بغداد تعلِّق عمليات تحرير جنوب الموصل!؟
أعلن رئيس هيئة أركان الجيش العراقي وكالة عثمان الغانمي، تعليق عمليات تحرير جنوب الموصل من سيطرة تنظيم «داعش»، عازياً ذلك إلى «حسابات عسكرية».
وقال الغانمي: «أوقفت عمليات تحرير ناحية القيارة ومناطق جنوب الموصل، لحسابات عسكرية»… «يفصل كيلو متراً واحد قطعات الجيش العراقي عن المحور الشرقي للناحية».
وأكّد الغانمي إقدام تنظيم «داعش» على إعدام عدد من قادته بعد خسائره في معارك شمالي محافظة صلاح الدين، مشيراً إلى «إنجازات رائعة، حققتها القوات الأمنية العراقية والقوى المساندة لها، خلال معارك تحرير مناطق شمالي صلاح الدين من سيطرة التنظيم الإرهابي».
من جهة أخرى، أعلنت السلطات العراقية مقتل نحو1800 من مسلحي «داعش» وتدمير أحد أكبر قواعدها في العراق، خلال تحرير كامل مدينة الفلوجة غربي العاصمة بغداد.
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وبعد رفعه العلم العراقي وسط مدينة الفلوجة، أعلن أن أنصار «داعش» في الإعلام والسياسية حاولوا عرقلة تحرير المدينة.
وقال العبادي: رفعناها سابقاً في تكريت وفي الرمادي وفي جرف الصخر، وفي كل المناطق، وإن شاء الله قريباً في الموصل وفي الحويجة. وأضاف: «كثير من الناس حاولوا أن يعرقلوا، فهناك داعش في السياسة،وداعش في الإعلام الذين حالوا توجيه الإعلام بتجاوزات مزعومة هنا وهناك، نحن لا نرضى بالتجاوزات».
وتعتبر مدينة الفلوجة ثاني أكبر مدن محافظة الأنبارأحد أهم معاقل»داعش»، حيث كانت تمتاز بموقع معنوي وعسكري، يتيح للمسلحين تهديد العاصمة بغداد. كما كانت تعتبر معقلاً لانطلاق العمليات الإرهابية نحو مدن جنوب العراق.
من جهته قال الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري: انتهت، عندما وصلنا إلى الجسر الكونكريتي والجسر الحديدي وإلى حي الاندلس والسوق انتهت المعركة.
إلى ذلك قال أحد المقاتلين العراقيين: كنا نتوقع أن تكون الفلوجة أصعب منطقة، لكن تبين أن الفلوجة أسهل منطقة، أقل منطقة بالخسائر والتفخيخ، وحتى القطعات اليوم مرّت بكل يسر وبدون أي خسائر.
قائد عمليات الفلوجة الفريق عبدالوهاب الساعدي، كشّف أن معركة التحرير انتهت بنسبة دمار في البنية التحتية، لا يزيد عن عشرة في المئة توزعت في جميع المناطق المدينة، معتبراً أنّ المعركة هي أنظف معركة مدن في كل العراق. في اشاره ضمنيه منه إلى الأضرار الكبيرة التي لحقت بمدينة الرمادي، التي دمرت بفعل الغارات الاميركية .
تقدم القوات العراقية لم يقتصر على في محافظة الأنبار، بل امتدت نحو مناطق شمالي محافظة صلاح الدين، وصولاً إلى مناطق جنوب الموصل، حيث اخلت قوات الحشد الشعبي عشرات العوائل من مناطق القتال.
القوات المشتركة أعلنت من جانبها، أنها لم يفصلها عن مركز قضاء الشرقاط سوى 20 كيلومتراً، فيما أشارت في بيان لها عن مقتل وإصابة العشرات من الإرهابيين خلال معركة خاطفة في منطقة كلول جنوبي قضاء الشرقاط.
إلى ذلك، أعلن المتحدث بإسم الحشد الشعبي لمحور الشمال علي الحسيني، أمس، عن هروب 155 عنصراً إجرامياً من الشرقاط باتجاه صحراء مدينة الموصل بعد توغل القوات الأمنية لمساحات كبيرة، فيما أشار إلى أنّ الساعات القليلة المقبلة ستشهد تحرير القضاء بالكامل من سيطرة «داعش» الإجرامي.
وقال الحسيني في تصريح لوكالة «المعلومة» إنّ «القوات الأمنية نفّذت عملية نوعية، اليوم، تمكّنت خلالها من التوغل بمساحات كبيرة داخل الشرقاط والمناطق المحاذية له، لتحريرها من سيطرة تنظيم «داعش» الإجرامي، فضلاً عن تطهير الطرق الرئيسة من المواد المتفجرة والعبوات الناسفة»، مبيناً أنّ «ملامح الانكسار باتت واضحة في عناصر التنظيم الإجرامي بعد هروبهم من مواقعهم العسكرية وتنصلهم من مقاومة القطعات العسكرية».
وأضاف أنّ «أكثر من 155 عنصراً إجرامياً، بينهم قياديون هربوا باتجاه صحراء مدينة الموصل بعد توغل القوات الأمنية، والحشد الشعبي لمساحات كبيرة في القضاء»، لافتاً إلى أنّ «مقاتلي الحشد استقبلوا أعداداً كبيرة من نازحي القضاء ونقلهم لأماكن مخصصة لتوطينهم».
وأكد الحسيني أنّ »الساعات القليلة المقبلة ستشهد تحرير قضاء الشرقاط بالكامل من سيطرة «داعش» الإجرامي بعد مقتل العشرات من عناصره».
ويعيش تنظيم «داعش» الإرهابي حالة من الانكسار والذعر نتيجة تقدم القوات الأمنية في المناطق التي تسيطر عليها عناصر التنظيم، فيما تمكّنت القطعات العسكرية من اقتحام عددٍ من المناطق والقرى القريبة من الفلوجة، بالتنسيق مع فصائل المقاومة الإسلامية وتدمير الخطوط الدفاعية «لداعش».