حرق صلبان في طرابلس وعلم «داعش» في الأشرفية وريفي يطلب من القضاء ملاحقة الفاعلين
فيما أقدم شبان في طرابلس ليل أول من أمس من مؤيدي «جبهة النصرة» على إحراق صلبان على طريق اوتستراد التبانة ، أثار قرار وزير العدل أشرف ريفي أمس بملاحقة شبان أقدموا على حرق علم «داعش» في ساحة ساسين في الأشرفية جدلاً في أوساط التيار الوطني الحر حول توقيته خصوصاً أنّ «جبهة النصرة» أعلنت تجميد إطلاق الأسرى المسيحيين.
وكان ريفي طلب من النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي سمير حمود، تكليف الجهات القضائية المختصة، إجراء الاستقصاءات والتحريات اللازمة، للتثبت من حقيقة إقدام شبان على وضع صلبان على الطرقات وإحراقها، ومكان حدوثها، وكشف هوية الفاعلين وملاحقتهم، وتوقيفهم تمهيداً لإنزال أشدّ العقاب بحقهم. كما طلب من حمود التحرك وملاحقة حارقي علم «داعش» في الأشرفية، على اعتبار أنّ في الأمر مسّاً بالمشاعر الدينية، وفعلاً قد يؤدي إلى الفتنة، وذلك لاحتواء الرايتين على شعار «لا إله إلا الله ومحمد رسول الله»، مشيراً إلى أنّ الحادثة حصلت أول من أمس.
وكلف حمود قسم المباحث الجنائية المركزية التحقيق في إحراق شعار ديني في الأشرفية. وانتقلت دورية من القسم إلى المحلة وباشرت استقصاءاتها تمهيداً لمعرفة هوية الفاعلين الذين نشرت صورة لهم على موقع التواصل الاجتماعي.
وفجّر قرار ريفي جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي بين معارض ومؤيد ومتفهم لمنطلقات قرار وزير العدل، فيما أعلن قيادي في «جبهة النصرة» لوكالة الأناضول تجميد إطلاق الأسرى المسيحيين بعد إحراق علم «الجبهة» في الأشرفية. وقال: «لقد حرم التيار الوطني الحرّ بأفعاله الأخيرة عدداً من أبنائكم من أن يعودوا من الأسر فالزموا الحياد بيننا وبين الحزب الإيراني». وأكد ذلك الشيخ مصطفى الحجيري الذي قال: «إنّ معركة الجبهة ليست مع السنة والمسيحيين بل مع حزب الله».
إلا أنّ التيار الوطني الحر استغرب قرار ريفي المتأخر، وأعلن النائب ابرهيم كنعان توكله عن الشبان وطلب من ريفي «العودة عن قراره الذي يقضي بإنزال أشد العقوبات بحارقي العلم، لأننا كلنا موحدين تجاه هذه القضية». وأكد أنه «سيتابع الملف إلى النهاية»، موضحاً أنّ «ما حصل في الأشرفية هو ضدّ الإرهاب وليس ضدّ الدين».
وردّ القيادي في التيار الوطني الحر أنطوان نصر الله على بيان الجبهة معتبراً أنه «يأتي في إطار ابتزاز التيار والمسيحيين»، مستغرباً: «المصادفة التي جعلت وزير العدل اشرف ريفي يثير مسألة حرق علم داعش بعد أيام على الحادثة، وتحجج التنظيم بالأمر لعدم إطلاق سراح العسكريين المسيحيين، علماً أنّ الجميع يعرف أنّ النصرة هي ضدّ داعش».
وقال نصر الله: «إنّ التيار لن يتخلى عن الشباب الذين قاموا بحرق علم داعش، رغم أنّ حرقه لم يأتِ نتيجة قرار حزبي بل قرار فردي بعد أن شاهدوا ماذا فعل أصحاب هذا العلم في سورية والعراق وعرسال».
وسأل: «هل دخلت النصرة في التفاصيل السياسية الداخلية، أم أُدخلت فيها؟ وهل كتب بيان النصرة بأيدٍ لبنانية؟ نتمنى عكس ذلك، لكنّ المصطلحات المستعملة تعكس اطلاعاً كبيراً على تفاصيل سياسية، ولا أظن أنّ النصرة في هذه الحرب التي تخوضها قادرة على معرفتها».
وأعلن بيان صادر عن مكتب مفتي الشمال مالك الشعار، أنّ الأخير قام باتصالات إثر حادثة ساحة ساسين «وتبيّن له أنّ التصرف كان فردياً ولا يحمل أي خلفية سياسية».
واستنكر الشعار التعرض للرموز الدينية لأي جهة كانت، داعياً الجميع إلى ترك الأمور للمسؤولين المعنيين والمؤسسات الرسمية والقضائية التي تعمل على معالجة مثل هذه المشكلات ضمن إطار القانون وحفظ الانتظام العام.
من جهتها، وجهت شقيقة الجندي المحتجز جورج خوري، ماري رسالة قالت فيها: «نحن لا علاقة لنا بحزب الله، وعكار خزان الدم للجيش، وأنا مسيحية وأرفض حرق علم أي طائفة وندين المسّ بأي ديانة ونطالب بالإفراج عن المخطوفين فقط، وإني أناشد الشيخ مصطفى الحجيري مواصلة مساعيه للإفراج عن العسكريين جميعاً. أنا مسيحية واستنكر ما جرى في الأشرفية على يد شبان أحرقوا علم داعش، وإننا كعائلة وكمنطقة نرفض المسّ بأي ديانة».