«القومي»: وقف العدوان الصهيوني بشروط المقاومة انتصار لفلسطين ويؤسّس لمعادلات جديدة
توالت أمس ردود الفعل المهنئة بانتصار غزة على العدو «الإسرائيلي» التي اعتبرت أنّ هذا الانتصار الذي أثبت أنّ خيار المقاومة هو الوحيد القادر على صنع المتغيّرات، يؤسس لمعادلات جديدة. وأشادت المواقف بالوحدة الفلسطينية خلال المفاوضات داعية إلى «تحصين هذه الوحدة لمواجهة كل التحديات التي يمكن أن تقدم عليها «اسرائيل» في المرحلة المقبلة».
«القومي»
وفي المناسبة أصدر الحزب السوري القومي الاجتماعي بياناً اعتبر فيه «أنّ وقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة بعد 51 يوماً من بدئه، شكل انتصاراً للمقاومة في فلسطين وللمسألة الفلسطينية برمّتها، خصوصاً أنّ أهداف العدوان كانت واضحة وهي شلّ قدرات المقاومة وتصفية المسألة الفلسطينية، وهذه أهداف لم يُتحْ للعدو تحقيقها، إذ إنّ المقاومة أثبتت قدرتها على الصمود في مواجهة العدو، إنْ من خلال المواجهات المباشرة، أو من خلال الحفاظ على وتيرة عالية باستهداف المستعمرات الصهيونية بالصواريخ المختلفة. وعلى هذا الانتصار يجب أن تتأسّس معادلات جديدة تضع المسألة الفلسطينية في مربّع خيار المقاومة والثوابت والتمسّك بالحق، ورفض مسارات التفريط وصكوك الإذعان».
ورأى «القومي»: «أنّ الوحدة الفلسطينية التي تجسّدت في الميدان في مواجهة العدوان على مساحة كلّ فلسطين، ساهمت في إعطاء دفع للموقف الفلسطيني الذي استند إلى تضحيات المقاومة ودماء الشهداء وما قاساه الفلسطينيون من مآسٍ ومعاناة خلال فترة العدوان. وهذا يؤكد أنه حين يتعاضد الفلسطينيون ويوحّدون جهودهم وقواهم يستطيعون إلحاق الهزيمة بالعدو وإفشال مخططاته ومشاريعه وأهدافه، وهذا ما حصل فعلاً على أرض الواقع بعد واحد وخمسين يوماً من الصمود»، مشدّداً: «على ضرورة تثبيت دعائم الوحدة الفلسطينية على أساس برنامج نضالي ينطلق من ثابت الحق في المقاومة والتحرير».
ورأى الحزب «أنّ انكشاف مواقف معظم العرب أمام الحقيقة الواضحة التي تعكسها مرآة فلسطين الناصعة، وتواطؤ بعضهم مع المسار الصهيوني لتصفية المسألة الفلسطينية، يجب أن يشكّلان حافزاً للفلسطينيين بكلّ فصائلهم المقاومة للانخراط بقوة في المحور الذي وقف دائماً الى جانب المقاومة والمقاومين، والمسؤولية تقتضي التمسك بالموقف الوطني والقومي الصلب والجذري، سواء بالكلمة أو في مواجهة العدوان الإرهابي الذي تتعرّض له سورية التي شكلت على الدوام حاضنة المقاومة في الأمة، وحاملاً أساسياً لراية فلسطين».
وأضاف البيان: «إنّ ما قدمته سورية من دعم واحتضان للمسألة الفلسطينية ومقاومتها، لم يتوقف برغم ما تمرّ به سورية من أوضاع، ولذلك نعتبر أنّ انتصار غزة هو انتصار لمحور المقاومة، ولسورية التي لها باع طويل في دعم المقاومة واحتضانها».
