«سورية جسر المحبّة»… ملتقى للتصوير الزيتي في قلعة دمشق
محمد سمير الطحان ـ شذى حمّود
يجتمع عشرة فنانين تشكيليين في قلعة دمشق ضمن ملتقى التصوير الزيتي الخامس بعنوان «سورية جسر المحبة» الذي تنظّمه مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة بالتعاون مع المعهد التقاني للفنون التطبيقية.
وقال مدير المعهد التقاني للفنون التطبيقية طلال بيطار إن هذه التظاهرة الفنية الخامسة من نوعها تقام سنوياً من قبل وزارة الثقافة بالتعاون مع معهدنا في قلعة دمشق. حيث يساعد هذا المكان التاريخي الفنان على الالهام ويخلق له جواً مريحاً للعمل. معتبراً أن هذه الفعاليات تساهم في اندماجية العمل الفني السوري وإيجاد حوارات بين الفنانين عبر العمل المشترك بينهم ليستفيدوا من تجاربهم.
ويضيف البيطار أن إقامة الملتقى في المعهد التقاني للفنون التطبيقية يحمل الفائدة للطلاب من خلال مشاهدتهم كيفية إنجاز الفنانين أعمالهم بتقنيات متعدّدة. الأمر الذي يفيدهم في صوغ طرقهم الفنية في تكوين اللوحة واستخدام اللون ضمنها وإنهائها.
وعن مشاركته في هذا الملتقى أوضح التشكيلي البيطار أنه سيعمل على إنجاز عملين فنيين من المدرسة التعبيرية مع الكثير من التبسيط في وجوه الأشخاص ضمن خطوطه وألوانه الخاصة. مبيّناً أن لوحته تتّصف بقلة ألوانها مع استخدام الألوان التي تحمل الفرح والصفاء للمتلقي.
ورأى البيطار أن هذا المتلقي يحمل من خلال عنوانه المحبة التي تجمع أبناء البلد الواحد والتي تظهر من خلال التعاون والحوار المشترك بين الفنانين مع بعضهم. لافتاً إلى أن الملتقى يبعث برسائل للخارج تبين أن سورية هي محبة وعطاء ونبض وحياة وأن السوريين نبض واحد.
وعن مشاركته الأولى في ملتقى التصوير الزيتي اعتبر الدكتور سهيل معتوق أن التشكيليين يحاولون من خلال مشاركاتهم في هذه الملتقيات تلطيف الظروف الصعبة التي نعيشها بالفنّ والإبداع اللذين يريحان الإنسان نفسياً، إضافة إلى تلاقي الفنانين بلغة الفنّ والاطّلاع على تجاربهم وأساليبهم.
وتأتي مشاركة التشكيلي معتوق في الملتقى من خلال عملين فنيين عن دمشق القديمة مستخدماً الحارة والبيت الدمشقيين والشبابيك والأبواب وعناصر العمارة وعن ذلك يقول: أهتمّ بموضوع العمارة الدمشقية منذ فترة إضافة إلى استخدامي بعض الرموز كالهلال الذي يعتبر بمثابة صورة عن الشرق بدلالته على صفاء الانسان. معتمداً على اللونين البني والأزرق اللذين يرمزان إلى الأرض والسماء.
من جانبها، عبّرت التشكيلية أسماء فيومي عن سعادتها بمشاركتها الثانية في ملتقى التصوير الزيتي «سورية جسر المحبة» الذي يجسّد حواراً مهماً بين التشكيليين السوريين، ويدلّ على أنه رغم كل المآسي التي حولنا ما زلنا نعمل ونرسم ونبدع.
وتعمل فيومي على إنجاز عملين يمثلان تأمل الإنسان للحالة الراهنة، مستخدمة الألوان الفرحة، آملة بعودة الفرح إلى سورية، مبيّنة أن أعمالها خلال الأزمة أصبحت تميل إلى الحزن والكآبة، وأكثر درامية نتيجة ما نراه من موت وخراب ودمار.
بدوره قال التشكيلي محمد الشبيب إن العمل الفني هو شيء خاص بالفنان ويتطلب وجود استقلالية والعودة إلى الذات للخروج بعمل فني ذي قيمة إلا أن وجود هكذا ملتقيات مهم جداً حيث يضم نخبة كبيرة من الفنانين المتميزين على مستوى المحترف التشكيلي السوري، إضافة إلى الحوارات والنقاشات التي تدور بيننا كفنانين والتي تثمر عن أفكار مهمة.
وعن مشاركته في هذا الملتقى يقول شبيب إنه سينجز عملين فنيين معتمداً على تفعيل وتصعيد سطح اللوحة من خلال مجموعة من التقنيات التي تعتمد على الملمس والخامات، إضافة إلى وجود خطوط تجريدية عفوية وتلقائية مع مجموعة من الألوان وهما ركنان أساسيان في العمل التصويري الذي يقدّمه.
أما التشكيلي إدوار شهدا فيوضح أن فكرة الملتقيات في أيّ ظرف مفيدة ومهمة حيث تخلق جوّاً من الحوار وتبادلاً في الآراء والأفكار بين الفنانين. مشيراً إلى أنه سيقدّم في الملتقى لوحة عن قلعة دمشق.
ويؤكد شهدا أن الحرب على سورية كان لها أثرها على الفنانين حيث انعكست على نوعية أعماله التي قدّمها منذ بداية الحرب.
وقال إن الحركة التشكيلية خسرت عدداً من الفنانين التشكليين بسبب مغادرتهم إلى الخارج. إلا أنها ما زالت قادرة على الصمود والإبداع والاستمرار. معتبراً أن هذا الملتقى تظاهرة مهمة من حيث الالتقاء بفنانين متميزين للاطلاع على تجاربهم وأساليبهم وأفكارهم، إضافة إلى وجود نقاشات وحوارات ما ينعكس إيجاباً على كل فنان مشارك.
من ناحيته، يجسّد التشكيلي مروان جوبان في العملين اللذين يعمل على إنجازهما المواضيع الانسانية المبهمة بحيث يخلق لدى المتلقي تساؤلات حول ما هو موجود في هذه اللوحة التي تقترب من التجريد. مبيّناً أن مواضيعه تغيّرت خلال الحرب حيث عكسها من خلالها المآسي. موضحاً أن اللوحة تأتي في المقام الأول عنده باعتبارها تُظهر المكونات الداخلية لأيّ فنان.
ويستمرّ الملتقى في قلعة دمشق حتى الثالث من الشهر المقبل، ويشارك فيه كل من التشكيليين: إدوار شهدا، أسماء فيومي، عبد الله مراد، غسان نعنع، سهيل معتوق، عناية البخاري، محمد شبيب، مروان جوبان، سراب الصفدي، وطلال البيطار.