المراقبون الدوليون يستذكرون شهداءهم بحضور سفراء بلادهم
الخيام – رانيا العشي
أحيا فريق مراقبي الهدنة الدوليين في لبنان الذكرى السنوية العاشرة لشهدائه الأربعة، الذين قضوا في غارة جوية «إسرائيلية» على موقعهم في الخيام خلال عدوان تموز 2006. وأقيم احتفال للمناسبة، في ظل إجراءات اتخذتها القوات الدولية والجيش اللبناني، في محيط المركز المدمّر الذي بقي فقط من أنقاضه جداران، أقيم عليهما النصب التذكاري للضباط الشهداء، بحضور سفراء الدول التي ينتمي إليها الضباط الأربعة، وهم سفيرة كندا ميشال كاميرون، سفير فنلندا ماتي لاسيلا، سفيرة النمسا أورسلا فاهرينغر والقائم بأعمال سفارة الصين جيانغ زويانغ، رئيس فريق مراقبي الهدنة الدوليين الجنرال النيوزلندي دايفيد غاون، القائد العام لـ «يونيفيل» الجنرال مايكل بيري، قائد قطاع جنوب الليطاني في الجيش اللبناني العميد شربل أبو خليل، قائد اللواء التاسع العميد جوزيف عون، قائد القطاع الشرقي في «يونيفيل» الجنرال الفريدو بيريز دي أغوادا، قادة الكتائب الدولية، أرملة الضابط الكندي السيدة سنتيا وادسورث وأقارب الضباط الشهداء، والمتحدث الرسمي باسم «يونيفيل» اندريا تيننتي، رئيس بلدية الخيام الدكتور علي العبدالله.
بعد الوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الضباط الأربعة، وقراءة الصلاة لراحة انفسهم وهم: قائد الموقع الرائد النمساوي هانس بيتر لانغ، نائبه اللفتنانت البحري الفنلندي جارمو ماكينين، الرائد الصيني زاويو دو والرائد الكندي بيتا هيس فون كرودنير، قام السفراء والسيدة سنتيا بوضع أكاليل من الزهر عند النصب التذكاري للشهداء. ثم ألقى الجنرال غاون كلمة بالمناسبة، اعتبر فيها أن إحياء ذكرى هؤلاء الضباط الأربعة من فريق المراقبين الدوليين الذين قضوا هنا تحت ركام هذا الموقع، هم شهداء في سبيل حفظ السلام في لبنان وهذه المنطقة، مشيراً إلى أن «الوضع على الخط الأزرق هادئ وأفضل بكثير من السنوات العشر الماضية»، آملاً «أن يكون الهدوء مؤشراً لمستقبل أكثر سلاماً وأكثر إشراقاً».
واختتم الاحتفال بالوقوف إجلالاً وإلقاء التحية العسكرية على وقع عزف لحنَيْ الموتى والتعظيم.
أي اعتذار إسرائيلي؟
وعلى هامش الاحتفال، كان حديث مع سفيرَيْ النمسا وفنلندا، ردا على سؤال لـ «البناء»حول اعتذار إسرائيلي عما حدث خلال عدوان تموز 2006؟
قالت سفيرة النمسا فاهرينغر: «على الأقل هناك عشر سنوات مرت على وقف إطلاق النار، آملة يوما ما حصول اعتذار، أحياناً الاعتذار يأخذ وقتاً طويلاً. لكن الإنجاز الأهم هو عدم حصول عمل عدواني خلال العشر سنوات الماضية».
أضافت: «أصبح لدينا القرار 1701 الصادر عن الامم المتحدة والذي يعمل على ترسيخ الاستقرار والسلام في الجنوب»، مشيرة الى ان «علينا دعم قوات يونيفيل المتعددة الجنسية للوصول الى سلام دائم، ولا سيما أن السلام هو مفتاح لحل جميع المشاكل في منطقة الشرق الأوسط».
بدوره السفير الفنلندي ماتي لاسيلا، قال: «بحسب معلوماتي إن إسرائيل أوضحت ان حصول تلك الغارة كان بمثابة خطأ فني»، لافتاً الى «أن المناسبة التي نحييها حزينة جداً بعد مضي عشر سنوات على الحدث. لكن العبرة في أن نتعلم لعدم تكرار تلك الأخطاء في المستقبل».
وأمل أن يستمر الهدوء على الخط الأزرق في جنوب لبنان للوصول إلى السلام المنشود والازدهار في لبنان. كما أمل «أن يعود الفلسطينيون إلى ديارهم من خلال العودة إلى مفاوضات السلام المتوقفة، ولا سيما أن الكثير من المعضلات في المنطقة سوف تحل».
إشارة الى أن عدد المراقبين الدوليين حالياً لا يتعدى الـ 52 ضابطاً، من دول عدة، وهم عزّل لا يحملون أي قطعة سلاح، ويتقدمون إلى خطوط التماس رافعين العلم الأزرق راية الأمم المتحدة ، ويتوزعون على ثلاثة مراكز في سهل إبل السقي شرقاً، وفي مروحين غرباً، وعند نقطة الحدود في رأس الناقورة.