اختيار 12 موقعاً أثريّاً في منطقة القدموس للائحة التراث الـوطنيّ

دمشق ــ ثناء عليان

سورية اليوم هي سورية الأمس، سورية التاريخ والحضارة، فمنها خرجت أول أبجدية للعالم، فهي الأغنى حضارياً ومواقع أثرية وأوابد تاريخية، اكُتشف فيها أكثر من عشرة آلاف موقع أثري وأكثر من 30 حضارة على مر العصور القديمة مثل البابليين والآشوريين والفينيقيين والإغريق والرومان. واكتشف وفي طرطوس أكثر من 300 موقع أثري يدل على تاريخ وحضارة الإنسان السوري.


عن نتائج أعمال التنقيب والمكتشفات الأثرية في طرطوس لعام 2013، تحدث كل من المهندس مروان حسن رئيس دائرة الآثار في طرطوس، والباحث بسام وطفة، رئيس شعبة التنقيب في المديرية خلال الندوة التي أقيمت بدعوة من جمعيات العادية في حلب «فرع طرطوس» إذ أشارا إلى أن دائرة آثار طرطوس تعمل سنوياً على تنفيذ عدة مشاريع تنقيب أثرية في المحافظة وفي عدة مواقع، إذ تنقسم أعمال التنقيب إلى تنقيب موسمي سنوي وتنقيب طارئ، وتنفذ جميع هذه الأعمال من قبل كوادر وطنية متخصصة بمشاركة خريجي كلية ومعهد الآثار وطلابهما.

وعن أعمال التنقيب الموسمية يذكر المهندس مروان حسن أنه رصد مبلغ مليون ليرة سورية لموقع عمريت لمتابعة واستكمال أعمال الكشف عن الطبقات والسويات الأثرية في الشريحة الخامسة التي أظهرت بقايا جدران تعود إلى أبنية سكنية وخدمية منها صناعية فرن فخاري ومواقد وأوان فخارية وأسرجة من الفترة الهيلنستية، كما تم إجراء إسبار في الملعب والكشف عن مقاعد مبنية بحجارة منحوتة عند الطرف الجنوبي من الملعب، وكشفت عن حوض لترقيد الكلس، كما رصد مبلغ مئتي ألف ليرة سورية لموقع المنطار لاستكمال الكشف عن محيط الأرضية الفسيفسائية، إذ عُثر على57 قطعة نقدية من الفترة البيزنطية، والكشف عن بقايا جدران أبنية سكنية وتنور فخاري وأرضيات حجرية مبلطة إضافة إلى العثور على أوان فخارية وخرزة مغزل.

في ما يخص موقع الكورنيش الشمالي لمدينة بانياس، إذ تم رصد مبلغ مئتي ألف ليرة سورية لاستكمال أعمال الكشف عن محيط أرضية لحمام فسيفسائية من الفترة البيزنطية تحمل زخارف هندسية ونباتية، وكشف عن بقايا أساسات أبنية سكنية ملحقة بالحمام وأرضيات، إضافة إلى أنابيب فخارية ومجمع توزيع.

في قلعة الكهف كشف عدد من الأقبية العقدية والآبار المنحوتة بالصخر وصهاريج المياه ومعاصر الزيتون والأبنية العسكرية الطابقية المحصنة إضافة إلى الأبنية السكنية، وعثر على كتابة دينية وكسر فخارية مطلية بطبقة من المينا وبألوان مختلفة تحمل زخارف نباتية وهندسية، كما عمل على كشف معالم معمارية مهمة في أعلى نقطة من القلعة متمثلة بجدران أبنية وأرضية مبلطة بالحجر الكلسي المنحوت، إضافة إلى بئر منحوتة بالصخر. وفي ما يخص أعمال التنقيب الطارئة يذكر الباحث الأثري بسام وطفة أنه كشف عن قسم من حمام إسلامي في قرية كاف الحمام لم يكن معروفاً يعود إلى أواخر القرن 11م وبداية القرن 12م، وكشف عن أرضية جامع وبقايا جدران ربما تعود لأبنية سكنية.

في قرية «باملاخا» كشف عن خزان مياه بئر ذي قطر 3 أمتار وعمق 4 أمتار مطلي بطبقة من الطينة الكلسية وسقفه من حجارة منحوتة بطريقة عقدية وذو فتحة مستطيلة، ويعود إلى الفترة الرومانية، وإلى جوار الخزان كشف عن جدار بناء سكني عريض مبني من مداميك وحجارة مشذبة وتتخلله فتحة باب عريض نحو 1.5 م محدد من خلال حاجبين حجريين، وفي نقطه أخرى وإلى جوار حافة صخرية منحوتة كشف عن أرضية حجرية منحوتة كانت تشكل دباغة مصبغة تمت إزالة الجرن وتحول المكان إلى مقلع صخري أخذت منه حجارة منحوتة.

لفت وطفة إلى الكشف عن مدفن عائلي في قرية فجليت التابعة لمنطقة الدريكيش أثناء قيام أحد المواطنين بأعمال التجريف قرب منزله، وبعد إبلاغ الدائرة كشف على المكان وتبين وجود مدفن عائلي، وهو عبارة عن غرفة منحوتة في الصخر الكلسي أبعادها 4 5 م للمدفن بوابة منحوتة ويتم الدخول إليه من خلال 3 درجات منحوتة يتخلل المدفن 10 معازب جدارية منحوتة، وهو يعود إلى العصر الروماني، وفي قرية تعنيتا تم إجراء خمسة أسبار للوقوف على حقيقة عقار السيد بديع ماضي الواقع، في ما يسمى قلعة شوكة بستان تعنيتا وقد تم الحفر وصولاً إلى الأرض الثابتة، إذ تم عثر على الجزء السفلي وفيه خمس خواب فخارية وما لوحظ أثناء الكشف على مربط الخيل وقاعدة خواص معصرة زيتون على السطح وجودهما في مكان غير مكانهما الأصلي، إضافة إلى بعض الكسر الفخارية الأخرى يحتم وجود معصرة زيتون.

أما في قرية السويده في صافيتا فكشف عن قبر مبني بحجارة منحوتة أثناء قيام أحد المواطنين بأعمال التجريف والبناء، وقامت شعبة آثار صافيتا بأعمال التنقيب فيه وتبين وجود أكثر من هيكل عظمي فيه وعثر فيه على بعض اللقى الأثرية كأساور من البرونز وخرزة.

في نهاية المحاضرة أشار المهندس مروان حسن رئيس دائرة الآثار إلى متابعة الدائرة أعمال المسح الأثري في المحافظة، بعدما أنهى فريق المسح الأثري خلال عام 2012 قطاع منطقة القدموس إذ حدّد ما يزيد على 150 موقعاً أثرياً واختير 12 موقعاً لتسجيله على لائحة التراث الوطني، وتتوزع المواقع بين ممالك ومدن ومعابد وقصور وكنائس، لافتاً إلى أن فريق عمل المسح الأثري تابع عمله في منطقة الشيخ بدر، ومسح 70 من المنطقة أثرياً واختيار ثلاثة مواقع لتسجيلها على لائحة التراث الوطني.

يهدف مشروع المسح الأثري الذي تقوم به مديرية الآثار في طرطوس ـ بحسب المهندس حسن- إلى تحديد حدود وحرم المواقع الأثرية وتنزيلها على خريطة المحافظة، وإنجاز منظومة معلومات متكاملة من خلال إنشاء خريطة إلكترونية تشمل جميع المواقع الأثرية في محافظة طرطوس وربطها بالمواقع الإدارية والسياحية المعروفة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى