التدخّل العسكري التركي في سورية يشكّل دليلاً إضافياً على تورّط تركيا بدعم الإرهاب
استحوذت العمليّة العسكرية التركيّة في شمال سورية على اهتمامات القنوات الفضائيّة ووكالات الأنباء العالميّة، لما لها من أبعاد ونتائج عسكريّة وسياسيّة على الداخل السوري وعلى مستوى المنطقة، عمل الخبراء العسكريّون والاستراتيجيّون على شرحها، فلا شك في أنّ الدخول التركي إلى جرابلس أشبه بمسرحيّة بطلها أردوغان لتنفيذ مخطّطاته التي لم يستطعْ تحقيقها طوال الحرب على سورية، وهي اقتطاع جزء من الأراضي السورية في إطار سياساته التوسعيّة، وثانياً إيهام الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي بأنّ حكومته تحارب الإرهاب، وثالثاً إحلال ما تسمّيه تركيا قوات المعارضة السوريّة ومنحها السيطرة العملانية على جزء من الجغرافيا السوريّة، ورابعاً إسقاط مشروع إنشاء دويلة كرديّة على حدود تركيا، أمّا اللافت فهو الإخلاء السريع والمنظّم لعناصر «داعش» من جرابلس مع دخول الجيش التركي إليها، ما يؤكّد تبعيّة وخضوع هذا التنظيم لتركيا وتلقّيه الأوامر منها، وبالتالي يشكّل دليلاً إضافيّاً على تورّط تركيا بدعم الإرهاب. وفي السياق نفسه، وصف الجنرال التركي المتقاعد أردوغان كاراكاش العدوان التركي على الأراضي السوريّة في جرابلس بريف حلب بذريعة محاربة إرهابيّي «داعش» بـ«المسرحية»، مشيراً إلى أنّ حكومة حزب العدالة والتنمية قدّمت كل الدعم للتنظيمات الإرهابيّة في سورية.
ولفتَ القيادي في اتحاد القوى السورية فجر زيدان، بأنّ التدخّل التركي مجرّد خطة للتدخّل في الشأن الداخلي السوري وانتهاك السيادة على الأرض، بدعوى مقاومة تنظيم «داعش» الإرهابي.
وأكّد الخبير العسكري والاستراتيجي السوري هيثم حسون، أنّه ثبت بالدليل أنّ «داعش» ليست سوى مجموعات تعمل بإمرة القيادة التركيّة، وهذا ما رأيناه من خلال السرعة في تنفيذها طلب السلطات التركيّة بإخلاء مدينة جرابلس السوريّة.