الجيش، ولكن في نهاية المطاف هناك دمار جنوني». وعلى رغم أنه يقول إنه من المؤلم النظر إلى ذلك، والتفكير بإمكان أن يكون الأمر نفسه في الحي الذي يسكن فيه. ولكنه يخلص إلى القول: «إن ذلك من أجل قوات الجيش ولكي تكون أقل عرضة للخطر.» ويشير أيضاً إلى الخوف من الاختطاف أو من خطر هجوم مفاجئ المحدق بشكل دائم فوق الجنود. ويقول: «كل الوقت هناك إحساس بأن نفقاً جديداً سينفتح فجأة أمامنا».
ويقول الجندي «يوآف» من وحدة طبية تابعة للواء «غولاني» في الجيش إنه «حارب في لبنان وفي الضفة الغربية، بيد أنه لم ير مثلما رآه في غزة». أنه عندما بدأت وحدته «تتقدم نحو الشجاعية، كانت من حولها قوات مدرعة، ومدافع لا تتوقف عن القصف، وفوقها طائرات سلاح الجو، وكانت جميعها على اتصال مع وحدته.» ويدعي الجندي «يوآف» «أن الهدف كان الكشف عن الأنفاق، وأن المعلومات الاستخبارية كانت على مستوى عال، بحيث كانوا يعرفون إلى أي بيت يجب الدخول وفي أية غرفة يوجد فتحة للنفق.»
وفي مقارنة يجريها مع القتال على لبنان، يتضح مدى الاستعداد العسكري «الإسرائيلي» للحرب العدوانية الحالية على غزة، حيث يشير إلى «النقص في إمدادات الغذاء والماء خلال الحرب على لبنان، وإلى الإحساس بأن القتال هناك كان من دون هدف، بينما الوضع مختلف تماماً في غزة، وأن الجيش قد حدد الهدف ولديه الأدوات اللازمة لذلك».
وفي سياق حديثه يقول إنه «بعد يوم قتالي طويل، خرجت الوحدة من قطاع غزة إلى داخل «إسرائيل»، إلا أنها فوجئت بأن المقاومة الفلسطينية لا تزال تطلق الصواريخ». ويقول: «إن جنود الوحدة لم يفهموا كيف يمكنهم الخروج وإطلاق النار، بعد كل ما فعلناه»، في إشارة إلى عملية التدمير الهائلة التي يقوم بها الطيران والمدفعية».
ويشير الجندي إلى حادثة حاول فيها اعتراض امرأة في العقد السادس من عمرها، قرب أحد المنازل في منطقة خان يونس، وعندها تعرضت القوة لنيران القناصة.
ويقول جندي آخر من كتيبة «الناحال» إن «الجنود يريدون أن يكونوا على اطلاع بشأن ما يحصل في العالم، وهم لا يعرفون ماذا يجري حولهم، ويريدون أن ينتهي، ويشعرون أنهم ينجزون المهمة، بيد أنهم يريدون تأكيداً على ذلك». ويضيف الجندي أنه «يشعر بأنه تحت النار كل الوقت، وأن هناك أشباحاً وهو أمر مخيف»، مشيراً إلى أنه يتعرض لإطلاق النار من أسلحة خفيفة وأحيانا لقذائق «آر بي جي» وصواريخ مضادة للدبابات».
«والّا»:الجنود «الإسرائيليون» يعانون رهاب الاختطاف والقنص والقذائف المضادة للدروع والمفخخات
ألقى مراسل «إسرائيلي» رافق قوة عسكرية «إسرائيلية» دخلت إلى قطاع غزة، الضوء على طريقة إدارة جيش الاحتلال لعملياته في غزة، والوسائل التي يتخذها لتقليل الإصابات في صفوفه حتى لو كان على حساب مزيد من الدمار في قطاع غزة، وأشار إلى أن «الأمور التي تثير مخاوف الجنود كثيرة وعلى رأسها الوقوع في الأسر». وأوضح: «أن الهاجس الذي يتملك القوات التي تدخل قطاع غزة، هو الخشية من عمليات القنص، والقذائف المضادة للدروع، والعبوات الناسفة، والمنازل المفخخةـ وأكثر ما يخشونه هو وقوع أحد الجنود بالأسر».
وعلى رغم أن التقرير تضمن مقابلات مع ضباط، وينطوي على مادة دعائية تدخل في إطار الحرب النفسية، انتقى موقع عرب 48 الفقرات التي تصف عمليات التوغل وهواجس الضباط والتعليمات التي يصدرونها للجنود والتحذيرات من المخاطر المحدقة بهم في قطاع غزة.
وقال مراسل «موقع» والا، الذي رافق قوة دخلت إلى قطاع غزة: «تبدأ ناقلات الجند من طراز «أخزاريت» قاسية ، بالتحرك بحما الدبابات، وتتحرك تحت غطاء من المروحيات والطائرات من دون طيار وبتنسيق مع قوات المدفعية». وتابع: «تبدأ القوة بالتحرك بسرعة في المسار الذي جرفته الجرافات العسكرية قبل ذلك خشية وجود عبوات ناسفة. وخلال الطريق يتملكها الخشية من التعرض لقذيفة مضادة للدروع أو لتفجير بعبوات ناسفة».
