«إسرائيل»: زيادة الاستيطان وقوانين عنصرية جديدة ومناورات
بلال شرارة
فيما ازدهرت تجارة الأسلحة «الإسرائيلية» مع زيادة موازنات الدفاع الأوروبية، أكدت الأرقام الإحصائية الصادرة عن المؤسسات الفلسطينية أنّ «إسرائيل» تسيطر على 80 من أراضي فلسطين التاريخية، وأنّ 80 من المستوطنين يقيمون في القدس المحتلة بقصد تهويدها، وأنّ «إسرائيل» تسيطر على 85 من المياه المتدفقة من الأحواض الجوفية. فيما ذلك، واصلت «إسرائيل» عدوانها على الشعب الفلسطيني قتلاً واحتلالاً واستيطاناً، حيث بلغ عدد شهداء الشعب الفلسطيني منذ أيلول/ سبتمبر 2000 وحتى 31/12/2015 نحو 10243 شهيداً، واعتقلت سلطات الاحتلال منذ العام 1967 وحتى مطلع شهر نيسان/ أبريل من العام الحالي 2016 حوالى مليون فلسطيني من الفئات العمرية كافة، من الذكور والإناث. وفي جديد الاحتلال، وعلى الصعيد الاستيطاني، صادقت ما يسمّى لجنة التنظيم والبناء المحلية في بلدية الاحتلال بالقدس المحتلة، على خطة تهويدية جديدة لصالح إقامة مبنى استيطاني مكوّن من أربعة طوابق يحتوي على ثلاث وحدات استطانية ستضاف إلى عدد من البؤر الاستيطانية الخمس في حي بطن الهوى في سلوان.
على الصعيد الاستيطاني حذرت مصادر الحكومة الفلسطينية من إقامة بناء استيطاني جنوب المسجد الأقصى، وفي الخامس عشر من حزيران الحالي صادق الكنيست الصهيوني على ما سُمّي قانون مكافحة الإرهاب . وقد شكل القانون المشار إليه إجماعاً صهيونياً لخدمة أذرع الأمن «الإسرائيلية» على حساب الحريات وحقوق الإنسان، ومن أبرز معالم الهجمة الاستيطانية:
ـــ تغطية القضاء العسكري «الإسرائيلي» على جرائم الجنود وممارساتهم في الأرض المحتلة.
ـــ تصعيد الحصار على قطاع غزة، مما رفع نسبة سوء الوضع الاقتصادي والاجتماعي.
ـــ مواصلة الاحتلال التضييق على المقدسيّين حتى في دفن موتاهم.
ـــ اعتقال سلطات الاحتلال 647 فلسطينياً إدارياً منذ تشرين الاول/ اكتوبر.
الهجمة «الإسرائيلية» عبّرت عن نفسها كذلك في مخطط نتنياهو لوضع شروط على السلام السوري عبر إعلانه ضمّ الجولان، من خلال عقد اجتماع لحكومته في الجولان المحتلّ، وهو الأمر الذي اعتبرته كلّ ردود الفعل غير قانوني وغير شرعي.
وعلى جبهة لبنان واصل الجيش «الإسرائيلي» نشر منظوماته القتالية الجديدة بالترافق مع مناورات واسعة والتعبئة للحرب تحت ستار الاستعداد لمواجهة تراكم قوة حزب الله كماً ونوعاً، ومواجهة احتمال انتقال الحرب إلى الجليل عبر دخول حزب الله إلى المستوطنات. وقد أطلقت «إسرائيل» مجموعة مناورات وترتيبات في إطار ما سُمّي أسبوع الطوارئ القومي لإعداد الجبهة الداخلية لسيناريوات محتملة على جبهة لبنان وعلى جبهة قطاع غزة بمواجهة حماس. ولا تزال «إسرائيل» تعتبر أنّ الصواريخ تمثل الخطر المركزي فيما شملت التدريبات تدريب المستوطنين على عمليات إخلاء للمنازل، والمناورات «الإسرائيلية» امتدّت على طول الجبهة الشمالية وضمناً الجولان وغور الأردن، وهي المناورات الأقوى والأوسع التي حملت في طياتها توقعات كثيرة، ولم يستبعد الخبراء العسكريون أن تقوم «إسرائيل» بأيّ عمل عسكري يستهدف سورية أو لبنان.
هذا، وفي حين لم تصدر أيّ تعليقات أو مواقف رسمية، فإنّ الرأي العام على جبهة الجنوب يملك إحساساً حول عدوان وشيك وسط تصميم عارم على الصمود في الأرض واتخاذ الأهبة لمواجهة أيّ عدوان إلى جانب المقاومة والجيش.