خبراء روس لـ«سانا»: أردوغان غير صادق وتركيا حليفة الناتو وسياستها غير مستقلّة
أعرب نائب مدير مركز الأبحاث الأوروبيّة والدوليّة في المدرسة العليا للاقتصاد ديمتري سوسلوف عن اعتقاده بأنّ رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان غير صادق عندما يتحدّث عن إقامة «علاقات شراكة حقيقيّة» مع روسيا، وعندما يتكلّم عن الرغبة في التعاون مع روسيا وإيران لحلّ الأزمة في سورية.
وأوضح سوسلوف، أنّ أردوغان «حشر نفسه في الزاوية بعد أن أخفقت سياسته بإحياء سلطنة عثمانيّة جديدة، وبعد أن تبخّرت أحلامه في فرض الهيمنة على سورية وإدراكه عدم واقعيّة مخططاته بشأن سورية، عمد إلى التدخّل العسكري السافر في الأراضي السورية لحلّ مشاكله الداخليّة تحت شعارات مزيّفة بمحاربة الإرهاب».
وقال سوسلوف، إنّ «محاولة الانقلاب في تركيا جاءت دليلاً قاطعاً على الوضع العصيب الذي أقحم أردوغان نفسه فيه، ولذلك أخذ يناور ويراوغ محاولاً استخدام روسيا ورقة ضغط في المساومة مع الغرب، والحصول على شروط نافعة له أثناء عقد صفقات مع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما ودول الاتحاد الأوروبي، وكسب تأييدهم في تثبيت مواقعه داخل المجتمع التركي».
بدوره، أكّد نائب رئيس الأكاديميّة الدبلوماسيّة التابعة لوزارة الخارجيّة الروسيّة البروفيسور سيرغي بولشاكوف، أنّ السياسة الخارجيّة التركيّة «معقّدة جداً»، وهناك تناقضات كبيرة في أقوال أردوغان عندما يتحدّث عن الرغبة في الإسهام بقسط إيجابي في حلّ الأزمة في سورية، ولكنّنا نرى أنّ السلطات التركيّة توغّلت في الأراضي السورية وانتهكت سيادة دولة مستقلّة.
وأوضح بولشاكوف، أنّ روسيا الاتحادية هي الدولة الوحيدة التي لم تنتهك السيادة السوريّة ومبادئ القانون الدولي في الحرب ضدّ الإرهاب، وهي تعمل هناك بموجب اتفاق مع الحكومة السوريّة الشرعيّة، خلافاً لجميع الدول الأخرى المتورّطة بدعم التنظيمات الإرهابيّة في الأراضي السوريّة.
وقال بولشاكوف، إنّ «الواقع العملي يدلّ على أنّ قرارات الحكومة التركيّة ليست مستقلّة تماماً، وليست بعيدة عن التأثيرات الأميركيّة والأطلسيّة»، مؤكّداً أنّ تركيا حليف للولايات المتحدة وعضو في حلف شمال الأطلسي الناتو، و«لا يمكنها أن تغرّد خارج هذا السرب».
وحول التعاون الروسي الأميركي في مسألة تسوية الأزمة في سورية، أضاف بولشاكوف أنّ «الأميركيّين غير صادقين في محاولاتهم التنسيق مع عسكريّينا في سورية، وغالباً ما تكون سياستهم في سورية غامضة وغير مفهومة، بل وغير صادقة، لكنّنا نعمل معهم وفق المثل الروسي القائل صدّق ولكن تأكّد».
من جانبه، اعتبر رئيس قسم المنظمات الدولية وقضايا السياسة العالميّة في جامعة موسكو الحكوميّة أندريه سيدوروف، أنّ هناك إخفاقات «مزمنة» في العلاقات بين روسيا و الولايات المتحدة، وخصوصاً في ما يتعلّق بالفرز بين ما يُسمّى «المعارضة» والإرهابيّين الذين يتستّرون بها، وكذلك في موضوع الحفاظ على سيادة سورية الوطنيّة والاتّفاق مع حكومتها الشرعيّة.
وقال سيدوروف، إنّ «الصعوبات التي تعيق التعاون العسكري الروسي الأميركي في سورية ناتجة عن سياسة إدارة البيت الأبيض التي حشرت نفسها، ما جعلها غير قادرة على التراجع عن مطالبها بالرغم من اقتناعها بفشلها، لذلك فإنّ هذه المواقف كانت ولا تزال غير بنّاءة، ويبدو أنّها ناتجة عن عدم كفاية الخبرة في العمل السياسي».
وأكّد سيدوروف، أنّ العدوان التركي على الأراضي السوريّة في مدينة جرابلس بريف حلب «لم يحدث من دون ضوء أخضر من الولايات المتحدة»، مشدّداً على أنّ تركيا لا تُعتبر حليفاً لروسيا، وهي ليست أكثر من شريك تجاري نقوم بتعزيز علاقاتنا التجاريّة معها، ولا يمكن أن تُعتبر حليفاً لنا، بل هي حليف الولايات المتحدة.
من جهته، أوضح الباحث الروسي في قسم الأمن الدولي والسياسة العالمية في جامعة موسكو آلكسي فينينكو، أنّ تغييرات كبيرة طرأت على الظروف المحيطة بالأزمة في سورية خلال الفترة الأخيرة على ضوء تشجيع قوى إقليميّة ودولية معيّنة، وبالدرجة الأولى تركيا والسعودية، للتنظيمات الإرهابيّة في سورية.
وقال فينينكو، إنّ «بعض القوى الأخرى عملت على مخطّطات لإقامة كيانات فيدراليّة في بعض المناطق السوريّة، وهذا ما قدّم ذرائع إضافيّة للسلطات التركيّة من أجل زيادة تدخّلها في الشأن السوري، ودعم التنظيمات الإرهابيّة الموالية لها، وبذلك يكون أردوغان قد انتقل بسياسته الداعمة للإرهاب إلى ممارسة الإرهاب في سورية بصورة مباشرة».