وأضاف المراسل: «تصل القوة إلى مبنى فلسطيني مطوق بالجنود. يدخل الضباط إلى البيت عبر فتحة في الجدار لا عن طريق الباب خشية أن يكون مفخخاً. ويحتمون داخل المبنى، خشية التعرض لنيران قناصة أو قذائف هاون. يدخل قائد الكتيبة إلى غرفة الجلوس الفسيحة في المنزل، حيث كان يجلس باقي الضباط. تسدل الستائر في البيت وتعمل قوة رصد على تغطية المنطقة المحيطة. ويبدأ قائد القوة بمراجعة التعليمات والتشديد على بعض النقاط».
وأردف المراسل: «يحمل قائد الكتيبة بيده جهاز «تابلت»، وهو جهاز جديد في الخدمة ويستخدم للاطلاع على الخرائط والمعلومات الاستخبارية وللتحكم بالقوات».
ويقول الضابط للجنود: «الدخول للمعارك، سيجري كما اعتدنا تحت غطاء نيران كثيفة، نبدأ بتفعيل الدبابات، وبعزل المباني القريبة يقصد عن طريق قوة نارية من أجل دفع المسلحين إلى الخلف، وحينما يحصل ذلك تتوغل الجرافات أولاً».
ويحذر الضابط الجنود من المخاطر التي قد تنتظرهم، ويقول: «أمام خط البيوت الأول توجد أنفاق قتالية وقد يكونون هناك. الأمر الآخر الذي ينبغي الحذر منه هو العبوات الناسفة، يجب الانتباه قبل كل حركة إلى كل شيء مشبوه- أكياس حاويات». وتابع: «إذا دخلتم بيتا ورأيتم أي شيء مشبوه، يمكننا استبداله بمنزل آخر، ندخله بعد تفجير الباب وإلقاء القنابل اليدوية. وانتبهوا، لا تقوم كل القوة بالدخول بل خلية أولى لتمشيط، وبعد التأكد من أن البيت نظيف يمكننا الدخول».
وأضاف الضابط محذراً من تعرض أي جندي للأسر، وقال للجنود: «ينبغي العمل في إطار مجموعات، ينبغي العمل بخلايا، احذروا لا أريد لأحدكم أن يختفي».
ولفت المراسل إلى أنه: «قبل أن ينهي الضابط حديثه، دوى انفجار هائل وهز المنزل، خلية فلسطينية أطلقت قذيفة مضادة للدروع باتجاه هدف في المحيط القريب، ورد عليها الجيش بإطلاق النار». وقال: «الجندي الذي يرصد المحيط الخارجي يقف في الجهة الخطيرة من المبنى، وثمة خشية من تعرضه لنيران قناصة أو إصابته نتيجة لتوغل من الأماكن الضيقة»، ورداً على سؤال حول إمكان تعرض جندي للوقوع في الأسر أوضح: «ثمة دائماً حديث عن خطر اختطاف جنود لهذا يسير الجنود بتلاصق حديدي، ومتيقظين».
«ذي ماركر»: وقف الرحلات الجوية إلى «إسرائيل» سابقة اقتصادية خطيرة
عبر مسؤولون كبار في وزارة المال «الإسرائيلية» عن قلقهم من «توقف شركات الطيران من أنحاء العالم عن تسيير رحلات جوية من «إسرائيل» وإليها، على خلفية العدوان «الإسرائيلي» على قطاع غزة وإطلاق الصواريخ من القطاع على كيان العدو.
ونقلت صحيفة «ذي ماركر» الاقتصادية «الإسرائيلية» أمس الأحد، عن «مسؤولين في وزارة المال «الإسرائيلية» وصفهم لوقف الرحلات الجوية إلى «إسرائيل» بأنها «سابقة اقتصادية خطيرة»، وأنه «لولا عدم استئناف الرحلات الجوية خلال فترة قصيرة نسبية لأدى ذلك إلى تغيير التوقعات بشأن النمو الاقتصادي «الإسرائيلي»».
وأضاف المسؤولون أن «حصاراً جوياً على «إسرائيل» كان سيمس بشكل خطيرة بصورة «إسرائيل» كدولة عالمية منفتحة أمام الأعمال التجارية من جميع أنحاء العالم» وأن «حصاراً كهذا كان من شأنه أن يحول «إسرائيل» إلى دولة خطيرة للأعمال لأن انعدام اليقين فيها أكبر مما ينبغي».
وأضافت الصحيفة: «على رغم استئناف الرحلات الجوية لـ«إسرائيل» وإزالة الخطر الاقتصادي إلا مجرد حدوث ذلك هو أمر مثير للقلق، وفقاً للمسؤولين في المالية». ولفتت إلى أنه «ما زالت هناك شركات طيران عدة تمتنع عن الوصول إلى «إسرائيل» وبينها شركة الطيران الأردنية «الملكية الأردنية» و«بيغاسوس» التركية».