ورأى القومي: «أنّ المسؤولية تقتضي أن يدرك الجميع أنّ ما سُمّيَ بالربيع العربي، شكل البوابة العريضة للإرهاب الذي يرتكب أفظع الجرائم والمجازر في سورية والعراق ولبنان، وأنّ هذا الربيع العربي هو لتصفية المسألة الفلسطينية، ولذلك فإنّ صمود سورية في مواجهة الإرهاب والتطرف، كان له الأثر الكبير في ترجمة صمود فلسطين بشعبها ومقاومتها، وفي تحوّل هذا الصمود الرائع إلى انتصار مدوٍّ على عتوّ الإرهاب الصهيوني، وهو انتصار لا شك في أنّه ستليه انتصارات كبيرة في المقبل من الأيام». وتابع: «إنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي إذ يحيّي المقاومة بكلّ فصائلها، فإنه يحيّي أرواح مئات الشهداء الذين قضوا في العدوان، ويحيّي آلاف الجرحى وعموم أبناء شعبنا في غزة وفي كلّ فلسطين الذين تحمّلوا وصبروا طيلة أيام العدوان الصهيوني الذي لم يوفر وسيلة من وسائل الإرهاب والوحشية والبربرية إلا واستخدمها ضدّ الأطفال والنساء والشيوخ والمواطنين العزل، وذلك على مرأى ومسمع ما يُسمّى المجتمع الدولي والمنظمات والمؤسسات الدولية ترفع شعارات حقوق الإنسان». وسأل: «أين هو هذا المجتمع الدولي وتلك المنظمات والمؤسسات الدولية مما حصل في فلسطين من ارتكابات ومجازر، أقلّ ما يُقال فيها أنها جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية»؟
صالح
وفي المناسبة أيضاً، أصدر الأمين العام لمؤتمر الأحزاب العربية قاسم صالح بياناً توجه فيه «بالتهنئة والتبريك لأهلنا في غزة ولأبطال المقاومة الفلسطينية بجميع فصائلها التي توحّدت على أرض المعركة، وخاضت مواجهة بطولية ضدّ العدو الصهيوني فهزمته وأسقطت جميع أهدافه وفرضت هي شروطها، بوقف العمليات العدوانية ورفع الحصار والإبقاء على سلاح المقاومة».
وأكد صالح «أنه ما كان لهذا النصر المبين أن يتحقق لولا توافر العوامل الآتية:
أولاً: الإرادة الفولاذية والصبر الذي تمتع به الفلسطينيون في غزة الذين وقفوا إلى جانب المقاومة، بكلّ صلابة، وكلما سقط منهم الشهداء تعملقوا وقدّموا المزيد من التضحيات الجسام دفاعاً عن الأرض والكرامة.
ثانياً: الوحدة الميدانية لجميع فصائل المقاومة الفلسطينية، والتي شكلت نموذجاً يُحتذى به وحصناً منيعاً هزم ترسانة الحرب الصهيونية، وهزّ معنويات جيش العدو وجبروته، وهذا إنجاز يُستفاد منه في تحويل الوحدة الميدانية الفلسطينية الى وحدة سياسية شاملة.
ثالثاً: شكلت وحدة الموقف الفلسطيني في مفاوضات القاهرة، والإجماع الوطني الفلسطيني، عاملان مساعدان على وقف العدوان بشروط المقاومة.
رابعاً: إنّ هذا الانتصار أثبت أنّ خيار المقاومة هو الوحيد القادر على صنع المتغيّرات، وتحقيق المطالب، وإنّ الرهان على المفاوضات والتسويات والاتفاقات هو رهان خاسر، لذا فإننا ندعو جميع القوى إلى التمسك بخيار المقاومة.
خامساً: إننا إذ نحيّي قوى المواجهة والمقاومة في المنطقة التي كانت شريكة في هذا الانتصار بفضل الدعم الذي قدّمته للمقاومة في فلسطين، نحيّي الدول التي دعمت أهل غزة ومجاهديها لتمكينهم من صنع هذا الإنجاز، وفي الوقت عينه ندين جميع الدول، خصوصاً العربية منها، التي تآمرت وتواطأت مع العدو لإسقاط المقاومة ولتصفية قضية فلسطين.
سادساً: إنّ معركتنا مع العدو الصهيوني هي معركة مستمرة، والمقاومة ربحت هذه الجولة، لكنّ الحرب لم تنتهِ بعد، لذا فإنّ المطلوب هو إبقاء اليد على الزناد، وأن تقوم القوى الشعبية العربية بتحركات وسعي دؤوب لتوفير الدعم لشعبنا في فلسطين، وإرسال القوافل الغذائية والطبية ومواد البناء لإعادة إعمار غزة من جديد،، فغزة التي قدّمت آلاف الشهداء والجرحى، والتي تعرّضت بفعل همجية العدوان ووحشيته إلى الكثير من الدمار والخراب والخسائر، تستحق كلّ الدعم والمؤازرة والمساندة.
