أردوغان.. و»بوكيمونه» الفلسطيني!
نظام مارديني
يبدو أن حمى «البوكيمون» بما تمثّله حالياً من صرعة عالمية بامتياز، وصلت إلى دماغ أردوغان، فهو بات يلاحق «بوكيموناته»، من الجيش إلى فتح الله غولن والقضاء والتربية والحدائق والحقول والمساكن والفضاءات التجارية والشوارع ومقاهي القمارّ إن لزم الأمر.. وها هو يستقر الآن على اتهام «الفلسطيني»!؟
لا صوت يعلو فوق صوت الأردوغان.. هكذا يتحول «الديمقراطي» من دكتاتور إلى ديناصور، مجنون ومتهور، بدعم مطلق من القوى الدولية الشريرة، وتأييد لا نظير له من فقهاء التكفير، حتى أن خالد مشعل لم يتوانَ عن أن يكون من حريمه.. هكذا يتحوّل مشعل من «مقاوم» إلى «غلام» في غرف «حريم السلطان».. فهل شبيه الشيء منجذب إليه؟ مع تحياتنا الى تحية كاريوكا التي قيل فيها «رقص الهوانم» وفي سامية جمال «رقص الخيول». في السياسة، سياسة هز البطن، الشائعة من المحيط الى الخليج… رقص الدجاج! لكنّ الطيور الاخوانية على أشكالها الأردوغانية «النصراوية» تقع جبهة النصرة تحوّلت أخيراً إلى «جبهة فتح مجارير الشام» ؟
المفاجأة كانت، حين سرّب موقع «ميدل ايست آي» البريطاني الإخباري اتهام المخابرات التركية، للقيادي الفلسطيني محمد دحلان بالوساطة في نقل أموال إماراتية الى الانقلابيين للمساهمة بالتحضير لمحاولة الانقلاب، فضلاً عن توسطه بين حكومة أبو ظبي والداعية المنفي غولن، الذي تتهمه أنقرة بأنه المدبر الرئيس لمحاولة الانقلاب، هذه المفاجأة ستفتح الباب أمام تساؤل عريض، فحواه أن أردوغان الساعي للقبض على «غولن» باعتباره أكبر «بوكيمون» تركي مطلوب، هل سينتقل بعد تنقية إسطبله الداخلي الى البحث عن «بوكيمون» فلسطيني وإماراتي، أو ربما أميركي، خصوصاً بعدما انتقد بشدة قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال جوزيف فوتيل، على تعليقاته حول إبعاد ضباط الجيش التركي عن مهامهم؟
لا شك في أن أردوغان يعيش في هستيريا لا حدود لها وستكون أكثر سياساته خطورة في مجالين داخليين مهمين، بعدما تلقى جرعة شعبية، هما:
الموقف من القضية الكردية وبدء خوض معارك عنيفة ضد حزب العمال الكردستاني PKK . وهو بدأ منذ أشهر بحملة دموية واسعة في المدن والقرى الكردية بدعوى ملاحقة الـ PKK ، وملاحقة حزب الشعوب الديمقراطي التركي وصدور قانون بمحاسبة ومحاكمة نوابه بتهم التعاون مع الـ PKK .
الموقف الثاني، بعد كسر هيبة الجيش، ستتم ملاحقة العلمانيين في المدن التركية كافة، لأن الدولة الإسلامية الصافية لا تستقيم بوجود الأحزاب العلمانية.. ولا حتى بوجود أقليات ترى مواطنتها ضمن أحزاب كهذه.
كان الانقلاب، قرصة أذن لناظر المدرسة الأردوغانية ودرس خصوصي مفاده: إن شئنا لَجعلناك في خبر «كان»، فكن معنا في مشروعنا الشرق أوسطي مؤدباً لتكون مرفوعاً في خبر «إنّ».
خذوا علماً بأن أردوغان ذلك الذي ما زال يرقص على بيع فلسطين، يرقص الآن بين جثث الأتراك.. في رأسه وقع أقدام السلاطين، ولا يرى أن أحداً غير مشعل يليق به جناح «الحرملك».