عميد الإعلام في «القومي»: اغتياله يندرج في سياق الحرب الإرهابية التي تُشنُّ ضدّ شعبنا وبلادنا
بدعوة من الحركة الوطنية للتغيير الديمقراطي والأحزاب والقوى الوطنية، أُقيم احتفال تأبيني للمناضل الكبير الشهيد ناهض حتر في مركز توفيق طبارة في بيروت، حضره جمع من قادة الأحزاب والقوى الوطنية والقومية واليسارية، ومن الهيئات والجمعيات الشبابية والنسائية والإعلامية والنقابية، وجمع من الشخصيات الوطنية والثقافية والاجتماعية. كما شارك وفد من الحركة الوطنية الأردنية ومن أصدقاء الشهيد.
وألقيت خلال اللقاء كلمات أضاءت على جوانب مختلفة من نضال الراحل ومواقفه ونتاجه الفكري والسياسي في مجالات مقاومة العدو الصهيوني والإرهاب والتطرف، وموقعه في النضال الاجتماعي، ودعوته إلى مواجهة المشروع الأميركي ـ الصهيوني وأدواته الرجعية والدفاع عن سورية ووحدتها وسيادتها الوطنية.
وكان تأكيد من جميع المشاركين على التمسُّك بالخيارات التي آمن بها الشهيد ومواصلة معركة إسقاط المشروع التدميري الذي يستهدف بلادنا.
استهل الحفل بتقديم من أمين سر الحركة الوطنية للتغيير الديمقراطي محمد حشيشو وعضو امانتها العامة الدكتور وسام حمادة، ثم كلمة منسق الحركة الوزير السابق الدكتور عصام نعمان.
وكانت كلمات لكل من عضو المجلس السياسي في حزب الله الدكتور علي ضاهر، أمين الهيئة القيادية في حركة «المرابطون» في لبنان العميد مصطفى حمدان، الوزير السابق بشارة مرهج، الاعلامية ثريا عاصي باسم منتدى الاعلام في لبنان، وعدد من الفاعليات.
كلمة أصدقاء الشهيد والحركة الوطنية الأردنية
وألقى عامر التل كلمة أصدقاء الشهيد والحركة الوطنية الأردنية وجاء فيها: «بالأمس زُفّ الكاتب والصحافي ناهض حتّر شهيداً. وفي عرس استشهاده سار الأصدقاء والمحبون وأحرار بلادنا، مؤكدين أنّ دمه الذي سال، يرسِّخ فكرة الوحدة والحرية والصراع».
أضاف: «لم يكن ناهض كاتباً وصحافياً ومناضلاً وحسب، بل كان مؤمناً بفكرة الوحدة القومية، بالمقاومة وخيارها، وبحتمية انتصار الجيش السوري على الإرهاب والتطرف.
كان ناهض في الصفوف الأمامية يواجه، بالفكر التنويري والثقافة المدنية، الفكر الظلامي الأسود الذي يحمله العدو الصهيوني وقوى الإرهاب والتطرف.
هو مناضل بامتياز، مناهضٌ للاحتلال والإرهاب والاستعمار، وقد كرّس سنواته الأخيرة من أجل أردن متحالف مع محيطه القومي، أردن العدالة والمساواة».
وتابع التل: «توهّم الذين اغتالوا ناهض حتر أنهم اغتالوا الفكرة التي آمن بها وناضل من أجلها، وهؤلاء سيكتشفون أنّ فكرة الحق والحرية، ستنتصر على أفكارهم الظلامية الوحشية، التي تستهدف الإنسان والإنسانية، فمنبع أفكارهم ليس الرسالات السماوية، بل غريزة الإرهاب الوحشية. إنّ جريمة اغتيال هذا المناضل المدافع عن فلسطين وقضية الأمة، تؤكد أنّ القاتل واحد، في سورية وفي العراق وفي فلسطين وسائر البلاد العربية. لذلك، نعاهد شهيدنا على الاستمرار في النضال من أجل انتصار الفكرة التي دفع شهيدنا دماءه دفاعاً عنها».
وقال: «نؤكد، أنّ ناهض ليس شهيد الحركة الوطنية الأردنية، بل هو شهيد كلّ التنويريين في أمتنا. وإننا نسأل الحكومة الأردنية: لماذا تبرئة التنظيمات الإرهابية من جريمة اغتيال ناهض، رغم أنّ تنظيم داعش الإرهابي نشر فيديو ارتكاب الجريمة على مواقعه واحتفل باغتياله؟
من موقع الوفاء لدماء ناهض، وانتصاراً للدولة المدنية والتصدي للقوى الظلامية الإرهابية، نؤكد أننا في الحركة الوطنية الأردنية، من قوى قومية ويسارية وتقدمية، سنعلن قريباً جبهة موحدة للتصدي للأفكار الظلامية والتدميرية، وندعو كافة القوى والأحزاب في بلادنا للانخراط في هذه الجبهة لمواجهة مشاريع الدويلات الطائفية والمذهبية والإثنية، التي تشكل غطاء ليهودية دولة الاغتصاب في فلسطين».
وختم التل: «باسمي وباسم عائلة الشهيد وكلّ شرفاء الأردن نشكر لكم وقفتكم وتضامنكم، ورفعكم الصوت عالياً ضدّ الجريمة النكراء، وهذا الموقف ليس غريباً على بيروت، عاصمة المقاومة، التي تصدّت للعدو الصهيوني وأجبرته على التقهقر، بيروت التي احتفلت في 29 أيلول بذكرى مرور 34 عاماً على تحريرها من الاحتلال الصهيوني، يوم اندحر هذا الاحتلال على وقع رصاصات خالد علوان، معلناً عبر مكبرات الصوت «لا تطلقوا النار إننا راحلون». إننا ونحن نحيي شهادة المناضل ناهض حتر، ونحيّي كلّ شهداء الأمة، نؤكد أننا سنسمع قريباً صراخ الصهاينة وأدواتهم المتمثلة بالمجموعات الإرهابية المتطرفة التي تحركها أجهزة استخبارات عالمية، «لا تطلقوا النار إننا مندثرون».. نعم هم سيندثرون، ونحن سننتصر بدماء ناهض وكلّ الناهضين في أمتنا».
كلمة لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات
وألقى منسق لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات اللبنانية قاسم صالح كلمة توجه خلالها بـ«التحية والشكر إلى الجهات الداعية لهذا الحفل التأبيني للصحافي الجريء وصاحب المواقف الشجاعة والقلم الحرّ الشهيد ناهض حتر الذي اغتالته يد العصابات الإرهابية صاحبة النهج الإلغائي الدموي».
وقال صالح: «ناهض حتر لم يكن يحمل بندقية أو مدفعاً بل كان يحمل سلاح الموقف الداعم للمقاومة بجميع أطيافها وفي جميع ساحات الأمة من لبنان إلى فلسطين والعراق واليمن وسورية التي لم يتوان لحظة عن الوقوف إلى جانب قيادتها وشعبها وجيشها في التصدي للحرب الكونية، التي استهدفت إسقاطها باعتبارها قلعة العروبة وحصن المقاومة المنيع، فصمدت وألحقت الهزيمة بالتكفيريين وأسيادهم في أكثر من موقع وجبهة ولا بدّ ستنتصر».
أضاف: «اغتالوك لأنك صوت الحقّ والحرية لكي يرهبوا أصحاب الفكر التنويري المناهض للمشروع التكفيري الظلامي ورعاته الإقليميين والدوليين».
وأكد «أنّ غياب الشهيد المظلوم ناهض حتر لن يثني أو يرهب الأقلام الحرة بل سيزيدها صلابة وجرأة وشجاعة وسوف تستمر بحمل الراية حتى إسقاط الإرهاب الصهيوني والإرهاب التكفيري وهزيمتهما ودحرهما».
وختم صالح: «لن يغيّبك الموت أيها الشهيد. فأنت إن رحلت عنا جسداً فروحك وذكراك لا تزالان تفوحان عزّة وكرامة وقلمك الذي لهج بالحق والمقاومة لن تكسره رصاصات الغدر والخيانة.
نم قرير العين أيها الصديق الحبيب. فالمقاومة وُجدت لتبقى وستبقى والمشروع العروبي المشرقي الذي حملته سوف يبقى حاضراً فينا وسنبذل الغالي والرخيص للدفاع عن خيار الوحدة والجهاد والمقاومة. لقد أكدّت باستشهادك أنّ الحياة كلها وقفة عز فقط».
كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي
وألقى عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي معن حمية كلمة قال فيها: «الشهيد ناهض حتر، مناضل مقاوم، آمن بالمقاومة نهجاً، وبالمدنية والوحدة القومية فكراً وفكرة. ولأنه يمثل العقل ويؤمن به شرعاً أعلى، اغتالته يد الإجرام التي تمثل ذراعاً للفكر الظلامي الإرهابي الدموي».
أضاف: «في هذه الوقفة التحية للشهيد ناهض حتر، نؤكد أنّ اغتيال هذا المناضل الكبير، يندرج في سياق الحرب الإرهابية التي تُشنُّ ضدّ شعبنا وبلادنا وشعبنا، حرب يقودها العدو الصهيوني وحلفاؤه الغربيون بواسطة المجموعات الإرهابية المتطرفة التي تعيث قتلاً وتدميراً في العراق والشام وكلّ بلادنا».
وختم حمية: «لناهض حتر ولكلّ الشهداء نؤكد أننا سنواصل المعركة حتى القضاء على الإرهاب، والفصل سيكون في ميدان المواجهة، حيث يُسطِّر أبطال نسور الزوبعة وأبطال الجيش السوري وكلّ المقاومين ملاحم البطولة في معركة القضاء على الإرهاب».