سابعاً: إننا نتوجه إلى جميع القوى والأحزاب العربية للبدء بحملة على الأنظمة العربية التي تقيم معاهدات واتفاقات مع العدو ولا تزال تتبادل معه الممثليات والسفارات والقنصليات، والضغط في اتجاه إلغاء هذه الاتفاقات وإغلاق السفارات والممثليات… وهذا أضعف الأيمان.
ثامناً: إنّ مقاطعة العدو الصهيوني اقتصادياً هو أمر مطلوب ومُلحّ، وقد كبّدت المقاطعة الاقتصادية للبضائع الصهيونية في الأراضي الفلسطينية المحرّرة خسائر جسيمة أضيفت إلى الخسائر التي أوقعتها صواريخ المقاومة التي شلّت الحركة الاقتصادية في الكيان الغاصب، لذا فإنّ المطلوب تفعيل المقاطعة في جميع الدول العربية، وندعو الأحزاب إلى الانخراط في اللجان القائمة وإنشاء لجان جديدة في دولها».
وختم البيان: «إنّ الأمانة العامة للأحزاب العربية تعلن اعتزازها بالنصر المؤزّر الذي حققته المقاومة في فلسطين، وتدعو الأحزاب المنضوية في المؤتمر الى القيام بما يمليه عليها الواجب الوطني والقومي للحفاظ على هذا الإنجاز والبناء عليه لاستكمال مسيرة تحرير جميع الأراضي المحتلة، ولمواجهة مشاريع الإرهاب والتطرف والإلغاء التي تتعرّض لها البلاد العربية».
فارس
وأشار مروان فارس إلى «حدث كبير يحصل الآن في غزة، حيث تنتصر المقاومة في مشروعها الأساسي لتحرير فلسطين من براثن الهيمنة الصهيونية، ما يؤكد أنّ الطريق الوحيد لتثبيت حقّ العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هو طريق المقاومة في الوقت الذي تنهار التسويات منذ توقيع اتفاقية أوسلو».
كرامي
ورأى الوزير السابق فيصل كرامي «أنّ انتصار غزة ومقاومتها الباسلة وشعبها الصامد، على غطرسة آلة القتل والإجرام الصهيونية، هو مفترق تاريخي جديد في مسار الصراع العربي «الإسرائيلي»، ستكون له تداعيات وسيرسم متغيرات على كل المستويات السياسية والعسكرية والاستراتيجية».
قباني
وفي ردود الفعل على الحرب في غزة وانتصار المقاومة، لفت مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني خلال استقباله وفداً من مؤسسة القدس الدولية، إلى أنّ «أخطار الدولة اليهودية المحتلة لفلسطين العربية هي على الإنسانية جمعاء»، سائلاً: «لماذا يعيب العالم على الفلسطينيين والعرب إذا رفضوا السلام مع محتل يهودي أجنبي لفلسطين ودعوا إلى استئصال هذا العدو المحتل من أرض فلسطين العربية؟».
الداوود
واعتبر الأمين العام لـ«حركة النضال اللبناني العربي» النائب السابق فيصل الداوود «أنّ الانتصار العسكري يجب أن يستثمر في السياسة، وأن يتم التخلي عن المفاوضات وقطعها مع العدو «الإسرائيلي»، لأنّ الأرض لا تتحرر بالمساومة بل بالمقاومة».
الصمد
وسأل النائب السابق جهاد الصمد: «هل يتعظ الحكام العرب من المقاومة التي أثبتت أنها السبيل الوحيد لتحرير الأرض واستعادة الكرامة؟»، معتبراً: «أنّ المقاومة أكدت أنها الطريق الوحيد لتصحيح البوصلة وإصلاح مكامن الخلل التي تعانيها مجتمعاتنا ودولنا، وعلى رأسها ظاهرة الإرهاب ومحاربتها».
سكرية
وأكد النائب السابق اسماعيل سكرية: «أنّ الإرادة هي الكلمة السحرية ومفتاح النجاح وبلوغ الهدف»، معتبراً أنّ «غزة انتصرت بإرادة وصمود أهلها ومقاوميها، وجاء الآن دور امتحان الإرادة الفلسطينية في تعزيز المصالحة الوطنية لقطع الطريق على كل أشكال التآمر الدولي «الإسرائيلي» وبعض العربي».
أحزاب ولجان
وثمن حزب الاتحاد «عالياً هذا الانتصار الكبير للمقاومة الفلسطينية»، معتبراً: «أنه البدايات للتصحيح في المسار العربي نحو استعادة وحدة الأهداف، انطلاقاً من وحدة المصير والانتماء القومي»، داعياً إلى «تصحيح ما اعترى العلاقة بين أحد فصائل المقاومة ومصر من خلل لأنّ ذلك لن يكون في مصلحة فلسطين والأمة»، مقدراً: «الجهود المصرية في الإسهام في تحقيق هذا الاتفاق الذي لبى المطالب الفلسطينية وكان منحازاً إليها».
وأشارت «لجنة عائلة وأصدقاء عميد الأسرى في السجون «الإسرائيلية» يحيى سكاف» إلى أنّ هذا الانتصار جاء «بعد سلسلة من الانتصارات التي حققتها المقاومة في لبنان»، مؤكدة أنّ المقاومة «ستستمر في النضال لتحرير كامل فلسطين من بحرها إلى نهرها وتحرير مقدساتنا وأسرانا المعتقلين وفي مقدمهم عميد الأسرى اللبنانيين والعرب يحيى سكاف الذي ينتظر بأمل كبير رجال المقاومة في لبنان وفلسطين لتحريره».
وأكد المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في الجنوب بسام حمود «أنّ هذا النصر الاستراتيجي تمثل بالقضاء التام والنهائي على أسطورة الجيش الذي لا يقهر وقضى على منظومة الأمن القومي الصهيوني وأعاد للشرفاء من أبناء الأمة الشعور بالكرامة والعزة والأمل بالانتصار الكبير على العدو بتحرير فلسطين من البحر إلى النهر». ورأى «تجمع العلماء في جبل عامل»: «أنّ الانتصار في غزة، يشابه صداه انتصار آب عام 2006 الذي حققه الشعب اللبناني ومقاومة حزب الله الباسلة». وهنأ التجمع أهالي الشهداء والجرحى والأسرى بهذا النصر.
ورأى اللقاء الإسلامي الوحدوي بعد اجتماعه الأسبوعي برئاسة عمر غندور في بيان: «أنّ ما آلت اليه الحرب الصهيونية الشرسة على قطاع غزة كرّست معادلة الأمن بالأمن، بحيث أصبحت كل فلسطين المحتلة في متناول المقاومة». وأعتبر الأمين العام لحركة الناصريين الديمقراطيين خالد الرواس أنّ «نجاح المقاومة في استدراج العدو إلى حرب استنزاف، كشف على مدى الأسابيع الماضية مكامن ضعفه»، ودعا إلى «تحصين الوحدة الوطنية الفلسطينية لمواجهة كل التحديات التي يمكن أن تقدم عليها «إسرائيل» في المرحلة المقبلة».
وحيا رئيس «حركة الإصلاح والوحدة» الشيخ ماهر عبدالرزاق: «كل من ساهم في صناعة هذا النصر وعلى رأسهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمقاومة اللبنانية»، لافتاً إلى أنّ هذا النصر هو «امتداد لنصر المقاومة اللبنانية في عدوان تموز 2006».
ووجه رئيس «تجمع الإصلاح والتقدم « خالد الداعوق: «التحية إلى سكان القطاع في شكل خاص والى الشعب الفلسطيني في شكل عام على هذا الانتصار».
وهنأت «لجنة دعم المقاومة في فلسطين»، الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية على «تحقيق النصر المؤزر والمخضب بالدم»، معتبرة: «أنه نصر الصمود على الاحتلال الصهيوني وإسقاط أهدافه في كسر إرادة شعبنا ومقاومتنا الباسلة».