فتنة القامشلي.. ابحث عن الأميركي!؟

نظام مارديني

أحدثت الاشتباكات في مدينة القامشلي صدمة في الشارع السوري وهي لطالما بقيت بمنأى عن «الحروب» بين مكوّناتها التي تشبه قوس قزح.. وفي خضم هذه الصدمة تتزاحم التساؤلات لتبحث عن أجوبة مستحيلة ومستعصية؟

هذا الذي يحصل هو جزء من خيبتنا وفساد أرواحنا فماذا يجعلنا نكتم الكلام على كل ما يدور حولنا من أوهام الجماعات التي تقضم الأراضي والأرواح والأعناق من دون أن نعرف سبب هذا الانفلات الأمني في مدينة القامشلي حالياً؟ وعما إذا كان هذا الانفلات الأمني مرتبطاً بما يجري في جنيف بهدف الضغط على الدولة السورية من قبل الأميركيين الذين لهم «شناكل» كثيرة عند جماعات مذهبية وعرقية متعددة حتى لا نتهم فئة أو جماعة محددة ، وهذا الانفلات الأمني جاء متزامناً مع دعوة الجربان محمد الجربا لملء فراغ انسحاب هيثم المانع من رئاسة «قوات سوريا الديمقراطية» بعد إعلان أكراد مسلم الفدرالية في شمال سورية؟ وكيف لنا أن نصدّ تداعيات هذه الفتنة الخطرة على وحدتنا التي لا بديل عنها إلا حروب أهلية؟

الخوف أن يكون صالح مسلم لكي لا يؤخذ جميع الأكراد بجريرته مأخوذاً بالأميركيين الذين يرفضون حتى وجوده في جنيف، في حين تستقبله موسكو وتفتح له أبوابها وتطالب هي وحلفاؤها بوجوده ومشاركته في مفاوضات جنيف؟ وإلى أين يريد صالح مسلم وحزب الاتحاد الديمقراطي أن يأخذوا هذه المدينة التي سيكون غداً مسؤولاً عنها أمام جمهوره وناسه، كما وأمام القائد التاريخي عبد الله أوجلان؟ ولماذا تشويه توجّه أوجلان، هذا القائد العظيم، بمثل هذه العنصرية التي تحدث عنها بيان الأسايش أمس، التي لم يبلغها حتى غلاة العروبيين؟

هو العماء الانعزالي العنصري العرقي، كالعماء الطائفي، يغلق البصر والبصيرة. فلا يرى العنصري الطائفي إلا أحقاده ومستعد لخدمة الخارج حتى العبودية ضد شقيق حياته. وبعد ذلك ينال ما يناله دائماً من بؤس المصير وإهمال المشغِّلين.

ها هي سنبلة القمح ـ القامشلي تورد لنا أنواعاً جديدة من الدماء والضحايا وتخطف أمن المئات من ناسها، ولا نستطيع تحريك ساكن تجاه من يريد أن يقبض عليها باسم «اتحاده الديمقراطي جداً»، أو كأنها ملك خاص يحقّ له ما لا يحق لغيره، ويتباكى عليها وهو الذي يُملئ روحها تقسيماً وتفتيتاً!!

الخوف أن يصبح أهل البلد منفيون بالوراثة، ووفق التاريخ الذي صبغ مُحيانا بالسلاح والقتال وجعل الأخوة يتذابحون من «الوريد إلى الوريد»؟

شغلنا «دواعش» الداخل والخارج بالتناحر والطائفيات والإثنيات كأننا لم نكن نعرف من قبل أن سوريانا وفيها عروس الجزيرة، فسيفساء جميلة ورائعة إلى حد الثمالة.

القتل بين الأخوة لعبة الجبناء، يا أهلنا في القامشلي، والخوف أن تُخفي جدران منازلنا هذا اللون بحياء بالغ وتقود سلسلة الأسئلة أسراب الطيور اللاهثة إلى وطن بلا تفخيخ ولا قتل فيه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى